استحباب زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
بتاريخ : 08-08-2014 الساعة : 12:50 AM
استحباب زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
( عليه السلام ) في النجف الأشرف
وكراهة تركها وفضل مسجد الكوفة
استحباب زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
( عليه السلام ) في النجف الأشرف
عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
(( ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة ، وإنه لينزل كل يوم سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به ، فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة ، فإذا طافوا بها أتوا قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) فسلموا عليه ، ثم أتوا قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فسلموا عليه ، ثم أتوا قبر الحسين ( عليه السلام ) فسلموا عليه ، ثم عرجوا ، وينزل مثلهم أبدا إلى يوم القيامة.
وقال ( عليه السلام ) : من زار قبر أمير المؤمنين عارفا بحقه غير متجبر ولا متكبر كتب الله له أجر مائة ألف شهيد ، وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وبعث من الآمنين ، وهون عليه الحساب ، واستقبلته الملائكة ، فإذا انصرف شيعته إلى منزله ، فان مرض عادوه ، وإن مات شيعوه بالاستغفار إلى قبره ... الحديث ))(1) .
عن يونس بن أبي وهب القصري قال :
دخلت المدينة فأتيت أبا عبد الله ( عليه السلام ) فقلت له : (( أتيتك ولم أزر قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
فقال : بئس ما صنعت لولا إنك من شيعتنا ما نظرت إليك ، ألا تزور من يزوره الله تعالى مع الملائكة ، ويزوره الأنبياء ( عليهم السلام ) ويزوره المؤمنون !
قلت : جعلت فداك ، ما علمت ذلك .
قال : فاعلم أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عند الله أفضل من الأئمة كلهم ، وله ثواب أعمالهم ، وعلى قدر أعماله فضلوا )) (2) .
عن الحسين بن محمد بن مالك ، عن أخيه جعفر ، عن رجاله يرفعه قال :
كنت عند جعفر بن محمد الصادق ( عليهما السلام ) وقد ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال ابن مارد لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : ما لمن زار جدك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟
فقال : (( يا ابن مارد ، من زار جدي عارفا بحقه كتب الله له بكل خطوة حجة مقبولة وعمرة مبرورة ، والله ـ يا ابن مارد ـ ما تطعم النار قدما تغيرت في زيارة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ماشيا كان أو راكبا.
يا ابن مارد ، أكتب هذا الحديث بماء الذهب ))(3).
عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال :
(( من زار عليا بعد وفاته فله الجنة ))(4) .
عن محمد بن إسماعيل الرازي ، عن رجل سماه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
دخل رجل على أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين .
(( فقام على قدميه فقال : مه ، هذا اسم لا يصلح إلا لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) سماه الله به ، ولم يسم به أحد غيره فرضي به إلا كان منكوحا ، وإن لم يكن ابتلي به ( ابتلي به ) وهو قول الله في كتابه : ( إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا ) .
قال : قلت : فماذا يدعى به قائمكم ؟ قال : السلام عليك يا بقية الله ، السلام عليك يا بن رسول الله ))(5) .
عن عمر بن أبي زاهر ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
سأله رجل عن القائم يسلم عليه بإمرة المؤمنين ؟
قال : (( لا ، ذاك اسم سمى الله به أمير المؤمنين ، لم يسم به أحد قبله ، ولا يسمى به بعده إلا كافر ، قلت جعلت فداك كيف يسلم عليه ؟ قال : تقول : السلام عليك يا بقية الله ، ثم قرأ ( بقيتُ الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ) ))(6) .
استحباب زيارة آدم ونوح وإبراهيم مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
عن المفضل بن عمر قال : دخلت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فقلت له : إني أشتاق إلى الغري ، فقال : ما شوقك إليه ؟ فقلت له : إني احب أن أزور أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
فقال : هل تعرف فضل زيارته ؟ قلت : لا يا ابن رسول الله ، إلا أن تعرفني ذلك .
فقال : إذا زرت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فاعلم أنك زائر عظام آدم ، وبدن نوح ، وجسم علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) .
