وأشرقت الأرض بنور ربها ، من هم الأنوار في التوراة والإنجيل والقرآن .
بتاريخ : 04-10-2014 الساعة : 09:38 PM
وأشرقت الأرض بنور ربها . من هم الأنوار في التوراة والانجيل والقرآن؟
مصطفى الهادي
في سفر الخليقة (التكوين) وفي أول آية يفتتح الله بها التوراة يحكي قصة خلق العالم وما فيه. ومن بين ثنايا هذه القصة يتسلل نص ليطل برأسه على الحقيقة وهي أن الظلمة كانت تلف كل شيء خلقه الله ، فقرر الله ان يخلق النور ليُضيء الظلمة فخلق النور الأول عندها اشرقت الظلمات من هذا النور.
اليهودية بتفاسيرها لم تقدم لنا شرحا عن ماهية هذا النور، ولكنها تعرفه ولذلك بقيت تنتظره.
ولما جاءت المسيحية سحبت النص إلى عقيدتها فقال بعض المفسرين بأن النور الذي خلقه الله هو المسيح ، وعندما تطالبهم بالدليل يقولوا لك : بأن الله قال : بأن روح الله كان يرفرف على الماء قبل الخلق . في إشارة إلى نص التوراة في سفر الخليقة الذي يقول في سفر التكوين : (( في البدء خلق الله السماوات والأرض. . وعلى وجه الغمر ظلمة، وروحُ الله يرفرف على وجه المياه)).
ولكن عندما تقول لهم بأن مفسري المسيحية اجمعوا على أن معنى (روح الله) هو ريح الله التي سلطها على الماء (1) يسكتون، لأنهم يعرفون ان هذا النور ليس المسيح كما يشهد نص إنجيل يوحنا 1: 8 حيث يشهد يوحنا بأن السيد المسيح ليس هو النور : (( كان إنسان مرسل من الله اسمهُ يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور، لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور ، بل ليشهد للنور. كان النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسان آتيا إلى العالم. إلى خاصته جاء ، وخاصته لم تقبلهُ)). (2)
فمن هذا النص نعرف ان يوحنا كان شاهدا بأن النور ليس المسيح بل شخص آخر آتيا إلى العالم ومبعوثا إلى خاصته الذين لم يقبلوه ويرفضوه. ثم يقول يوحنا : بأن السيد المسيح لم يكن هو النور بل ليشهد للنور. ولما يتفحص الباحث عن حقيقة هذا النور الذي سوف يأتي إلى العالم بعد السيد المسيح فلا يجد سوى (محمد) صلى الله عليه وآله وسلم فإذا عرفنا أن هذا النور الأعظم هو محمد فسوف يتبين لنا ان النور الاصغر هو علي بن ابي طالب عليه السلام وأن الأنوار الأخرى المذكورة هم ابناءهم الائمة المعصومين سلام الله عليهم .
فماذا يقول نص سفر الخليقة عن هذه الأنوار ؟
في سفر التكوين 1 : 4 يقول : ((في البدء خلق الله السماوات والأرض... وقال الله ليكن نور ، فكان نور... وقال الله لتكن أنوارٌ لتفصل بين النهار والليل، وتكون لآيات .... فعمل الله النورين العظيمين : النور الأكبر ، والنور الأصغر)).
من النص أعلاه يتبين أن الله في ابتداء خلق العالم خلق (نورين عظيمين) ثم تلاهن بأن خلق (الأنوار) والغاية من هذه الانوار هو التفريق بين النور والظلمة أي الحق والباطل.
وتكون النتيجة ما يلي :
قال لله ليكن نور . فكان نور .
وقال الله لتكن أنوارٌ . فكانت الانوار .
ثم عمل الله النورين العظيمين : النور الأكبر ، والنور الأصغر.
دليلنا على أن هذه ا لانوار هي انوار محمد وعلي والائمة المعصومين ولا أحد غيرهم ولا حتى السيد المسيح عليه السلام ، وحتى لو قالوا بأنهما الشمس والقمر فلهذا تفسير معروف أيضا دليلنا هي شهادة يوحنا نفسه الذي يُبديها بقوله : (( وهذه هي شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه : من أنت؟ فاعترف ولم ينكر وأقر : إني لست أنا المسيح. فسألوه: إذا ماذا ؟ إيليا أنت؟ فقال : لست أنا. ــ قالوا ــ النبي أنت؟ فأجاب : لا . فقالوا له من أنت؟ إن كنت لست المسيح ولا إيليا ولا النبي. أجابهم يوحنا قائلا: هو الذي يأتي بعدي، الذي صار قدامي، الذي لست بمستحق أن أحلّ سيور حذائه)).
من هذه الشهادة ومن نص سفر الخليقة يتبين لنا أن اليهود كانوا ينتظرون هذه الأنوار بفارغ الصبر ولذلك نراهم لم ينسبوا هذه الانوار لأحد ويرسلون وفدا من الفريسيين ومن الكهنة ومن اللاويين أي ان كل طوائف اليهود تحركوا ليعرفوا هل بعث الله الأنوار أم لا. (2)
ففي تفسير القمي قال : (( نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم قال : أئمة المؤمنين يوم القيامة نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم حتى ينزلوا منازلهم في الجنة)).
المصادر .
1- يقول القس انطونيوس فكري في شرح الكتاب المقدس تفسير سفر التكوين : ( كلمة روح وكلمة ريح هي كلمة واحدة في العبرية واليونانية ومن عادات اللغة اليهودية أنهم إذا قالوا روح الله فمعناها ريح عظيمة).
2- من المعروف ان السيد المسيح لم يرفضه خاصته ــ قومه ــ بل آمنوا به وقبلهم كما يذكر في إنجيل لوقا 9: 14(فالجموع إذ علموا تبعوه، فقبلهم وكلمهم عن ملكوت الله ، وكانوا خمسة آلاف رجل) فإن الالآف آمنوا به. فقط اليهود هم الذين عادوه . اما محمد صلى الله عليه وآله فقد بقي في مكة يبلغ قومه ـــ خاصته ــ سنوات طويلة يُبلغهم فلم يقبلوه إلى ان اضطر للهجرة . فمحمد ص هو الذي لم تقبله خاصته.
3- ثبت في الحديث الصحيح أن نور محمد وعلي وآل محمد يُنير للمؤمنين حتى في ظلمات يوم القيامة وفي تفسير القمي في تفسير قوله تعالى ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور قال : ((فماله من إمام يوم القيامة يمشي بنوره. عن أبي أيوب عن أبي خالد الكابلي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله : ( فآمنوا بالله ورسوله و النور الذي أنزلنا) فقال : يا با خالد النور والله الائمة من آل محمد إلى يوم القيامة ، هم والله نور الله الذي أنزل وهم والله نور الله في السماوات والارض والله يا أبا خالد لنور الامام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار ، وهم والله ينورون قلوب المؤمنين ، ويحجب الله نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم ، والله يا أبا خالد لا يحبنا عبد ويتولانا حتى يطهر الله قلبه ، ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا ، ويكون سلما لنا فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب وآمنه من فزغ يوم القيامة الاكبر