[هارون المكي]

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد

المالكي وعلاوي والنجيفي وعمار ومقتدى ومسعود ليسوا رجال دولة

عبد الله محمد الراضي

*الشاعر بما يصور محنة المخلصين مع تجار السياسة في العراق* :- فلا الناس بالناس الذين عهدتهم .. ولا الدار بالدار التي كنت أعرف

أنها الظلامة المستمرة للدولة العراقية وللآنسان العراقي المعاصر , وهذه الظلامة لم تأتي من فراغ وأنما سبقها وحضر لها مفهوم " العراق بستان قريش " فكان للآمويين والعباسيين وهم جميعا من قريش فرية أستباحة الدم وهتك ألآعراض ومصادرة ألآموال مما فتح باب الفوضى على مصراعيه فأفسدت النفوس وعطلت العقول ولم تنفع وصية " أذا أبتليتم بالمعاصي فأستتروا " حتى جاء التتر المغول,ثم السلطنة العثمانية التي مهدت للآفول وضيعت الحلول , فكان سايكس بيكو مخططا يستغفل العقول ويحضر للمجهول ,

وقبل ذلك تقدمت على العراق مقولة " طريفة الخير " التي قادت الهجرة العربية من سبأ في اليمن الى مكة والمدينة وحضرموت والشام والعراق فقالت من يريد :-كثرة ألآرزاق , والثياب الرقاق , والخيل العتاق , والدم المراق , فعليه بالعراق ؟

وقد صحح ألآمام علي بن أبي طالب ألآفهام بما يحقق المرام لكل ألآنام فقال مخاطبا العرب وهم مادة ألآسلام ألآولى : لقد حازتكم ألآمم من ألآكاسرة " يعني الفرس " والقياصرة " يعني الروم " عن بحر العراق " يعني به الخليج " وخضرة ألآفاق " يعني بها خضرة بلاد الشام التي تمتد حول بيت المقدس الذي قال تعالى عنه " الذي باركنا حوله " والبركة هنا تعني الخضرة كثرة ألآشجار وتنوعها والمياه وتوفرها وهي ترتبط بسواد العراق ثم يقول ألآمام علي بن أبي طالب مخاطبا العرب : فعشتم في أرض ليس فيها ألآ نبات الشيح ومهب الريح في بيوت مهزوزة وأصنام معبودة وبنات مؤودة , حتى نزل عليكم الوحي , فأصبحتم أهل خراج , فدخلتم دواوين ألآمم والملوك , فأذا تركتم ما أنزل عليكم رجعتم الى ماكنتم فيه " .

هذه هي أطروحة " الجيوسياسية أقتصادية " التي تعمل عليها اليوم المراكز البحثية ودولها التي تريد لها موقعا تحت الشمس لتقود لالتقاد , ومن يتأمل بمشاريع النفط والغاز , ولماذا أشتعل فتيل الحرب الصدامية بأسم العراق زورا ضد الجمهورية ألآسلامية في أيران عام 1980 , ولماذا تم غزو الكويت عام 1990* الممهد لآحتلال العراق عام 2003 ثم أفتعال الفوضى ضد سورية من أجل تدميرها حتى تكون أسرائيل في مأمن , وتدمير سورية هو مقدمة لآضعاف وتحجيم أيران أن لم يتمكنوا من أسقاط النظام ألآسلامي فيها , وأسقاط النظام ألآسلامي في أيران أو تحجيمه وأضعافه يعني أسقاط حزب الله المقاوم في لبنان مع أسقاط حركة حماس والجهاد ألآسلامي وكل التنظيمات المقاومة في فلسطين , وتحقق ذلك لايمكن أن يتم بعيدا عن العراق الذي يمثل قوة بشرية وأقتصادية لايستهان بها ,

