من الفكر السلفي الوهابي للمسيحية ثم إلى نور محمد وآله
بتاريخ : 22-12-2007 الساعة : 02:32 PM
ولدت كأي مسلم مصري طبيعي في أسرة مسلمة لأبوين مصريين ..... ومررت بتيارات واتجاهات فكرية مختلفة و في حضن جماعة الدعوة السلفية نشأت من بداية المرحلة الإعدادية ، وتنقلت بين تيارات أخرى ، ولكن أبرز ما تعاملت معه وتأثرت به هو التيار الممثل في الدعوة السلفية ، وتيار الجماعة الإسلامية ولكن كان انتمائي للجماعة الإسلامية انتماء فكريا فقط ، ولم يتحول هذا الفكر يوما إلى تطبيق جهادي نظرا لعدم اعتباري يوما من أفرادها لعدم امتلاكي روح الطاعة – على حد تعبيرهم .
صورة الإسلام المنهارة :
1- عمر أفضل من النبي :
في شأن عمر بالذات تجد عمر ينطق بالوحي ، والنبي يخالف الوحي .... عمر حريص على مصلحة الإسلام والنبي لا يأبه به .... عمر يغار على عرض زوجات النبي فينطق بالوحي قبل التنزيل على نبيه ...
الناظر سوف يجد كثيرا ً من الروايات التي رفعت من شأن عمر ولكنها حطت كذلك من شأن الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أذكر منها أنه كان يأمر نساء النبي بالحجاب ، ولما خرجت سودة بنت زمعة إحدي أمهات المؤمنين ليلا ً تعرض لها قائلا ً : " قد عرفناك يا سودة " وكلم النبي قائلا ً : " هلا احتجبت النساء ؟ " فنزلت الآية " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المسلمين يدنين عليهن من جلابيبهن " .... والناظر للرواية يجد نبيا ً غير عابئ بشأن نسائه غير غائر على عرضهن في مقابل عمر الذي يوافق وحي السماء على خلاف نبيه !!!!!!!! .
وموقف آخر أشد عجبا ً وهو ما قيل في سبب نزول " ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض " فتروي الرواية أن النبي قبل الفدية في الأسرى ، وأن عمر عارض ونزل القرآن موافقا ً لعمر . !!!!!!!!!!!!!!!!1
وما يجعلك تنقلب على عقبيك موليا ً وتصفق بكفيك هو رواية خاصة بالصلاة على المنافقين ...... فتروي الرواية كيف أن النبي وسلم جاءه ابن عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين في المدينة يطلب الصلاة على أبيه ويوافق النبي ويعترض عمر قائلا ً " إن الله نهاك قائلا ً : ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم " ، ويأبى النبي ويقول " ان الله خيرني واني أطمع لو زدت عن السبعين مرة أن يغفر الله لهم " فتنزل الآية موافقة لعمر ناهية للنبي " ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ً ولا تقم على قبره " ..... منطق يجعلك ترى نبيا ً لا يطيع النص الإلهي ... نبيا ً يتحايل على النصوص ..... وصحابي أعلم بالقرآن من نبيه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .
2- النبي شديد العشق للنساء
تقدم الرؤية الوهابية للإٍسلام نبيا شديد الشهوة للنساء .. متنقلا بين زوجاته طائفا عليهم في الليلة الواحدة ..... بل ويعتبر طرف منهم ذلك من خصائص النبي ص وسلم ، ويقرون أنه ( ص ) قد فعل هذا ليحصن نساءه بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى .
وتقدم الرؤية الوهابية للإٍسلام نبيا يخطئ ويصوبه أصحابه ... نبيا هو أقل من أبي بكر وعمر .... نبيا هو أقل حياء من عثمان بن عفان ..... نبيا صلب الرقبة غليظ القلب يعبس في وجوه أصحابه فينزل الوحي معاتبا إياه .
ولا تتوقف الرؤية الوهابية بتلك الافتراءات ..... بل تسرد في الغي فتصحح روايات تدعي أن القرآن أصابه التحريف والتبديل ، والأمثلة على ذلك أكثر وأكبر من أن تحصى أو تعد أذكر منها على سبيل المثال بعضا مما جاء في المصاحف للسجستاني ، و الفرقان لابن الخطيب :
1- قول عائشة أم المؤمنين : " لحن القرآن في المصحف " .