فقلت يا ابن رسول الله ) إن آدم هبط بسرانديب في مطلع الشمس ، وزعموا أن عظامه في بيت الله الحرام ، فكيف صارت عظامه في الكوفة ؟
فقال : إن الله أوحى إلى نوح ( عليه السلام ) وهو في السفينة إن يطوف بالبيت أسبوعا ، فطاف بالبيت كما أوحى الله إليه ، ثم نزل في الماء إلى ركبتيه ، فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم فحمله في جوف السفينة حتى طاف ما شاء الله أن يطوف ، ثم ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها ، ففيها قال الله للأرض : ( ابلعي ماءك ) فبلعت ماءها من مسجد الكوفة كما بدأ الماء منه ، وتفرق الجمع الذين كانوا مع نوح في السفينة ، فأخذ نوح ( عليه السلام ) التابوت فدفنه في الغري ، وهو قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما ، وقدس عليه عيسى تقديسا ، واتخذ عليه إبراهيم خليلا ، واتخذ محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حبيبا ، وجعله للنبيين مسكنا ، والله ما سكن فيه بعد أبويه الطيبين آدم ونوح أكرم من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فإذا زرت جانب النجف فزر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) فإنك زائر الآباء الأولين ، ومحمدا خاتم النبيين ، وعليا سيد الوصيين ، وإن زائره تفتح له أبواب السماء عند دعوته ، فلا تكن عن الخير نواما… ))(7) .
المصادر :
(1) وسائل الشيعة ج14ص374ب23ح [ 19419 ] 1.
(2) وسائل الشيعة ج14ص374ب23ح [ 19420 ] 2.
(3) وسائل الشيعة ج14ص377ب23ح [ 19421 ] 3.
(4) وسائل الشيعة ج14ص379ب23ح [ 19428 ] 10.
(5) وسائل الشيعة ج14ص600ب105ح [ 19899 ] 1.
(6) وسائل الشيعة ج14ص600ب105ح [ 19900 ] 2.
(7) وسائل الشيعة ج14ص384ب27ح [ 19435 ] 1.
فضل مسجد الكوفة :
وجوب احترام مكة والمدينة والكوفة ، واستحباب سكناها ، والصدقة بها ، وكثرة الصلاة فيها ، والإتمام سفرا بها :
عن حسان بن مهران قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
(( مكة حرم الله ، والمدينة حرم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والكوفة حرمي لا يريدها جبار بحادثة إلا قصمه الله ))(1) .
عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال : قلت له : أي البقاع أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال :
(( الكوفة ، يا أبا بكر ، هي الزكية الطاهرة فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين والأوصياء الصادقين ، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه ، وفيها يظهر عدل الله ، وفيها يكون قائمه والقوام من بعده ، وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين ))(2) .
عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
(( إنّ الله اختار من البلدان أربعة ، فقال عزّ وجلّ : ( والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين ) التين : المدينة ، والزيتون : بيت المقدس ، وطور سينين : الكوفة ، وهذا البلد الأمين مكة))(3) .
عن إسحاق بن داود قال : أتى رجل أبا عبد الله ( عليه السلام ) فقال له : إني قد ضربت على كل شيء لي من فضة وذهب وبعت ضياعي ، فقلت : أنزل مكة ، فقال : لا تفعل إن أهل مكة يكفرون بالله جهرة ، فقلت : ففي حرم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : هم شر منهم ، قلت : فأين أنزل ؟ قال : عليك بالعراق الكوفة ، فإن البركة منها على اثني عشر ميلاً ، هكذا وهكذا ، وإلى جانبها قبر ما أتاه مكروب ولا ملهوف إلا فرج الله عنه ))(4) .
عن أبي شعيب الخراساني قال : قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) :
أيما أفضل زيارة قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أو زيارة الحسين ( عليه السلام ) ؟ قال : إن الحسين قتل مكروبا فحقيق على الله عزّ وجلّ ألا يأتيه مكروب إلا فرج الله كربه ، وفضل زيارة قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على زيارة الحسين كفضل أمير المؤمنين على الحسين ( عليهما السلام ) .
ثم قال لي : أين تسكن ؟ قلت : الكوفة .
فقال : إن مسجد الكوفة بيت نوح لو دخله رجل مائة مرة لكتب الله له مائة مغفرة ، أما إن فيه دعوة نوح ( عليه السلام ) حيث قال : رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا ، قلت : من عنى بوالدي ؟ قال : آدم وحواء ))(5) .
كراهة الخروج من مكة والكوفة والحائر قبل انتظار الجمعة :
عن حفص بن البختري ، قال : (( من خرج من مكة أو المدينة أو مسجد الكوفة أو حائر الحسين ( عليه السلام ) قبل أن ينتظر الجمعة نادته الملائكة : أين تذهب ؟ لا ردك الله ))(7) .
المصادر :
(1) وسائل الشيعة ج14ص360ب16ح [ 19386 ] 1.
(2) وسائل الشيعة ج14ص360ب16ح [ 19388 ] 3.
(3)وسائل الشيعة ج14ص360ب16ح [ 19389 ] 4.
(4) وسائل الشيعة ج14ص443ب43ح [ 19560 ] 1.
(5) وسائل الشيعة ج14ص381ب43ح [ 19432 ] 2.
(7) وسائل الشيعة ج14ص542ب78ح [ 19782 ] 1.