هل التزام عمر بعد نزول التحذير في سورة الحجرات بعدم الاعتراض على النبي هل كانت توبته توبة نصوحه والتوبه تاتي بعد وقوع الاساءة اذن الاساءة قد حدثت فما بال عمر استمر طيلة حياته في الاعتراض على النبي ص حتى وصل الامر الى حد التشكيك باسلامه هو : -
صحيح ابن حبان ج11ص224 : " فقال عمر بن الخطاب : والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : ألست رسول الله حقا ؟ قال : بلى ! قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ! قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذن ؟ قال : إني رسول الله ! ولست أعصي ربي وهو ناصري . قلت : أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ! قال : بلى ! فخبرتك أنك تأتيه العام ؟ قال : لا . قال : فإنك تأتيه فتطوف به . قال : فأتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا ؟! قال : بلى ! قلت : أو لسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ! قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذن ؟ قال : أيها الرجل إنه رسول الله ! وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه حتى تموت فوالله إنه على حق . قلت : أوليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال : بلى ! قال : فأخبرك أنا نأتيه العام ! قلت : لا . قال : فإنك آتيه وتطوف به . قال عمر بن الخطاب : فعملت في ذلك أعمالا يعني في نقض الصحيفة " .
وتفسير الطبري ج26 ص100:" قال عمر بن الخطاب والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ ".وأخرجه البخاري ج2ص978 وتستر كعادته على شكه في اسلامه !
صحيح البخاري ج4ص1832وصحيح مسلم ج3ص1411 : " فقال : يا بن الخطاب ! إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا قال : فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا فأتى أبا بكر".
رواية البخاري تطعن في كل الصحابة !
ونحن قلنا سابقا أن هذا التخلف العملي من الصحابة لا يعني أنـهم بأجمعهم رفضووا صلح النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ لا ريب أن بعضهم كانوا من المخلصين الذين يسلمون للنبي تسليما ، فنحن ننـزه الإمام علي عليه السلام وغيره من المخلصين من الوقوع في هذا التمرد بخلاف رواية البخاري التي تجعل هذا التمرد والخروج عن الشريعة أمرا عاما شاملا لكل الصحابة لتجعل من رأي عمر بن الخطاب رأي كل المسلمين وأن تمرده ليس إلا انعكاسا لما في صدور المسلمين كلهم !!
صحيح البخاري ج2ص978: " فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : قوموا فانحروا ثم احلقوا . قال : فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس ، فقالت أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك ؟ أخرج لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ".
وآخر الرواية يصرح أن الصحابة نافقوا ولم يسلموا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كما أمرهم الله سبحانه ، وإنما فقط امتثلوا فعلا دون رضا قلبي بأمر الله سبحانه ! وهذا عين النفاق والعياذ بالله .
عمر بن الخطاب ابتعد حتى لا ينـزل الله فيه قرآن من السماء !!
وقد اعترف عمر أيضا -كما في رواية مسند أحمد الصحيحة- أنه كان يخشى في تلك الحادثة أن ينـزّل الله فيه قرآنا يفضحه ويكشف عن نواياه ، لذلك ركب دابته وابتعد عن المسلمين مخافة أين يكون نزل فيه شيء ، ولما صاح به المسلمون ظن أن قد أنزل الله فيه قرآنا من السماء يذمه !!
مسند أحمد ج1ص31ح209 : " حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو نوح ثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال : ثم كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر قال فسألته عن شيء ثلاث مرات فلم يرد علي . قال فقلت لنفسي : ثكلتك أمك يا بن الخطاب نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات فلم يرد عليك قال فركبت راحلتي فتقدمت مخافة أن يكون نزل في شيء قال : فإذا أنا بمناد ينادي : يا عمر . أين عمر ؟ قال : فرجعت وأنا أظن أنه نزل في شيء . قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم نزلت علي البارحة سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ".
وهذا الخوف والرعب في قلب عمر من نزول الآيات ذامة له يدل على أن صدر عمر قد انطوى على نوايا لا يعلمها إلا الله وأنه قد فعل أمورا عظيمة وطامات مخيفة والعياذ بالله .
بل إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما نزلت السورة عليه بعث إلى عمر يخبره أن الله قد سمى ما أنكرته وتمردت عليه "فتحا مبينا" واهتمام النبي صلى الله عليه وآله باخبار عمر بن الخطاب بذلك لعلمه عليه وعلى آله الصلاة والسلام أن قائد حركة التمرد تلك هو عمر بن الخطاب .
صحيح مسلم ج3ص1411 : " فقال يا بن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا قال فنـزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفتح فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه ".
سورة الفتح تفضح عمر بن الخطاب
والآيات الكريمة لم تسكت عما فعله عمر بن الخطاب وما صنعه من تيهييج للصحابة ومحاولة نقض الصلح كما اعترف هو بنفسه ، فجاءت سورة الفتح معرضة بموقف عمر بن الخطاب بل إن اسم السورة فضح تمرد عمر بن الخطاب وسوء تصرفه الذي كان يزعم أن هذا الصلح من اعطاء الدنية في الدين ونقيض العزة للمسلمين !!
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا}(الفتح/1-3) .
وأول السورة يحكي أن الله قد أنزل سكينته في قلوب المؤمنين ، وواضح أن عمر لم تشمله هذه السكينة وحرم منها ، ثم تعرضت لذكر المنافقين والمشركين والظانين بالله ظن السوء ولا ريب أن كبيرهم هو ابن الخطاب بلا منازع .
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }(الفتح/4-6).