العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الفقهي

المنتدى الفقهي المنتدى مخصص للحوزة العلمية والمسائل الفقهية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية عاشق الزهراء
عاشق الزهراء
شيعي حسيني
رقم العضوية : 7251
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 5,502
بمعدل : 0.87 يوميا

عاشق الزهراء غير متصل

 عرض البوم صور عاشق الزهراء

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي فضل الله: «المسألة الشيعية» اصبحت «مشكلة» مذهبية في الع
قديم بتاريخ : 06-01-2008 الساعة : 12:10 PM


المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله

المسلمين الشيعة في العالم العربي في ظلّ التحدّيات الراهنة

اقامت «وكالة شرق برس» حلقة نقاش مع المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله بعنوان «دور الشيعة في العالم العربي في ظلّ التحديات الراهنة»، رأى خلالها السيد فضل الله ان على «الشيعة ان لا يدخلوا في حركية الفتنة»، لأنه ليس لهم أيّ مصلحة في فتنة سنية ـ شيعية، وعليهم أن يصّروا على مسألة الوحدة مع الإصرار على المواقع السياسية القوية.
معتبراً فضل الله ان المسألة الشيعية اصبحت مشكلة مذهبية في العالم الاسلامي، في ظلّ ما يُثار من ان الشيعة يعملون على تشييع السنة، لذا على الشيعة أن يقوموا بعملية حركة داخلية في «تأهيل المذهب الشيعي» ليكون منفتحاً على تراث أهل البيت الذين يمثلون التراث الحضاري والذي يمكن أن يقدّم إلى العالم كله وفي الوقت نفسه.
كما دعا السيد فضل الله إلى الحوار الإسلامي ـ الإسلامي حتى مع السلفيين، وإقامة تحالفات سياسية مع الحركات الإسلامية السّنية.
وحضر الحلقة طاقم من دائرتي الصحافة والعلاقات الاعلامية في الوكالة، بدأها الزميل الاعلامي محمد شري مقدما السيد معتبرا أنه شكل ولا يزال معلماً من معالم الإسلام الأصيل وللتشيع النفسي في هذا العصر.
وقال «كثيرون هم العلماء ربما والمراجع أيضاً، لكن القليلين هم الذين امتازوا، وقليلين الذين تجرّأوا، وقليلين الذين جدّدوا، وقليلين الذين واجهوا، وقليلين الذي أخافوا، وقليلين الذين أزهر عطاؤهم علماً وجهاداً وتربية وأخلاقاً وسياسة ومؤسسات في مختلف الحقول.
وأنت سيّدي من هذه الفئة النادرة المشعة في وجودها التي تنير الطريق لمن حولها، ولمن يأتي بعدها، معين لا ينضب من العلم والعطاء والجهاد، عقل مؤمن مسلم منفتح وواثق في حراك دائم لا يهدأ. ملِّم بتفاصيل التفاصيل، وعالم عارف محدّق بالكليات، خبير في التكتيك دون أن تنفك عن الاستراتيجية ونحن في زمن تكاد تضيع فيه الكليات والاستراتيجيات لمصلحة التكتيك والتفاصيل حيث تكمن الشياطين».

تفاصيل الحوار:

