من فقير يسكن أزقة الفقراء
إلى فخامة العبادي رئيس الوزراء
الرسالة الثانية
من أسباب فشل وانهيار حكومة المختار الثقفي
هو التحفظ والتمسك بأبرز الفاسدين والمجرمين في حكومته الموقرة
شريح القاضي أنموذجا
ياسيدي العبادي المحترم إذ كنت لا تعرف من هو شريح القاضي فتأمل بالأبواب الثلاثة
الباب الأول
هذا الرجل قد نصب قاضيا على الكوفة بأمر من عمر بن الخطاب
واستمر بالمنصب بعد مقتل عمر واجه عثمان ونقتل عثمان وشريح بالمنصب
وتنصب الإمام علي والي على الكوفة واستشهد وشريح بالمنصب
واجه زياد ابن سميه والى على الكوفة ومات زياد وشريح بالمنصب
واجه النعمان بن بشير والي على الكوفة لحد ما سحبه يزيد للشام وشريح بالمنصب
واجه عبيد الله بن زياد والي على الكوفة لحد ما شرد من المختار وشريح بالمنصب
واجه عامر بن حريث والي على الكوفة لحد ما عزله عبد الله بن الزبير وشريح بالمنصب
واجه زكريا بن طلحه والي على الكوفة لحد ما عزله بن الزبير وشريح بالمنصب
واجه عبد الله بن مطيع لحد ما شرده المختار في بداية اندلاع الثورة وشريح بالمنصب
حتى استمر حكمه بهذا المنصب ستين عام .
الباب الثاني
شريح القاضي كان يتلون مع كل من يحتل كرسي الحكم في الكوفه ويكتب دستور وقانون ينسجم مع ذوق ومعتقد وسياسة الوالي الجديد
وقانون شريح هو معروف وثابت لكن المتغير . هو عدو الولي الجديد
اذ كان الوالي أموي فيحكم على الزبيري والعلوي بالموت او السجن
واذ كان الوالي زبيري يحكم على الأموي والعلوي بالموت او السجن
واذ كان الوالي علوي يحكم على الأموي والزبيري بالموت او السجن
وبهذا التلون السياسي الذي يتمتع به شريح أصبحت ألامه لا تعرف الحق من الباطل ومن هو صاحب راية الحق الوالي الجديد او الذي كان قبله او القادم ؟
حتى وصل الأمر ان يستجوب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى بيت القضاء بحجه إن هناك رجل يهودي يدعي إن عليا قد اخذ حقه وشريح يعرف إن عليا مع الحق والحق معه وهو القائل و الله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصى الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته.
لكن التخبط الفكري والعقائدي الذي زرعه شريح في مخيلة ألامه جعلت هذا الاستدعاء امر طبيعي ودليل على نزاهة وشفافية شريح .
الباب الثالث
ابرز جرائم شريح القاضي
1.اصدر الحكم في سنة 50 هجري بتهجير ألشيعه من الكوفه ومن يتخلف يسجن ويهدم داره والمختار الثقفي كان عالم وشاهد بها
2 . صعود شريح على قصر الكوفة وابلغ المراديين ان هاني بن عروه هو الآن في زيارة رسميه الى الاميرعبيد الله بن زياد وبهذا التبليغ تسبب بقتل هاني بن عروه وافشل الثورة التي كانت الممهدة لثورة الإمام الحسين (ع) والمختار الثقفي عالم وشاهد بها.
3 . اصدر فتوى شرعيه بوجوب الجهاد ضد الإمام الحسين لأنه خرج على طاعة الأمير يزيد بن معاوية وبهذه الفتوى تحشدت الحشود على عترة رسول الله حتى بزغ فجر عاشوراء بدماء الحسين الشهيد وأهل بيته والمختار الثقفي كان عالم وشاهد بها.
وبعد أن طوت الأيام والسنين وتمكن المختار الثقفي أن يحتل كرسي الحكم بالكوفة وإعلان حكومة الإمام على ومحاربة النفاق . والقصاص من قتلت الإمام الحسين في كربلاء
نجد إن شريح القاضي الذي كان يصدر أحكام القتل والسجن والتهجير بحق الشيعة ستين عام ... على دكت القضاء في الكوفة. قاضيا شرعيا يحكم بما انزل الله .
وهو من يأخذ القصاص من قتلت الإمام الحسين وله رعاية أبويه من سيادة الرئيس المختار الثقفي.
وبأسم الشعب حكم شريح على حرملة والشمر وسنان وكل من شارك في قتل الإمام الحسين بالموت.بسبب جرائمهم التي لا تغتفر في كربلاء.
إما قائدهم عمر بن سعد صاحب ألكلمه المشهورة اشهدوا لي عند الأمير أنِّي أوَّل مَن رمى معسكر الحسين يحكم عليه بالاقامه الجبرية في قصره رغم انه قتل لكن كان مقتله بعد حين .إرضاء وانسجام مع سياسة المختار.
وأصبح كل من شارك في معركة كربلاء مشرد من بلد الى بلد خائف من حكم شريح الذي أجاز له قتل الحسين بالأمس القريب .
والمجتمع الكوفي يراقب قتلت الامام الحسين بين هارب من وجه العدالة وبين من يتمتع بجواز دبلوماسي وسيارات مصفحة وامتيازات ماديه ومعنوية .
والأكثر من ذاك مصير البلاد والعباد متوقف على توقيعه الشريف .كشريح القاضي
وبهذا الخطأ الإداري ضعفت وانهارت حكومة المختار. الذي كان هو يتوقع بوجود شريح القاضي وأمثاله سيحقق الشراكة الوطنية والمجتمعية.
والمجتمع الذي أعطى البيعة الابديه للمختار الثقفي وقال له اضرب من حديد على جباه الفاسدين قد تزعزت تلك الثقة بسبب وجود من ذبحهم بالأمس يحكمهم اليوم .
حتى في أخر المطاف أصبح المختار وحيدا فريد قتيلا لا ناصر ولا ذاكر له.
الخلاصة ..ياسيدي العبادي في حكومتكم إلف شريح وألف قاضي والقران الكريم يقول