اعتراف ابن تيمية ان الشيطان يتصور على صورته و يضل الناس
بتاريخ : 03-06-2018 الساعة : 02:14 AM
اعتراف ابن تيمية ان الشيطان يتصور على صورته و يضل الناس
وقد یرى أشخاصا فی الیقظه إما رکبانا وإما غیر رکبان ویقولون هذا فلان النبی إما إبراهیم وإما المسیح وإما محمد وهذا فلان الصدیق إما أبو بکر وإما عمر وإما بعض الحواریین وهذا فلان لبعض من یعتقد فیه الصلاح إما جرجس أو غیره ممن تعظمه النصارى وإما بعض شیوخ المسلمین ویکون ذلک شیطانا ادعى أنه ذلک النبی أو ذلک الشیخ أو الصدیق أو القدیس
ومثل هذا یجری کثیرا لکثیر من المشرکین والنصارى وکثیر من المسلمین ویرى أحدهم شیخا یحسن به الظن ویقول أنا الشیخ فلان ویکون شیطانا وأعرف من هذا شیئا کثیرا وأعرف غیر واحد ممن یستغیث ببعض الشیوخ الغائبین والموتى یراه قد أتاه فی الیقظه وأعانه.
وقد جرى مثل هذا لی ولغیری ممن أعرفه ذکر غیر واحد أنه استغاث بی من بلاد بعیده وأنه رآنی قد جئته ومنهم من قال رأیتک راکبا بلباسک وصورتک ومنهم من قال رأیتک على جبل ومنهم من قال غیر ذلک فأخبرتهم أنی لم أغثهم وإنما ذلک شیطان تصور بصورتی لیضلهم لما أشرکوا بالله ودعوا غیر الله.
وکثیر ممن یستغیث بالمشایخ فیقول یاسیدى فلان أو یاشیخ فلان اقض حاجتى فیرى صوره ذلک الشیخ تخاطبه ویقول انا اقضى حاجتک واطیب قلبک فیقضى حاجته أو یدفع عنه عدوه ویکون ذلک شیطانا قد تمثل فی صورته لما أشرک بالله فدعا غیره.
وأنا أعرف من هذا وقائع متعدده حتى إن طائفه من أصحابى ذکروا أنهم استغاثوا بى فی شدائد أصابتهم أحدهم کان خائفا من الأرمن والآخر کان خائفا من التتر فذکر کل منهم أنه لما استغاث بى رآنى فی الهواء وقد دفعت عنه عدوه فاخبرتهم أنى لم أشعر بهذا ولا دفعت عنکم شیئا وإنما هذا الشیطان تمثل لأحدهم فأغواه لما أشرک بالله تعالى.