وهذا بالضبط ما يعتقده الشيعة أن الخلافة من بعدي النبي صلى الله عليه وآله
يجب أن تكون بامر الله عز وجل واختياره.. وليس بأمر الناس واختيارهم ..
يقول ابن حجر العسقلاني في كتابه الإصابة في تمييز الصحابة ج ص1 ص 52
ومما يذكر بالإعجاب والفخر لنبي الإسلام
أنه صلّى اللَّه عليه وسلم عرض الإسلام على بني عامر بن صعصعة وذلك قبل الهجرة
وقبل أن تقوم للدين شوكة ..
فقال كبيرهم: أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك
ثم أظهرك اللَّه على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك ؟
فأجابه صلّى اللَّه عليه وسلم بتلك الكلمة الحكيمة الخالدة:
(( الأمر للَّه يضعه حيث يشاء))
يقول الزرقاني في كتابه مناهل العرفان في علوم القرآن ج1 ص 328
معلقا" على رفض النبي (ص)
لطلب زعيم بني عامر بن صعصعة :
وهنا تتجلى سياسة الإسلام وأنها سياسة صريحة مكشوفة ورشيدة شريفة لا تعرف اللف والدوران
ولا تعتمد الكذب والتضليل كما تتجلى صراحة نبي الإسلام وصدق نبي الإسلام
وشرف نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام.
نعم لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم في ضيق
أي ضيق يحتاج إلى أقل معاونة من عدو أو صديق
وهذا حي من العرب يستطيع أن يكتسبه ويتقوى به
ولكنه عليه الصلاة والسلام لا يستطيع أن يعد فيخلف
ولا أن يحدث فيكذب ولا أن يعاهد فيغدر.
يسألونه أن يكونوا الخلفاء من بعده إذا أسلموا فيقول بملء فيه:
((الأمر لله يضعه حيث يشاء))
ولو أنه قال: إن شاء الله مثلا لدانوا له أجمعين وأصبحوا من حزبه وجنده المسلمين .
اقول :
كان بإمكان النبي صلى الله وعليه وآله أن يقول لكبيرهم أن الخلافة من بعده باختيار الصحابة
او بين أهل الحل والعقد منهم ...أو يقول لهم : ويأبى الله والمؤمنون إلا ابا بكر ...!
ولكنه لم يقل لهم ذلك لعلمه صلى الله عليه وآله أن الخلافة من بعده
تكون بامر من الله عز وجل هو وحده ..
وليس باختياره هو صلى الله عليه وآله او باختيار الناس ..