اضطرب المفسرون من اهل الجمهور في تفسير الاية الكريمة ,
وحاولوا تحييد معنى الاية الواضح عن اصله لغاية في نفوسهم ..
واوردوا اكثر من 12 تفسيرا للاية! ولم يتم البت في المعنى
1-فمنهم من قال انهم ملائكة !!!!
وهل في الملائكة رجال ؟ فاجابوا ان في الملائكة ذكورا واناثا
ورجال الملائكة يقفون على الاعراف وهو سور او حاجز
بين النار والجنة والعرف اعلى الشئ كعرف الديك ..الخ
2-وقال غيرهم انهم رجال تساوت حسناتهم وسيئاتهم
فهم على الاعراف ينتظرون رحمة الله تعالى الواسعة ليدخلهم الجنة!!
ولكن هل الرجال فقط تتساوى حسناتهم وسيئاتهم؟ وماذا عن النساء ؟؟
فاجاب بعضهم ان الرجال تعني النساء والرجال وهو قول عجيب,
فالغاية هي لي عنق الاية لغاية في تضليل الناس عن الحقيقة ..
3-وقال آخرون انهم رجال خرجوا للجهاد ضد رغبة آبائهم الكفار
فصارت حسناتهم الجهادية مقابل سيئاتهم في عدم اطاعة الوالدين ,
فالغاية كما تبدو هو تنزيل مقامهم العالي ذلك الى انهم اصحاب خطايا ايضا فياللعجب
..
المهم هو تحييد المعنى عن المعنى الواضح الجلي لغاية في نفوس المفسرين
4-وتطرق اغلب المفسرين في تغيير الموضوع وصبوا اهتمامهم
في معنى الاعراف وانها اعلى مكان وأتوا بآية من سورة الحديد وهي
(قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ ) الحديد 13
واخذوا في شرح آية سورة الحديد ليتحول التفسير الى باب آخر ,
فالغاية هي عدم البت في تفسير آية ( وعلى الاعراف رجال ) لتبقى الاية من المجاهيل
التي تقبل احتمالات عديدة ( اكثر من 12 احتمال في التفسير)
ليخرج المسلم في النهاية في حيرى بين الملائكة وبين
الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم وبين المجاهدين المخالفين لابائهم الكفار وهكذا ..
5-وذكر بعضهم على عجالة ان هؤلاء الرجال قد يكونوا انبياء او رجال صالحين
ولم يرجحوا هذا الامر بل غلّبوا تفسير انهم ملائكة او قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم ..الخ
الاية تعين ان هؤلاء الرجال ( يعرفون كلا بسيماهم) وهي درجة رفيعة لاينالها اي واحد
من اهل الجنة او اهل النار , فهم يعرفون ( كلا) جميع اهل النار والجنة , اي حتى الذين لم يعاصروهم , فيا للمنزلة الرفيعة..
وللتخلص من هذه الميزة النبيلة قال المفسرون انهم يعرفون اهل النار بسواد الوجوه ويعرفون اهل الجنة ببياض الوجوه!!
وهو تحصيل حاصل فاهل النار في نارهم لايحتاجون لسواد الوجوه حتى يُعرفوا فهم في النار يُعذبون , واهل الجنة في جنتهم والفريقان يعزلهم سور الاعراف , فهل هناك اجلى من ذلك لمعرفة اهل النار من اهل الجنة!
فالاية تقول انهم يعرفون كُلا بسيماهم , اي يعرفون الجميع ولذلك ينادونهم ويعرفونهم بالاسماء
( ونادى اصحاب الاعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكمم وما كنتم تستكبرون) 48
فهم يعرفونهم بسيماهم وليس ببياض الوجوه وهل يحتاج ان يعرف الانسان اهل النار
واهل الجنة ببياض الوجوه او سوادها , وكل في ناره وفي جنته قد عزلهم سور الاعراف
واذا كان الامر كذلك فلماذا اهل الجنة لايعرفون اهل النار بسيماهم؟؟؟, فيا للعجب من هكذا تفسير!!
ولم يتطرق أغلب المفسرين من جمهور السنة الى قوله
( فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ) اعراف 44
فلم يعينوا من هذا المؤذن ؟
الذي هو من رجال الاعراف بطبيعة الحال لانه ( بينهم) بين اهل الجنة والنار ..
وهكذا يتم تضليل المسلمين عن الحقيقة بطريقة الاحتمالات والترجيحات
والتركيز على معنى الاعراف وانه مكان عال واعلى الشئ كعرف الديك ..الخ لتضل الاية مبهمة وتعميمية!!!