لماذا نلهج و نقول ( يا علي )؟؟
سؤال من الممكن أن يخطر على بالنا و نحن نردد ( يا علي ) في كل وقت نقوم ونقول
( يا علي ) نتحدث و نقول ( يا علي ) فهل سألنا أنفسنا عن السر الذي يجعلنا دائما و أبدا نردد ( يا علي )
الإجابة عن هذا السؤال تحتاج منا وقتا طويلا و صفحات من الفضائل التي تميزت بها شخصية هذا الإمام البطل و لكن يمكننا أن نستعرض كلاما و لو نزرا قليلا اختصارا للموضوع.
1- أول فضيلة كانت لأمير المؤمنين (ع) دون غيره ولادته في الكعبة المشرفة فهذه لم تكن لأحد قبله و لن تكون لأحد بعده.
يقول الشاعر:
ولدته في حرم الإله و أمنه و البيت حيث فناؤه المسجد
ما لف في خرق القوابل مثله إلا ابن آمنة النبي محمد
2-الفضيلة الثانية هي أنه أول من اسلم من الصبيان حيث كان عمره الشريف حين أظهر النبي (ص) الدعوة حوالي ثلاث عشرة سنة.
3-تربى (ع) في حجر النبي (ص) وهو ابن ست سنوات. هذه التربية التي غرست فيه كل فضيلة تنسب اليه. هذه الفضائل التي أقر بها أعداؤه و خصومه بالفضل ولم يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله.
4-و من هذه الفضائل العلوم التي تميز بها عن غيره مثل علم الفقه الذي هو (ع) أصله و أساسه و كل فقيه في الإسلام أساس فقهه و علمه ينبع من أمير المؤمنين. فقد أخذ أبو حنيفة و مالك علومهم من أساس فقه الإمام علي (ع).
و كذلك عمر بن الخطاب كان يرجع في كثير من المسائل التي تشكل عليه للإمام علي (ع) فكان دائما يقول (لولا علي لهلك عمر) و غيرها مما قاله في هذا الشأن.
و من العلوم أيضا علم التفسير و النحو و العربية و غيرها.
إذن كل علم من العلوم ينسب له (ع) و في هذا يقول (ع) ( علمني رسول الله (ص) ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب ).
5-من فضائله (ع) الشجاعة فلم يكن هناك من يجاريه في الشجاعة و الإقدام في الحروب و في إعلاء كلمة الله وما مبيته في فراش النبي (ص) ليلة الهجرة إلا دليلا واضحا على هذا.
و القوة فيه يضرب بها المثل مثلما فعل عندما قلع باب خيبر الذي اجتمع عليه جماعة من الناس ليقلبوه فما استطاعوا.
6-أما السخاء و الجود فحاله فيه ظاهرة وكان يصوم و يطوي و يؤثر طعامه . وقد أنزل الله فيه و في أهل بيته ( و يطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما و أسيرا , إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا و لا شكورا ).
7-أما الحلم و الصفح فكان أحلم الناس عن مذنب و أصفحهم عن مسيء. فيروي التاريخ أنه بعد معركة الجمل و ما حدث فيها و بعد أن ظفر الإمام (ع) بعائشة أكرمها و بعث معها إلى المدينة عشرين امرأة من نساء عبد القيس عممهن بالعمائم و قلدهن السيوف فلما كانت ببعض الطريق ذكرته بما لا يجوز أن يذكر به و تأففت و قالت: هتك ستري برجاله و جنده الين وكلهم بي. فلما وصلت المدينة ألقت النساء عمائمهن و قلن لها : إنما نحن نسوة.
8-أما الجهاد في سبيل الله فمعلوم عند صديقه و عدوه أنه سيد المجاهدين فمعروف عنه اشتراكه في جميع غزوات النبي (ص) ما عدا غزوة تبوك التي لم يشترك فيها لأنه كان مكلف من قبل النبي (ص) بالبقاء في المدينة لحماية النساء.
9-أما الفصاحة فهو (ع) إمام الفصحاء و سيد البلغاء و في كلامه قيل : دون كلام الخالق و فوق كلام المخلوقين .
و يكفي كتابه نهج البلاغة دلالة على أنه (ع) لا يجارى في الفصاحة و لا يبارى في البلاغة.
ألا يكفي كل هذا ما ذكرناه على أن نهتف ليلا و نهارا و في كل لحضة أن ننادي
يا علي
ياعلي حبك واسع وحلمي
اسمي عشاقك وما أخون اسمي
كفروا ديني حللوا دمي
انت بس ترضى هذا كل همي