في هذه الفترة تشتد الصراعات المذهبية بشكل ملحوظ، فما أن تهدأ قليلا إلا ونجد أبطال السلفية يثيرونها من جديد وكأن هناك مخططا لعدم تهدئة الأمور بين المسلمين. ويبدو أن السكوت وعدم التوضيح أصبح بنفسه مشجعا لهؤلاء على التطاول وتأجيج الفتن.
وقد قررت أن أتبرع بتوضيحات مختصرة لبعض الأمور المستحدثة الهامشية التي شاءت السلفية وأتباعها أن تجعلها من أساسيات التشيع وتنتقدها وتشتم الشيعة والتشيع على أساسها.
فإن لقي تبرعي رضىً من الأخوة الشيعة فذلك بحمد الله ومنه وإن لم يلق ترحيبا فهذا رأيي ولا أطرح إلا ما أعرف.
بين الفترة والفترة وخصوصا قبل شهر محرم أو أثناءه أو بعده قليلا تندفع جيوش السلفية الآيلة للسقوط بإغراق المجتمعات بمواضيع مثل التطبير ومواكب العزاء والجنزير والحسينيات وما شابه ذلك من المواضيع فيتناولها المتناولون بكثير من التشويش والسطحية والإساءة.
وقبل أن أجيب أود أن اطرح فكرة ونصيحة للسلفيين ليفهموا ما أقول. فأقول لهم بأن هذه الهجمات على الشيعة بهذا الشكل سيقلب الموازين ليس عليكم فقط (فأنتم قيد الشطب العالمي ومِن أقرب ذوي القربى)، فإذا كنتم مخلصين لمذاهبكم فعليكم أن تحسبوا عواقب ما تفعلون للمستقبل. ولعلكم تجهلون (وهذا ليس عجيبا) أنه لحد هذا التاريخ لا يوجد هناك مؤسسات شيعية هجومية على المخالفين وكل ما هو موجود بضع مؤسسات دفاعية اغلبها شبه خامل ولا تقوم بالدفاع كما يجب. والبقية مجرد أشخاص عاديين مثلي و أمثالي غير متفرغين لمثل هذه الأعمال. وسلوككم شديد الحركة سوف يجابه بردة فعل قوية قد تبدأ بعد عشر سنوات أو اكثر فيما لو استمر هذا النهج التخريبي منكم. وسيكون الوضع مؤلم وستكونون بحالة لا تعرفون رأسكم من رجليكم. وهذه ليست نصيحة عادية أو حبا بالسلام فأنا شخصيا أراكم تستحقون هجوما كبيرا ولهذا لن يضيرني أبدا زيادة مواضيعكم التحرشية وكثرة هذيانكم فهذا مما سيسرع من توقعي بإنشاء مؤسسات هجومية أقوى من مؤسساتكم ألف مرة وأنا اعرف ما أقول وليس هذا للدعاية وأسأل الله أن يهدي على أيدكم المسؤولين الشيعة ليقرروا بدء الهجوم الفكري وسترون المصائب. ولعل مثال العاملي حفظه الله خير دليل على ما أقول , فهو من الواضح عليه غير متفرغ للدفاع فضلا عن الهجوم على فكر المتهجمين العدوانيين ولكنه بعد عدة سنوات من الحوار التبرعي على النت قد لا يتجاوز الخمس سنوات بدأ بمشروع شخصي للهجوم وهو يحضر لمشروع الألف إشكال الذي طرح بعضه في شبكة الميزان . وهذا لم يأتي من فراغ إنما أنتم ضغطتم عليه ليتحول إلى الهجوم، ومشروعه هذا غاية في الخطورة حين يكون أساسا لقاعدة بيانات خطيرة ستخضع للتعديل والزيادة والنقصان حتى تستقر بمتانة لا ينفع معها ألاعيبكم المكشوفة وقد يتطور لعشرات آلاف الإشكالات. ولهذا إن كنتم تريدون البقاء الفكري فعليكم أن تفكروا بطريقة ثانية بعيدة عن الاستفزاز وأن تفكروا بطريقة لإصلاح مناهجكم ونفوسكم العدوانية فقد أصبحت غير مقبولة من أقرب المقربين لكم. وأن تبدلوا ثوبكم العدائي للشيعة وتحسنوا من نوع الحوار .وأن تثقفوا أنفسكم بعلوم تحصنكم من هذه الأخطاء السخيفة التي تقعون بها وأن تقرؤوا الفكر السني وزواياه قبل أن تحاولوا الخوض مع الفكر الشيعي الذي لا تفهمون منطلقاته ولا تعرفون مداخله.
وقد يعتب عليَّ بعض أخوتي الشيعة لهذه النصيحة ولهذه القراءة للأحداث -والحق معهم على العتب - ولكن هذه النصيحة ليست بسبب نجاتكم أو تقليل الهجوم علينا فهذا غير منظور عندي و أنا أراكم منقرضين قريبا لانتفاء الحاجة منكم عند الأسياد. ولا خطر أبدا على التشيع، والخطر الحقيقي هو ما يحدق بكم.
ولكن الذي دعاني لهذه النصيحة هو حبي للمسلمين عموما سنة وشيعة وحب الوئام بينهم ولعل بعضكم ينتمي إلى الإسلام ولكنه يغفل عما يقوم به من شرور في قلب المجتمع الإسلامي, وقد تطاله يد الوعي الإسلامي لتنفيه، نتيجة قرار عالمي لنفي الشر المركب في هذه الشخصية العدوانية.
أقول نصيحتي هذه ولا يهمني أن لا تعوها جميعا فلعل هناك واحد يفكر بينه وبين نفسه وربه وهذا يكفي عندي.
نأتي الآن إلى بعض المظاهر الشيعية المتأخرة ونبحث فيها . وسأبدأ بموضوع متشابك جداً حتى عند بعض الشيعة ، حيث أن له مؤيدين ومعارضين بالإضافة لكونه موضوعا لشتم الشيعة من قبل أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
إنه موضوع التطبير:
وهو موضوع يستحق التوضيح من وجهات نظر متعددة. وعلى إخوتي الشيعة مؤيدين ومعارضين أن يفهموا ما أقول فإنه في غاية الأهمية لهما بلا استثناء، وهذا ما سأبحثه اختصارا وعليكم الفهم والتفكير العميق. ودعونا من مهاترات الموضوع والتي لا تقوم على معرفة حقيقية للأمر.