2- عن حديث التحريم من الرضاع " كان مما أنزل في القرآن خمس رضعات يحرمن وتوفي رسول الله وهن مما يقرأ في المصحف " .
3- ما ورد عن مصحف ابن مسعود ، وعدم اعترافه بالفاتحة والمعوذتين وأنه كان يحكهم من المصحف .
4- ما ورد عن مصحف أبي بن كعب بشأن سورتي الحفد والخلع .
والأمثلة لا تعد ولا تحصى .
وتقدم الرؤية الوهابية للإسلام فرقة واحدة ناجية ، أما كل من خالفها فهو كافر خارج من الدين مارقا كمروق السهم من الرمية .
وتقدم الرؤية الوهابية تعاملا مع المخالفين من أصحاب الملل الأخرى يدعو إلى محق ومحو كل دين ما خلا الإسلام
فلا يحق لأي طائفة أو ديانة أن يكون لها معبد أو كنيسة أو دير في بلد فتحه المسلمون عنوة ..... ولا بد أن يهدم كل هذا .... أما ما فتح صلحا فلا تبني فيه كنيسة ولا يصلح ما هدم منها ، وهذا مما يؤدي إلى زوال الأديان الأخرى بعد فترة من الزمن ( راجع أحكام أهل الذمة لابن القيم ) .
كان هذا كثيرا جدا على من هو في سني ..... فصرت في حيرة أبحث عن أي دين هذا الذي يستحق الإيمان به ونبيه بتلك الصورة ؟؟؟؟؟ ...... أي دين هذا الذي يستحق بذل النفس والمال لأجله وكتابه محرف بشهادة النفر الأولين ؟؟؟؟؟
وفي نهايات عام 1993 كنت أقرأ في مجلة " التوحيد " الصادرة عن جماعة " أنصار السنة المحمدية " فوجدت مقالا لأحد القراء عبارة عن رسالة من شخص يستغيث بالمسئولين في المجلة لأنه راسل إذاعة " حول العالم " التبشيرية " التي تبث من " مونت كارلو – بولاية موناكو " فأرسلوا إليه كتبا ومقالات لم يستطع الرد عليها فنصحوه بالتوقف عن مراسلتهم ، واكتفوا بالتحريض الأمني على ما يحدث من الإذاعة من مراسلات .
أخذت العنوان عازما على مراسلتهم وحب المعرفة يكاد يقتلني لأعرف ماهية المسيحية التي تستطيع أن تذلل كيان مسلم – أي مسلم – وراسلتهم .
ولكن : جاءت الصورة :
مسيح كامل بلا ذنب وبلا خطية في مقابل نبي يفعل من المعاصي ما يتورع عن فعلها أصاغر الناس فما بالك بكبرائهم ؟؟؟
كتاب يقدم تعاليم تدعو للتعامل السلمي مع الناس في مقابل تفسيرات تجعلك في حالة حرب دائمة مع المخالفين لك من أي دين ..... بل ومن المخالفين لمذهبك من نفس الدين .
وكانت جل الكتب التي تقدم لي في الطعن على الإسلام كتبا إٍسلامية أو كلها إسلامية المصادر .... مما دفعني إلى هدم ذلك الصرح الكبير الذي توثق داخلي منذ ولادتي ، وكانت معموديتي في يوم الخامس والعشرين من أغسطس عام 1994 بكنيسة الأزبكية الإنجيلية على يد راعي الكنيسة القس / رضا عدلي بولس .
وقد قضيت في تلك الرحلة حوالي تسع سنوات متنقلا بين الكنائس المختلفة ، والطوائف المسيحية في مصر .......
حتى : -
بدأت الأسئلة تعود إلى الذهن مرة أخرى ..... فكيف لله سبحانه أن يكون له ابن ؟ وهذا الابن هو الكلمة !!!! وهو أزلي كأزلية الله ؟؟؟ ّّّّّّّ!!!!!!! ... كل التفسيرات والتبريرات الفلسفية والتأويلات التي تلوي أعناق النصوص لم تعد تؤثر في عقلي مثل سابقها .
إن الكتاب المقدس يكاد يكون منهار السند ... فالأسفار الخمسة لا يعلم كاتبها هل هو موسى أم هو وصيه يشوع بن نون !!!! .