ولذلك عمدوا منذ العام 1998 الى وضع مشروع مايسمى بالطوق النظيف لتفتيت المنطقة بدأ بالعراق وسورية ومصر , وهذا الذي يحدث اليوم وأظهار داعش على أنها الوسيلة المفضلة لدى المحور التوراتي التلمودي لتفتيت المنطقة وتحطيم حيويتها وأنهاء خطورتها على أسرائيل وعدم بقائها منافسا لمصادر الثروة في النفط والغاز , ولآن روسيا ألآتحادية ظهرت ضمن محور الممانعة وسندا له لذلك سارعت أمريكا ومعها ألآوربيون وأسرائيل لآفتعال مشكلة أوكرانيا في خاصرة روسيا , ولآن روسيا عندها قيادة حريصة على سيادتها لذلك بادرت الى تقوية منظمة " شنغهاي " وأصبحت أيران من عضو مراقب الى عضو فاعل في منظمة " شنغهاي " مثلما عملت روسيا والصين على تقوية محور دول البريكس " التي تضم كلا من الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا والصين وروسيا ,

وقيام الرئيس الروسي بوتين بزيارة تركيا أخيرا وعقد أتفاقيات تجارية في مقدمتها صفقات مشاريع أنابيب الغاز لآن أوربا تعتمد على الغاز الروسي , وهذه المناورة من قبل روسيا مع رفضها للدرع الصاروخي ألآمريكي ألآوربي مما يعني أنها لم تكتفي بطلعات طيرانها الحربي فوق المناطق الشمالية لحلف الناتو بالقرب من نيوزيلندا وجوارها , ودول البريكس وأيران حرص قادتها على التصنيع وتطوير ألآقتصاد , فالبرازيل مثلا تقدمت على بريطانيا في النمو ألآقتصادي واصبحت سادس دولة صناعيا , والصين تقدمت في النمو ألآقتصادي على أمريكا ,

وأيران أصبحت الدولة " 17" في صناعة سيارات ساماند , أما نحن في العراق فبعد الميزانيات الكبيرة بالمليارات لم نحقق شيئا لا في الصحة ولا في التعليم والتربية ولا في ألآمن والعسكر ولا في الصناعة والزراعة , وأصبحت سوقنا مستباحة بأنتاج ألآخرين حتى وصل بنا ألآمر أننا نستورد ألآلبان والحليب والخضار واللحوم وألآسماك والتمور لآننا لم نعد بلد الثلاثين مليون نخلة , شبابنا عاطل , وأستثماراتنا معطلة , وقيمنا مرتبكة بحيث لم يعد بعضنا يستوعب ثورة ألآمام الحسين ولماذا يتم أحياؤها وذلك* بسبب سوء من تصدوا للسياسة وأنتحلوا صفة القيادة مستفيدين من غطاء ألآحتلال الذي يتعمد تعطيل الطاقات بأبعاد الكفاءات ,

وبعد أكثر من عشر سنوات ظهر لنا أن أغلب قادة الجيش والشرطة وألآمن فاسدين ولذلك وجدت عصابات داعش فرصتها , وبعد أكثر من عشرسنوات ظهر لنا أن كل دوائر الدولة فاشلة لفساد مسؤوليها وأغلب موظفيها , وبعد أكثر من عشر سنوات يحلو لمن أعتبروا أنفسهم ممثلين للشعب أن يقولوا لنا أن هناك فضائيين في الجيش والشرطة ودوائر الدولة ويحلو لهم فتح تحقيقات هي عبارة عن هدر للوقت وضحك على الناس لآن كل الشعب يعرف من هم الفضائيين ومن هم ورائهم , وهذا التغابي يجعل الذين تولوا المسؤوليات بدون أستحقاق وجدارة ليسوا رجال دولة ,

فمن يشتري ولده قصرا بعشرة ملايين دولار في أمريكا ومن يفتح ألآقليم للمنظمات الصهيونية بحجة أنتاج الحليب وتربية ألآبقار وشباب كردستان يتوجهون للهجرة وبيع منازلهم مع كثرة ألآنتحار وكثرة قتل النساء غسلا للعار ومن ينتهز فرصة وجود داعش ليعلن ألآستيلاء على كركوك وسنجار وسهل نينوى ويجعل قبيلته تتحكم بمقاليد الحزب والسلطة لهو ليس رجل دولة وأن أمتلك أعلام الدنيا وهللت له الصحف الصفراء , ومن يهرب المال العراقي لآيران ويستولي على سبع شركات سياحة ويتبنى ألآميين والمزورين ويشتري مناصب بعض المحافظين بمليارات الدولارات وينشغل بالخصومات ويتحايل على الناس بأسم المرجعية رجل من هذا المستوى ليس برجل دولة , ومن يرشح لمجلس النواب في قائمته أصناف هابطة أجتماعيا ومن يوزع المناصب للحواشي ألآميين وللآقرباء ويقرب المقاولين الفاسدين ويمنح الضباط الفاسدين رتبا دون أستحقاقهم ومن يهدد بحرق العراق أذا لم يحصل على رئاسة الحكومة هو رجل ليس برجل دولة ,

