- يــا ترى ماهو الجهاد الأكبر ؟ الذي ذكره رسول الله صل الله عليه وآله وسلم عندما رأى شاباً عائداً من الحرب ومعه سيفه المدمى فقال له رسول الله " بارك الله فيك وفي جهادك في سبيل الله ولكن عليك بالجهاد الأكبر ! فقال يارسول الله أي جهاد تقصد ( يقصد بذلك أي جهاد غير الجهاد الذي قمت به وعدت حاملاً سيفي المدمى ) فقال رسول الله " الجهاد الأكبر" جهاد النفس الأمارة .
- الجهاد الأكبر هو جهاد البعد الروحــي ( الملكوتي ) ضــد البعد المادي ( البهيمي ) , فالبعد المادي هو الغرائز , التي تحاول أن تقضي على البعد الروحي وتجعل الإنسان كالبهيمة لا يبحث عن الكمال , فإذا نظرنا إلى الكمال لوجدناه غاية يطلبها من يهتم بالبعد الروحي حقيقة .
- على الإنسان أن يعرف قدر نفسه لكي يستطيع كيفية استخدام هذا البدن في تغذية الروح لا لتغذية الجانب الناسوتي ( البهيمي ) , لأنه عندما يغذي الروح فإنه يستطيع في أي لحظة أن يبتعد عن أي غريزة تجره , فإني وجدت بأن هذه الغرائز كم هي خبيثة في أسلوبها فشيطانها الاعب بها ونحن ملعبها , فشعار الإسلام هو ( أشجع الناس من غلب هواه ) , السؤال الذي يدور في الذهن ! لابد من قوة ترص على أيدينا لمواجهة البعد المادي فما هو ؟
الجواب هو التسلح بالقوة الخارجية بشتى أنواعها ولكن أقواها وأهمها هو أمران :
1- الصبر .
2- الصلاة .
حيث قال تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة وأنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) .
بمعنى أنه عندما تحدث زوبعه تستطيع بواسطة هذه القوه ( التي فيها الثقه بالله وإلى ماشاء الله من التقرب , فما أجمل الصلاة - صلة العبد بربه ) أن تزحزح أي غريزة وتطردها ولاننسى الصبر الذي له ثلاثة أنواع :
1- الصبر عند المصائب والشدائد .
2- الصبر في العبادة .
3- الصبر في المعصية .
نـــــــــــــأتي أخيراً إلى ماهية نتائج هذا الجهاد وإلى أي مدى يوصلنا وإلى أي مقام ...
( الكمال ) فبالكمال تبحر في العالم الملكوتي وتبتعد عن بحر الدنيا الغداره , لا تستغرب عندما ترا جابر الجعفي ينتقل من مدينة إلى مدينة بقدرة قادر ولا تستغرب عندما ترا "آصف بن برخيا" يأتي بعرش بلقيس من اليمن قبل أن يرتد طرف سليمان , فجابر ترك البعد البهيمي وغاص في البعد الروحي , وآسف بن برخيا الذي أوتي علماً قليلاً من القرآن فاستطاع أن أن يأتي بالعرش .
أســــــــــــــأل الله أن يرزقكـــم الكمال ويثبت أقدامكم .
للتوضيح فقوله تعالى ( قال الذي عنده علم من الكتاب ) أولئك الذين درسوا ألأدب يعلمون بأن كلمة " علم " قد جاءت بصورة نكرة وتدل على القلة وتنوينها تنوين التنكير , ويدل على القلة , فيصبح معناها : ذلك أي آصف بن برخيا كان لديه علم قليل من القرآن أستطاع أن يقوم بهذا العمل , يقول الإمام الصادق عليه السلام " علم آصف بن برخيا بالنسبة إلى القرآن وبالنسبة لنا كقطرة في البحر " .