هل يصح أن يشير الإنسان الى عضو من بدنه ليثبت صفه لله!؟
بتاريخ : 19-07-2014 الساعة : 06:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
هنا يتضح لكم في هذا الموضوع إختلاف الآراء في تبيين صفة من صفات الله بالإشاره لها وتكييفها ، سبحان من ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير
سأنقل كلام العلامه الراجحي وهو يشرح الحديث الذي فيه أنه صلى الله عليه وآله وسلم يشير الى عينه واذنه لإثبات صفتي السمع والبصر لله!!! و ناقلآ أيضآ كلام العلامه ابن حجر ومعترضآ عليه :
... وفي الحديث إثبات العين، وإثبات البصر لله -عز وجل- كما في الحديث: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ قوله -تعالى-: : إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (أشار بإصبعه إلى عينه وأذنه) وهذا ليس المراد منه التشبيه، إنما المراد تحقيق الصفة، والمعنى إثبات أن لله سمعًا وبصرًا، وأن لله عينًا حقيقية لا مجازًا.. (1)
فائدة:
قال ابن حجر رحمه الله : (وقد سئلت: هل يجوز لقارئ هذا الحديث أن يصنع كما صنع الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأجبت وبالله التوفيق: أنه إن حضر عنه من يوافقه على معتقده، وكان يعتقد تنزيه الله -تعالى- عن صفات الحدوث، وأراد التأسي محضًا جاز، والأولى به الترك خشية أن يدخل على من يراه شبهة التشبيه...) إلخ.
قلت ( العلامه الراجحي ) : هذا ليس بصحيح، فالصحيح أن لا بأس أن يفعل الإنسان كما فعل الرسول، وينبه الناس أن المراد تحقيق الصفة وإثباتها، وليس المراد التشبيه. كذلك إذا أراد تحقيق صفة القدم لله -عز وجل- لا بأس أن يشير إلى القدم، وذلك بقصد تحقيق الصفة لا للتشبيه.
أقول : هذا لايوافق كلام الإمام مالك الذي نقله عنه الإمام ابن عبد البر في كتاب التمهيد (2) :
(روى حرملة بن يحيى قال سمعت عبدالله بن وهب يقول سمعت مالك بن أنس يقول: من وصف شيئا من ذات الله مثل قوله وقالت اليهود يد الله مغلولة وأشار بيده إلى عنقه ومثل قوله وهو السميع البصير فأشار إلى عينيه أو أذنه أو شيئا من بدنه قطع ذلك منه لأنه شبه الله بنفسه ثم قال مالك أما سمعت قول البراء حين حدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يضحى بأربع من الضحايا وأشر البراء بيده كما أشار النبي صلى الله عليه و سلم بيده قال البراء: ويدي أقصر من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكره البراء أن يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالا له وهو مخلوق فكيف الخالق الذي ليس كمثله شيء) اهـ .
أقول : وهذا العلامه الحويني يكيف الله واصفآ علوه وإرتفاعه بيديه ! في برنامج له ! أنقل لكم صورته وهو يتكلم عن الجليل سبحانه وتعالى :
أكمل لكم قول العلامه الراجحي وهنا يسفه قول من يقول بأن الله ينزل كنزولي من مكان عال :
ولو أراد إثبات صفة النزول، ونزل من مكان عال، نقول: هذا غير صحيح؛ لأن النزول لا يكيف، ولا يقال: إن هذا من تحقيق الصفة؛ لأن صفة النزول معناها في اللغة معقول، ليس فيه شيء يشار إليه، ليست كالصفات التي في الإنسان. فإذا نزل وقال مثل هذا، فمعناه أنه كَيَّف الصفة؛ لأن هذا هو نزول المخلوق. أما أصل النزول، فمعناه في اللغة معروف. (3)
أقول : الشيخ ابن تيميه قال أن الله ينزل كنزوله من المنبر يعني كيف الله وحاشا الله طبعآ أصلآ من أن ينزل أو أن يصعد وهذا ثابت عنه و محاولة من ينفي هذا عنه فاشله
قال ابن بطوطه في رحلته المشهوره :
وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين بن تيمية كبير الشام يتكلم في الفنون. إلا أن في عقله شيئا. وكان أهل دمشق يعظمونه أشد التعظيم، ويعظهم على المنبر. وتكلم مرة بأمر أنكره الفقهاء، ورفعوه إلى الملك الناصر فأمر بإشخاصه إلى القاهرة، وجمع القضاة والفقهاء بمجلس الملك الناصر، وتكلم شرف الدين الزواوي المالكي وقال: إن هذا الرجل قال كذا وكذا، وعدد ما أنكر على ابن تيمية، وأحضر العقود بذلك ووضعها بين يدي قاضي القضاة وقال قاضي القضاة لابن تيمية: ما تقول ؟ قال: لا إله إلا الله فأعاد عليه فأجاب بمثل قوله. فأمر الملك الناصر بسجنه فسجن أعواما. وصنف في السجن كتابا في تفسير القرآن سماه البحر المحيط، في نحو أربعين مجلدا. ثم إن أمه تعرضت للملك الناصر، وشكت إليه، فأمر بإطلاقه إلى أن وقع منه مثل ذلك ثانية. وكنت إذ ذاك بدمشق، فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم. فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من درج المنبر فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء، وأنكر ما تكلم به. فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضربا كثيرا حتى سقطت عمامته، وظهر على رأسه شاشية حرير، فأنكروا عليه لباسها واحتملوه إلى دار عز الدين بن مسلم قاضي الحنابلة، لإامر بسجنه وعزره بعد ذلك. فأنكر فقهاء المالكية والشافعية ما كان من تعزيره، ورفعوا الأمر إلى ملك الأمراء سيف الدين تنكيز، وكان من خيار الأمراء وصلحائهم. فكتب إلى الملك الناصر بذلك، وكتب عقدا شرعيا على ابن تيمية بأمور منكرة، منها أن المطلق بالثلاث في كلمة واحدة لا تلزمة إلا طلقة واحدة ومنها المسافر الذي ينوي بسفره زيارة القبر الشريف زاده الله طيبا لا يقصر الصلاة، وسوى ذلك ما يشبهه، وبعث العقد إلى الملك الناصر فأمر بسجن ابن تيمية بالقلعة، فسجن بها حتى مات في السجن. (4)