سفر رؤيا يوحنا آخر أسفار العهد الجديد لا يعلم كاتبه هل هو يوحنا الرسول تلميذ المسيح أم هو يوحنا الشيخ تلميذ يوحنا الرسول ؟؟؟؟
كتاب البروتستانت المقدس غير كتاب الأرثوذكس والكاثوليك .... فالأسفار القانونية الثانية هي كتب مخترعة مؤلفة مكذوبة غير موحى بها عند البروتستانت .... وعند الأرثوذكس والكاثوليك هي أسفار موحى بها من الله ومن ينكرها فقد انتقص من الكلمة المقدسة ......
أين الحق يا الله ؟؟؟؟؟ ....... أين نورك يا مولاي ؟ ....
تعرفت على الأستاذ صالح الورداني ...... ووقتها كنت مهتما جدا بمعرفة كل شيء عن عقائد الشيعة باعتبارها فرقة مرذولة من السنة وباعتبارها فرقة تقول بألوهية علي أو بأنه هو الولي بعد النبي وله نفس منزلة النبي لولا خطأ جبرائيل ... إلى جانب فكرة زواج المتعة وما يؤلف حولها من التداعيات الوهابية والشعبية .
واستطعت أن أدعو الأستاذ صالح إلى بيتي ، ودار حديث طويل جدا فوجئت بما لم يكن في الحسبان فقد عرض منهجا جديدا في التفسير للنصوص والبحث فيها فأعلن أن المنهج الشيعي في قبول ورفض الحديث يقوم على :
1- أي حديث يتعارض مع القرآن الكريم يُضرب به عرض الحائط ولو كان عن المصطفى وسلم
2- أي حديث يتعارض مع العقل السليم يُرفض بلا أدنى مواربة .
3- متن الحديث قابل للفحص وليس السند فقط .
ومن هذا المنطلق حلت عدة مشاكل وانطلقنا حول شخص سيد المعصومين وسلم ..... فعرض فكر الشيعة في الروايات التي تدحض في كماله وجلاله ، وأورد روايات الشيعة في شأن النبي .
وترك لي بعض الكتب أبرزها كان كتاب " الخدعة " الذي نقلني نقلة فكرية كبيرة ، وأوضح خلاله ما اعترى ذهني من خلل في الفهم نتيجة تمسكي بالأطروحة السنية دون غيرها .
ولكن الكبر هو الكبر والعناد هو نفس العناد ..... فكيف أكون ضالا ؟؟ وهل يصح أن أكون مخدوعا طوال تلك السنوات ؟؟؟؟ ....... فطفقت أبحث ثانية ، ولا أدري سبب وقوع كتب صالح فقط في تلك الحقبة في يدي .... فكان " السيف والسياسة " الذي أوضح دور السياسة القبلية في تحريف الدين وتأويل نصوصه ، ورفع أشخاص فوق كاهل النبي لرفعهم من مزبلة التاريخ إلى صفحات الخلد ، ويا له من خلد زائف .
ثم في يوم لن أنساه ... كنت بمحطة مصر بالقاهرة وجدت كتابا صادرا عن دار الخيال مطبوعا باسم " ألف ليلة وليلة بالعامية المصرية " ، وفي أول صفحة مكتوب " زواج المتعة حلال عند أهل السنة – صالح الورداني " .
فدهشت ... وأخذت أقرأ وأقرأ ، ومع كل صفحة أجد أنني كنت أعيش في وهم كبير لاقتصار فهمي على مصدر واحد وكفري بالبحث في أي مصدر آخر .
ولكن شخصا واحدا وحيدا لم يستطع المبشرون أنفسهم أن يجدوا في حياته أدنى سوء لينسبوه إليه .... فعندما كانوا يوجهون انتقاداتهم لمجتمع الصحابة الأول لم يكونوا يجترئون على شخص الإمام علي ... وكنت أتعجب ..... لماذا الإمام !!! ... لماذا وحده ؟؟؟؟ أوليس أبو بكر وعمر وعثمان أفضل منه ؟؟؟؟؟ .... ولكنني أعدت قراءة ما ورد في كتاب الخدعة حول روايات القوم في تضخيم الرجال فبدأت الرؤية تتضح وتظهر
إن الطعن في شأن علي بن أبي طالب وأبيه لهو من قبيل التهوين من شأنه لرفع مقام الأراذل فوقه ولتبرير غصبهم لحق آل البيت عليهم السلام ........ ثم كيف يختفي حديث العترة بقدرة قادر رغم وروده في عدة صحاح ويبرز مكانه حديث يحتوي على " الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " ؟؟؟
التاريخ :-
وقفت مع السقيفة عدة وقفات .... فأنى للقوم أن يتركوا نبيهم على سريره بلا تكفين وينشغلوا بالخلافة ؟؟؟؟؟؟ ....
