لابد انك قد شاهدت يوما من على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأناس بسطاء
يفرشون الشارع ليرتزقوا منها ... منهم من يعزف بالبوق والآخر يعزف الكمان ومنهم من يغني
او يقوم باعمال السحر او الحركات البهلوانية ..
فيتجمهر الناس من حولهم .. منهم من يعطيهم ( المقسوم ) ومنهم من يكتفي بالفرجة فقط
وهذا غالبا ما يحدث في الدول الأجنبية في أوربا او أمريكا او في شرق آسيا .
أما قديما وتحديدا في عاصمة الدولة الاسلامية (المدينة المنورة) كانت الناس تتجمهر
على من يسب علي بن أبي طالب عليه السلام ..!! تخيل معي هذا المنظر ..!!
عن قيس بن ابي حازم قال : كنت بالمدينة فبينما انا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت
فرأيت قوما مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهو يشتم علي بن أبي طالب عليه السلام
والناس وقوف حوليه ..
إذ اقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليهم فقال : ما هذا ؟
فقالوا : رجل يشتم علي بن أبي طالب عليه السلام .
فتقدم سعد فأخرجوا له حتى وقف عليه فقال : يا هذا علام تشتم علي بن أبي طالب ؟
الم يكن اول من اسلم ؟
الم يكن اول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله؟
الم يكن ازهد الناس ؟ الم يكن أعلم الناس ؟ الم يكن ختن رسول الله صلى الله عليه وآله على ابنته ؟
الم يكن صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وآله في غزواته ؟
ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهم أن هذا يشتم وليا من اوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى
تريهم قدرتك .
قال قيس : فوالله ما تفرقنا حتى ساخت به وبدابته فرمته على هامته في تلك الأحجار فانفلق
دماغه ومات (١) .
اقول على مايبدو أن أهل المدينة كانوا يجتمعون حول من يشتم علي بن أبي طالب عليه السلام
وما دام ان لا أحد منهم قد رد او احتج على هذا الفارس كما فعل سعدا
فهذا يعني أن شتم الأمير عليه السلام كان من المسلمات عندهم وربما يشعرون بالراحة عند سماع شتمه !.
ولا بد أن نسأل: ما هي جريمة علي عليه السلام ؟ لماذا يسب هو دون غيره ؟
ما الذنب الذي ارتكبه لكي يشتم ؟
وكأن هذا الفارس الشاتم يشتم احد اليهود او النصارى او احد الكفار !!