تعليقي سينحصر حول نقطتين فقط مع أن الرواية متخمة بالاستدلالات التي تنقض ادعاءات و خرافات سقيفية كثيرة ..
1 - أمر رسول الله نافذ لا جدال فيه و من يجادل بأمر من أوامر رسول الله و يتلكع فيه فكأنه رد على رسول الله و بذلك يكفر ..
رسول الله - بزعمهم - أمر أبو بكر لعنه الله بأمر و هو أن يصلي بالناس لكن أبو بكر خالف أمر النبي و لم ينصاع له فقال لعمر أنت صلي بالناس ..!
و هنا قال له عمر لعنه الله أنت أحق بها - كأنها عزيمة واحد يعزم الآخر مثلما يكون رجلان يقفان عند باب الأول يقول للثاني تفضل فيرد الثاني لا أنت تفضل .. و لا كأنه أمر من رسول الله -
فانصاع أبو بكر لقول عمر فوراً دون جدال أو محاولة اقناع عمر بأن يصلي هو بالناس ..
أبو بكر عصى أمر رسول الله و قد قال الله تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }
{ وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }
بينما انصاع فوراً لأمر عمر دون أدنى مناقشة ..!
حتى عمر لعنه الله نلاحظ أنه لم يقول لأبو بكر إنه أمر من رسول الله و عليك طاعته فيه بل قال له أنت أحق بها .. ! أي أن كلاهما لم يقيما وزناً لأمر رسول الله .. و لسنا نعجب من تصرفهما ..
أبو بكر = الطاعة العمياء لعمر و العصيان التــام لرسول الله .. و بالمناسبة ليست هذه المرة الأولى له ..
2 - يحتج السقيفيين بصلاة أبو بكر بالناس بأنها دليل على استخلاف رسول الله لأبو بكر بعده
فنقول لو كان ذلك صحيحاً لسارع أبو بكر لهذه الصلاة و لم - يعزم - عمر عليها !
فإذا كانت امامة الناس بالصلاة دليل على الخلافة لما توانى عن تأدية تلك الصلاة ليخبر الناس أنه الخليفة من بعد الرسول و يطمئنوا من الفتنة التي تحجج بها أبو بكر و عمر أنهم خافوها لهذا سارعوا للسقيفة و تركوا النبي مسجى بلا دفن ..!
و لو كانت الصلاة تعني الخلافة و التنصيب لما كان أبو بكر ليلقيها برقبة عمر الذي بدوره - عمر - كان أفطن من أبو بكر و خاف على نفسه من سيف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات ربي و سلامه عليه ظناً منه أنه سيقتله لو تقمصها - أي الخلافة - فعاد و ألقاها برقبة أبو بكر الذي سره ذلك فانصاع لأمر عمر فوراً ...!
- كأنه يقول له على مين ده احنا دافنينو سوا -
أو ربما كان أبو بكر خبيث فأراد عمر أن يقر أمام الناس أن أبو بكر أحق بالخلافة منه ..!
أو لعله أراد أن يسمع رأي عمر قبل أن ينفذ أمر رسول الله فكما لا يخفى أن عمر كان يسير أبو بكر كما يريد ..!
هناك الكثير من االملاحظات و التحليلات لكن
بالنتيجة حتى حديثكم الملفق هذا و الذي به من الخيال ما فيه و امتزج فيه الحق بالباطل لا يسعفكم بل جعلناه وبالاً عليكم ..
دائماً و أبداً الباطل لا يصمد لابد أن نجد به الخلل الذي يظهر عوراته و يفضح أصحابه .. فهذا الحديث الملفق
يحمل الكثير من الخلل و الخرافات التي مزجت بالحق لتذر الرماد بعيون الناس و ذلك غير غائب عن عين المتبصر الحاذق ..
ملاحظة / من سيقول أن أبو بكر من رقته الزائدة عن الحد و زهده قال لعمر أنت صلي بالناس أقول له الخلافة أمر الهي كما تعتقدون صاغرين و اعترف بذلك أئمتكم فلا مجال لهذه الأفلام الهيتية من أبو بكر رسول الله أمر عليه التنفيذ نقطة انتهى
ثم لم نرى تلك الرقة الرومانسية في سقيفة بني ساعدة و لا عند الهجوم و الكبس على دار بضعة رسول الله فاطمة فاحتفظوا " برقتكم " لأم الجمل و أفلامها الهيتية..أفضل ..
كربلائية حسينية