وأي بيعة هذه تلك التي تمت في سويعة ؟؟؟ وأين باقي الأكابر ؟؟ ولماذا لم يحضر علي بن أبي طالب أمر الشورى ؟؟؟؟؟؟ ......
ومن قتل سعد بن عبادة ؟؟؟ وكيف ؟؟؟؟؟ وما هو تفسير قول عمر عن بيعة ابن أبي قحافة أنها " كانت فلتة وقى الله الناس شرها " ؟؟؟؟ .....
ثم ماذا حدث لبنت المصطفى ؟؟؟؟؟؟ .... أين إرثها ؟؟؟ وأين كان حديث " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة " ؟؟؟؟ ..... ولماذا لم يظهر قبل ذلك ؟؟؟؟ وإذا تعارض الحديث مع القرآن فبأيهما يؤخذ ؟؟؟؟؟ وهل أبو بكر أفهم لكتاب الله من بنت رسول الله وهو من قال عنها " بضعة مني " ؟؟؟؟؟؟؟ .
أسئلة كثيرة مرت في هذا الحدث الذي غير تاريخ الأمة الإسلامية وحدد مسارها طويلا في حكم قبلي تحول إلى ملك عضود بعد ذلك ....إن هناك تلميعا لكل من تولى أمر المسلمين .. فكلهم عدول حتى معاوية ويزيد ، وكل ما فعلوه دائما يجد التبريرات ، ولماذا نجد روايات تبين حقارة حال هؤلاء الأباعد ومع ذلك تجد من يغض الطرف عنها ؟؟؟ .....
من الأعلم ؟؟؟؟؟؟؟
من الأحق بالإمامة ؟؟؟؟؟؟ الفاضل أم المفضول ؟؟؟؟؟ الأعلم أم الأقل علما ً .... من الأعلم بين صحابة النبي ؟؟؟؟؟
تروي روايات كثيرة الشيء الكثير عن علم عمر ومناقبه وما يحكي عنه ، ولكن تلك الروايات المزعومة ما لبثت أن تهاوت أمام تصريحات عمر نفسه :
" أصابت امرأة وأخطأ عمر " ، " لولا علي لهلك عمر " .....
وفي كل شأن كان عمر يرجع للفقيه علي ع .....
ثم لماذا يقول النبي ص : " أنا مدينة العلم وعلي بابها " إذا كان عمر هو الأعلم وهو الأفهم ؟؟؟؟؟؟؟؟ .
إذن من أولى بأمر المسلمين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أمر الإمامة بعد النبي : -
هل يجوز لنبي أيا كان أن يترك أمته دون تحديد لمن يتولى شأن الأمة بعده ؟؟؟؟ ...... إن موسي ع قبل موته جعل يوشع بن نون وصيا ً بعده وأقامه على أمر بني إسرائيل ، وها هو المسيح عيسى بن مريم ع يضع الأمر في اثني عشر حواريا ً من بعده ويقيم عليهم بطرس ....
وهل النبي الذي قال عنه يهودي لأحد الصحابة " علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراء " هل يترك أمته بلا تحديد لأمرها من بعده ؟؟؟؟
ثم ما معنى حادثة الغدير ؟؟؟؟؟؟ وما الذي قاله النبي فيها ؟؟؟؟ وهل هناك تفسير تقبله العقول لقول النبي " ألا من كنت مولاه فعلي مولاه " غير أن عليا ً هو الوصي الذي أوصى به النبي ص من بعده ؟؟؟ ، ولماذا لم يقل النبي صراحة ذلك في شأن أبي بكر كما قالها في شأن علي ع ؟؟؟؟؟؟؟
تلك هي البداية في قراءة جديدة للتاريخ .. وتلك هي البداية في النظر في قضية عدالة الصحابة .....
وكان ذلك هو البداية للوصول إلى موالاة علي ع .