الخمس فريضة شرعها الله سبحانه وتعالى بقوله : (و اعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول و لذي القربى واليتامى والمساكين و ابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله و ما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان و الله على كل شئ قدير )
تدل الآية على أن الخمس والجهاد صنوان وهما من حقائق الإيمان.
ومن خلال دراسة تاريخ الكيان الديني للطائفة خلال القرون الأربعة عشر الماضية نزداد قناعة بحكمة تشريع الخمس لأنه أدى دورا أساسيا في بناء هذا الكيان الثابت و الذي من دونه كان الكيان مهددا بالتزلزل .
كما أن على الذين يقصرون في بذل الخمس ويدعون إلى تعطيل هذه الفريضة (وبعضهم مع الأسف من الموالين لأهل البيت) أن يعلموا أن ما يرتكبونه ليس فقط ذنب منع حقوق الله وحق السادة من آل الرسول بل و أيضا التهاون بالقيم التي يؤمنون بها , و أنهم يساهمون من حيث يدرون أو لا يدرون في طمس معالم الدين وانتشار الفساد في الأمة . ومع الأسف فإن الأكثرية من الشيعة تجهل الحكمة البالغة في تشريع الخمس وبالتالي لا تؤدي هذا الحق. و إليكم بعض من أحكام الخمس: أولا:لمن الخمس ؟ الخمس على قسمين فقسم للإمام وفي عصر غيبته يعطى لولي الأمر و قسم للسادة من آل الرسول صلى الله عليه و آله إذا كانوا فقراء وهو عوض لهم عن الصدقة المحرمة عليهم ولا يجوز صرف الخمس للسادة الأغنياء.
ثانيا: ما يجب فيه الخمس: غنائم الحرب ,المعادن , الكنوز , الغوص , المال الحلال المختلط بالحرام , الأرض التي يشتريها الذمي من المسلم , الفائض عن مؤونة السنة مما يستفيدة الإنسان .
ثالثا:لماذا شرع الخمس ؟ لأن حقيقة الدين هي تجاوز الهوى إلى الهدى و التعالي فوق جواذب الدنيا إلى درجات الآخرة وهذه الحقيقة تتجلى عند المؤمن بمقاومة حب المال وتطهير نفسه من جاذبية الدنيا و تزكيتها من الشح و هكذا سمي الإنفاق في سبيل الله بالزكاة لأنها تزكي النفس قال تعالى :( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها و صل عليهم إن صلاتك سكن لهم) نسأل الله أن نكون من المزكين و من المؤدين للخمس و لحقوق آل النبي محمد صلى الله عليه و آله و تأدية هذا الحق مفخرة لنا لأن هذا البذل ثمن بقاء راية أهل البيت عليهم السلام عالية خفاقة وثمن بقاء الحوزات الدينية بما فيها من فوائد لا تحصى بل وثمن بقاء الباذلين للخمس أنفسهم وثمن عزتهم و رفعة شأنهم.
حاولت في هذا الموضوع الإلمام بأساسيات الموضوع دون أن أفصل فيه متمنية لكم الفائدة ...............
[1] المصدر : رسالة المرجع السيد محمد تقي المدرسي حفظه الله