رحبت الحكومة العراقية بقرار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بتجميد أنشطة جيش المهدي الذي يتبعه لمدة ستة أشهر.
واعتبر مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي في حديث لبي بي سي ، قرار وقف العمليات المسلحة التي يقوم بها جيش المهدي، بما فيها الهجمات على القوات الأمريكية، بأنه نبأ سار للغاية.
وقال الربيعي إن تجميد هذه العمليات المسلحة سوف يساهم في سلام واستقرار العراق.
وكان حازم الاعرجي احد مساعدي مقتدى الصدر قد قال إن القرار الذي اتخذه رجل الدين الشيعي الشاب، يهدف إلى "اعادة تنظيم" جيش المهدي، مضيفا إن الصدر قد حث كل مكاتب التيار الصدري على التعاون مع قوات الامن وممارسة اقصى درجات ضبط النفس.
ترقب أمريكي
أما المتحدث باسم القوات الأمريكية في العراق البريجادير جنرال فقال إن القادة الأمريكيين سيتابعون عن كثب نشاط جيش المهدي للتأكد من التزامهم بما أعلنوه.
وكانت الحكومة العراقية قد اتهمت عناصر جيش المهدي يوم الثلاثاء بالدخول في اشتباكات مع عناصر الشرطة خلال مراسم شيعية في مدينة كربلاء المقدسة مما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 50 شخصا.
لكن مقتدى الصدر نفى أن يكون أنصاره مسؤولين عن إراقة الدماء التي شهدتها كربلاء.
وقرأ الاعرجي بيانا اصدره الصدر قال فيه إن مقتدى الصدر "أمر بتجميد جيش المهدي، وبلا إستثناء، وإعادة هيكلته وتأهيله بالصورة التي تحفظ لهذا العنوان العقائدي هيبته...في مدة أقصاها ستة أشهر، من تاريخ صدور هذا القرار".
كما دعا الصدر الى ودعا الصدر إلى "إعلان الحداد العام لمدة ثلاثة أيام، وغلق مكاتب الشهيد الصدر في عموم العراق، ولبس السواد... وإقامة مجالس عزاء على ما جرى في كربلاء."
وتلي البيان ايضا في مؤتمر صحفي عقده التيار الصدري في كربلاء، كما تلي في النجف، حيث اضاف ناطق آخر بأن القرار يشمل تعليق العمليات العسكرية التي تستهدف القوات الامريكية ايضا.
ويرى المحللون القرار الاخير بوصفه محاولة من مقتدى الصدر لاعادة سيطرته على الميليشيا المتشرذمة.
وكان مقتدى الصدر قد اسس جيش المهدي بعد الغزو والاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 بوقت قصير.
وكانت وزارة الدفاع الامريكية قد وصفت جيش المهدي في شهر ابريل نيسان الماضي بأنه يمثل التهديد الاكبر للأمن في العراق، وقالت حينها إن جيش المهدي احتل موقع تنظيم القاعدة بوصفه "أخطر محرك للعنف الطائفي المستمر" في البلاد.
ويعتبر جيش المهدي من اكبر الجهات المعارضة للوجود العسكري الامريكي والاجنبي في العراق، وكان له دور رئيسي في عصيانين ضد قوات التحالف وقوات الامن العراقية في شهري ابريل نيسان واغسطس آب من عام 2004.