1- قال الطبري: (ذكر أن هذه الآية نزلت في قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا قد آمنوا به وصدقوه قبل أن يفرض عليهم الجهاد , وقد فرض عليهم الصلاة والزكاة , وكانوا يسألون الله أن يفرض عليهم القتال , فلما فرض عليهم القتال شق عليهم ذلك وقالوا ما أخبر عنهم في كتابه. فتأويل قوله: {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم} [النساء: 77] ألم تر بقلبك يا محمد فتعلم إلى الذين قيل لهم من أصحابك حين سألوك أن تسأل ربك أن يفرض عليهم القتال: كفوا أيديكم , فأمسكوها عن قتال المشركين وحربهم. {وأقيموا الصلاة} [البقرة: 43] يقول: " وأدوا الصلاة التي فرضها الله عليكم بحدودها. {وآتوا الزكاة} [البقرة: 43] يقول: " وأعطوا الزكاة أهلها , الذين جعلها الله لهم من أموالكم , تطهيرا لأبدانكم وأموالكم؛ كرهوا ما أمروا به من كف الأيدي عن قتال المشركين , وشق ذلك عليهم. {فلما كتب عليهم القتال} [البقرة: 246] يقول: " فلما فرض عليهم القتال الذي كانوا سألوا أن يفرض عليهم {إذا فريق منهم} [النساء: 77] يعني: " جماعة منهم {يخشون الناس} [النساء: 77] يقول: " يخافون الناس أن يقاتلوهم {كخشية الله أو أشد خشية} [النساء: 77] أو أشد خوفا. وقالوا: جزعا من القتال الذي فرض الله عليهم {لم كتبت علينا القتال} [النساء: 77] لم فرضت علينا القتال , ركونا منهم إلى الدنيا , وإيثارا للدعة فيها والخفض , على مكروه لقاء العدو ومشقة حربهم وقتالهم {لولا أخرتنا} [النساء: 77] يخبر عنهم قالوا: هلا أخرتنا {إلى أجل قريب} [النساء: 77] يعني إلى أن يموتوا على فرشهم وفي منازلهم وبنحو الذي قلنا إن هذه الآية نزلت فيه قال أهل التأويل)(1)
2- قال محمد رشيد رضا وهو في معترك داخلي يحاول يبعد الآية عن المنافق المكي، معترفا: (والظاهر أن الآية في جماعة المسلمين وفيهم المنافقون والضعفاء، ولا شك أن الإسلام كلفهم مخالفة عادتهم في الغزو والقتال لأجل الثأر، ولأجل الحمية والكسب، وأمرهم بكف أيديهم عن الاعتداء، وأمرهم بالصلاة والزكاة، وناهيك بما فيهما من الرحمة والعطف، حتى خمدت من نفوس أكثرهم تلك الحمية الجاهلية، وحل محلها أشرف العواطف الإنسانية، وكان منهم من يتمنى لو يفرض عليهم القتال، ولا يبعد أن يكون عبد الرحمن بن عوف وبعض السابقين رأوا تركه ذلا وطلبوا الإذن به، ولا يلزم من ذلك أن يكونوا هم الذين أنكروه بعد ذلك خشية من الناس بل ذلك فريق آخر من غير الصادقين)(2)
• أقول: واكبر دليل على أنها في المنافقين في مكة هو دفاع القرطبي وابن عاشور وغيرهم عن الذين نزلت فيهم الآية..
القرطبي مثلا يقول لا لا لا مستحيل الصحابي يرتاب قلبه او ينافق، المعلومات عند رب العالمين مو صحيحة، هذه الملائكة عندهم مشكلة مع الصحابي فينقلون معلومات خاطئة، قال:
(ومعاذ الله أن يصدر هذا القول من صحابي كريم يعلم أن الآجال محدودة والأرزاق مقسومة، بل كانوا لأوامر الله ممتثلين سامعين طائعين، يرون الوصول إلى الدار الآجلة خيرا من المقام في الدار العاجلة، على ما هو معروف من سيرتهم رضي الله عنهم)(3)
بعضهم يقدم رواية مجاهد على رواية ابن عباس!!
كلها لعيون الصحابي..
____________
(1) تفسير الطبري ج٧ ص٢٣٠ - الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2001م
(2) تفسير المنار ج٥ ص٥١٢ - الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة النشر: 1990م
(3) تفسير القرطبي ج٥ ص٢٨١ - الناشر: دار الكتب المصرية - القاهرة الطبعة: الثانية، 1384هـ - 1964م