[وهج الإيمان]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الدكتور السني عبدالحليم الحسيني يوضح أن معنى المولى في حديث الغدير والذي كان يقصده المصطفى صلى الله عليه واله وسلم عندما قاله للصحابة : هو الأولى بتدبير الأمر وأمرهم ونهيهم وهذا مافهموه

أنقل التالي :

القسم الثالث والرابع من معنى كلمة المولى

بقلم الدكتور الشريف عبدالحليم العزمى الحسينى

القسم الثالث : الذى يعلم الدليل أنه لم يرده هو ولاية الدين والنصرة فيه والمحبة أو ولاء العتق .. والدليل أنه لم يرد ذلك أن كل أحد يعلم من دينه وجوب تولى المؤمنين ونصرتهم ..وقد نطق الكتاب به وليس يحسن أن يجمعهم على الصورة التى حكيت يوم غدير خم ويعلمهم ما هم مضطرون إليه من دينه ، وكذلك هم يعلمون أن ولاء العتق لبنى العم قبل الشريعة وبعدها وقول سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى الحال -- على ما تظاهرت به الرواية -- لسيدنا على عليه السلام { اصبحت مولاى ومولى كل مؤمن }
يبطل أن يكون المراد ولاء العتق وبمثل ما ذكرناه فى ابطال أن يكون المراد بالخبر ولاء العتق أو إيجاب النصرة فى الدين استبعد أن يكون اراد به قسم ابن العم لاشتراك خلو الكلام عن الفائدة بينهما ....فلم يبق إلا :

القسم الرابع : الذى كان حاصلا له ويجب ان يريده وهو معنى المولى { هو الأولى بتدبير الأمر وأمرهم ونهيهم } وسياق الحديث يوم الغدير يؤكد هذا المعنى حيث يقول:
{ الله مولاى } أى : أولى بى من نفسى لا أمر لى معه ، { وانا مولى المؤمنين } أى : أنا أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معى ..ويؤيد ذلك قوله تعالى : { النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم } وقوله تعالى :{ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم }

ثم يقول : { فمن كنت مولاه } أى : أولى به من نفسه لا أمر له معى { فعلى مولاه } أى : أولى به من نفسه لا أمر له معه

*** إشكال : حدث إشكال عند بعض العلماء بسبب القسم الرابع فقالوا : إن أحدا من أئمة اللغة العربية لم يذكر أن مفعلا يأتى بمعنى أفعل ، أى : المولى بمعنى الأولى

** والجواب عنه : لو رجعنا إلى ما قاله المفسرون فى قوله تعالى فى سورة الحديد : { مأواكم النار هى مولاكم } كالكشاف والجلالين والبيضاوى وأبى السعود والطبرسى والتبيان وغيرهم ..فإنهم قد ذكروا أن كلمة { هى مولاكم } فى الآية بمعنى أولى بكم

وكذلك جاء فى صحيح البخارى عند تفسير { هى مولاكم } أولى بكم ..كما ذكره ابن جحر العسقلانى فى فتح البارى

وقد ذكر الفخر الرازى عن الكلبى والزجاج والفراء وأبى عبيدة أنهم فسروا الآية بالأولى ولو لم يكن إلا قوله : { وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم } لكفى به قرينة !! " انتهى النقل

دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان