بسم الله والصلاة والسلام على الرسول وآله ومن والاه.
بعد غياب طويل عن منتداي العزيز اقول السلام عليكم
لا شك ان فتوى المرجعية بالجهاد الكفائي قلبت الموازين رأسا على عقب امام الهجمة الطائفية المقيتة التي يتعرض لها شيعة اهل البيت عليهم السلام وحولت النكسة والاندحار الى اقدام وتحرير للارض.
على ارض الواقع هناك مجموعات قوى شيعية مقاتلة مختلفة في النظرية والمرجعية ولكنها تصب كلها في بودقة التشيع , على سبيل المثال لا الحصر بدر والعصائب وحزب الله العراق.
كي نتعرف على بعض اسباب رأي المرجعية بالتطوع حصرا في القوات الحكومية والجيش لا بد من التطرق الى بعض الامور,منها:
اولا: لو نظرنا الى سبب الانتكاسة المباشر هو تخاذل الجنود والضباط بكافة المراتب ممن يحملون فكر وعقيدة لا اقل من بعثية او وهابية فاسدة همهم الاول تدمير النظام السياسي وجعل نظام بعثوهابي بديلا عنه وهم لم يتوانوا في قلب الكفة للطفر الاخر المعادي للعراق في اول فرصة سنحت لهم.
امثال هؤلاء مفروضون بالقوة على القيادات السياسية والعسكرية تحت عناوين ومسميات مختلفة ومبررات وجودهم اكثر من ذلك, لا اخوض فيها لعدم الاطالة..
ثانيا: التشكيلات الشيعية الغير حكومية تعتمد بالدرجة الاساس في التدريب والتجهيز على مصادر ذاتية محدودة لا يمكن مقارنتها بمصادر الحكومة العراقية وان كان لبعضها مصادر تمويل اخرى. مثل هذه التشكيلات وحسب كل الاعراف والقوانين الدولية هي ميليشيا والاعم الاغلب من دول العالم ترفض وجود هكذا تشكيلات وتعتبرها خارجة عن القانون او على اقل تقدير تقلل من هيبة الدول المتواجدة فيها وتقلل من احترامها.
ثالثا: ما نخوض فيه الان هي حرب قذرة يريد كل طرف ان يشوه صورة الطرف الاخر باقذر الوسائل ووجود قوات غير حكومية تعطي ذريعة التصرف الطائفي في ظل حكومة هزيلة. ان اخذنا بنظر الاعتبار كل الدول المتآمرة على العراق والشيعة فانهم يتحينون الفرص لاظفاء عدم الشرعية على الحكومة لسحب البساط من تحت اقدامها.متجاهلين كل الوحوش الارهابية التي جلبوها من كل مزابل الارض لقتل العراقيين.
رابعا:اكثر من ثلاثة ملايين متطوع , اغلبهم عاطلون عن العمل . هؤلاء لبوا نداء المرجعية لحماية العراق والعراقيين فهل هناك تنظيم او تجمع بامكانه استيعاب هؤلاء وتجهيزهم وتدريبهم ليكونوا جاهزين للدفاع؟
خامسا: الشيعة الان يملكون حكم دولة( للاسف الشديد حكومة هزيلة وضعيفة ومتناحرة الى اقصى الحدود) فهل من المعقول ان نبقي كل الجهد خارج الاطار القانوني للدولة؟ ونبقى ننفخ في حجم التنظيمات الغير حكومية؟
سادسا: لو نظرنا بهدوء الى كيفية تعامل امريكا مع الجيش العراقي وعدم تسليحه والتحجج بمليار سبب لتأخير تسليم الاسلحة التي قبضت ثمنها نعلم ان الهدف الاساس هو ابقاء الجيش ضعيفا وليس الشيعة فقط لتكون الدولة العراقية تحت رحمة كل من هب ودب وتكون دائما متملقة للامريكان لحمايتهم في كل صغيرة وكبيرة.
سابعا : الشعب الشيعي مكشوف عسكريا لكل المخاطر فالاغلبية الساحقة من الشيعة هم موالون اوفياء لكن غير مدربين وغير مسلحين , الكثير منهم عاطلون عن العمل.
مما سبق رأت المرجعية(حسب علمي القاصر) ان الشيعة الاوفياء وباعداد هائلة عزل و بحاجة الى مصدر عيش يمكن ان يكونوا افضل بديل للخونةفي الجيش ليكون الجيش العراقي قويا والشيعة باغلبهم في قنوات نظامية للدفاع عن عراقهم ومقدساتهم يملكون مصدر التسليح والدعم وامام العالم اجمع يملكون الصفة القانونية والشرعية للدفاع عن بلدهم ولسد الباب على كل من يريد ان يتصيد بالماء العكر وتحويل المعركة من معركة نظام ضد ارهابيين الى معركة طائفية طرفاها ميليشيا غير قانونية.
رغم كل هذا فاننا نعلم والكل يعلم ان الفصائل الشيعية المقاتلة الاخرى لها قاعدة شعبية واسعة وتحظى بدعم جماهيري كبير ولا اقل من ان دفاعها عن العراق لم يتم المساس به لا من قبل علماء الشيعة او عوامهم.
والسلام.
التعديل الأخير تم بواسطة الزلزال العلوي ; 20-07-2014 الساعة 03:58 PM.