ومن يحيط نفسه بحمايات أجنبية مخابراتية ومن يعتمد على تمويل قائمته على دول الخليج والسعودية بواسطة سماسرة غسبل المال العراقي في عمان ليس برجل دولة , ومن كان مربيا للخيول ويغير نسبه تملقا لرئيس عصابة الحكم السابق* ومن يزور ألآمارة التي تمول ألآرهابيين التكفيريين , ويبرر لداعش جرائمها ويعطل مجلس النواب عن ممارسة دوره التشريعي لآعتبارات شخصية لايستحق أن يكون رجل دولة , ومن حصد شعبية أبيه وأساء توجيهها وقيادتها وجعل المتملقين والمتزلفين يتسلقون المناصب غير أبهين بمشاعر التيار الوطنية , ومن لايستمع لنصائح محبيه ولا نصائح وملاحظات أهل الخبرة , ومن يتحمس للتنابز بألآلقاب والمناكفات السياسية ويمارس خطوات سياسية غير مدروسة , ومن يعتزل تارة ويعود أخرى دون مبررات مقنعة لهو رجل ليس أهلا لآن يكون من رجال السياسة فضلا عن أن يكون من رجال الدولة , وألامر لايتوقف على هؤلاء , فكل الذين معهم لاسيما الذين تقلدوا مناصبا في الدولة هم كذلك ليسوا رجال دولة ,

بعد هذه ألآشارات المختصرة وهي قطر من فيض , نريد للرأي العام العراقي أن يعرف لماذا تنحدر ألآمور في بلدنا نحو الهاوية , ولماذا خسرنا أموالنا وخسرنا دولتنا وسمعتنا ونحن مطوقين بألآرهاب ومهددين بألآفلاس نتيجة تردي أسعار النفط التي يقف ورائها مخطط جهنمي يريد أركاعنا ومسح وجودنا , فهل سيظل العراقيون يعلنون عن تذمرهم في المقاهي وبعضهم يتخذ من وسائل التواصل ألآلكترونية سبيلا لتنفيس غضبهم وبعضهم يتخذ من التعليقات ماهو رصيد تفتخر به أسرائيل التي جعلتنا أمة لم نتفق ألآ على أم كلثوم كما صرح زعماؤها.

ليس أمام العراقيين سوى رفض من هم ليسوا برجال دولة , وهذا ألآمر يحتاج الى غربلة , والغربلة لم تعد مناسبة بالوسائل الحالية , لذلك ليس أمامنا سوى الثورة على كل فاسد ,

والمرجعية مطالبة ليس بالملاحظات وأنما برفض الواقع الفاسد الذي أصبحت أجهزة الدولة ومجلس النواب ومجالس المحافظات جزءا منه ,

وما كشفته قناة البغدادية في أستوديو الساعة التاسعة من ظهور منتحل لصفة مستشار قانوني وهو ليس كذلك سوى أنه ربما من الحاصلين على شهادة من كلية الحقوق أو القانون , وليس كل من حصل على ذلك المؤهل يستحق أن يكون مستشارا ولقد ظهر كما أعلن ذلك المنتحل للصفة أنه أستطاع أختراق وزارة الداخلية أيام المضمد عدنان ألآسدي ويخترق وزارة المالية أيام صولاغ الذي قيل له كيف أصبحت وزيرا للمالية قال : أن أبي تاجرا , وقيل له : كيف أصبحت وزيرا للداخلية ؟ قال : قرأت كتابا عن وزارة الداخلية الفرنسية ؟ ومن هذا المال كما يقول المثل العربي : حمل جمال ؟ هذه نماذج عن رجال لاتصلح لآدارة الدولة .