• سماحة السيد: الشيعة لا سيّما الشيعة في العالم العربي باتوا اليوم قضية من القضايا وبدأنا نقرأ عن المسألة الشيعية في العالم العربي، ونحن نسمع أيضاً عن الهلال الشيعي، والخطر الشيعي والمشروع الشيعي. ما هي قراءة سماحتك لدور وموقع الشيعة في العالم العربي في مواجهة التحدّيات الراهنة فهل هناك مسألة شيعية؟ وهل هناك مشروع شيعي خاص مستقل عن مشروع الأمة، وإذا لم يكن كذلك فهل يفرض على الشيعة العرب تحديداً أن يستكينوا لتهميشهم وهدر حقوقهم وحرمانهم من المشاركة العادلة في حكم أوطانهم، وكيف السبيل لذلك دون الوقوع في شرك الفتنة أو دون السقوط في فخّ المشروع الأميركي الاستنكاري؟
ما رأي سماحتك في من يرى أن على الشيعة العرب أن يستفيدوا من المتغيّرات الدولية والإقليمية وأن يتعلموا (من تجاربهم) وأن يسعوا للسلطة حتى لو كانت عن طريق الأجنبي والأميركي، ألا يحق لهم ما يحق لغيرهم؟
سماحة السيد كيف نوفّق بين همّ الأمة والإسلام وبين همّ الشيعة والتشيع، وهل نضحّي بمصالح الشيعة من أجل مصالح الأمة؟ أم نضحي بمصالح الأمة من أجل مصالح الشيعة؟ أترك الكلام لسماحتك على أن يكون بعض الوقت، للنقاش.


هناك بعض الاتهامات أو بعض الحملات التي تمسّ الجانب الثقافي لم يطرحه بعض رجالات الشيعة وخصوصاً الرجالات الدينيين التي لا تسمح بدراسة الأسس الثقافية والفكرية للعقيدة الشيعية، وتعتبر أن أيّ نوع من أنواع مناقشة بعض المفردات كفراً وبعضها ضلالاً وما إلى ذلك


- بسم الله الرحمن الرحيم في البداية أحبّ أن أشكر هذه المشاعر والعواطف الإسلامية الطيّبة التي تملأ قلبي بالمحبة التي عشتها مع كلّ هذا الجيل الذي عاش معي وعشت معه من خلال كلّ هموم الإسلام الذي هو الرسالة التي حملتها منذ أكثر من 50 سنة، الإسلام الوحدوي الذي ينفتح على كلّ الخطوط الاجتهادية في الواقع الإسلامي، سواء على مستوى تنوّع المذاهب أو على مستوى تنوّع الاجتهادات.
مسألة الشيعة عندما ندرسها فإننا قد نفكّر بأنه ليس هناك عالم شيعي، هناك مزق متناثرة قد تلتقي في المشاعر. هناك بعض الاتهامات أو بعض الحملات التي تمسّ الجانب الثقافي لم يطرحه بعض رجالات الشيعة وخصوصاً الرجالات الدينيين التي لا تسمح بدراسة الأسس الثقافية والفكرية للعقيدة الشيعية، وتعتبر أن أيّ نوع من أنواع مناقشة بعض المفردات كفراً وبعضها ضلالاً وما إلى ذلك.

وربما تجد كثيراً من غير المسلمات بالمعنى الثقافي مسلمات بالمعنى الشعبي في هذا المجال، أما عندما تنطلق المسألة في الساحة السياسية في هذا المقام فإننا لا نرى هناك وحدة شيعية، هناك موقع من مواقع الشيعة الكبير الذي يتمثل في العراق، كما يتمثل في إيران التي هي الدولة الشيعية الوحيدة في العالم كله، وهكذا نجد أن هناك موقعاً من مواقع التشيّع استطاع أن يتبلور ويتأهل في المدّة الأخيرة بفعل المقاومة، وهناك بعض المواقع الشيعية الصغيرة في الخليج أو في باكستان، أو أفغانستان وفي سوريا أيضاً، ولكنها لا تمثل شيئاً كبيراً يمكن أن يتحرّك باتجاه المستقبل..
لذلك فقد أصبحت المسألة الشيعية مشكلة لواقع العالم الإسلامي السني، الذي اعتاد على أن يكون المرجع للعالم الإسلامي، حتى أنّ الثقافة التي يتحرّك فيها السّنة من خلال أغلب مشايخهم، ومن خلال بعض ما يرد في كتب الشيعة أو في خطابات بعض خطباء الشيعة، أو ما شابه ذلك ممن يعتبرون الشيعة خارجون عن الإسلام من خلال، أن بعض الأفكار تمثل الغلو أو تمثل الشرك على حسب المفاهيم التي يحاولون أن يتبرّأوا في مقياس كون الإنسان موحّداً أو مشركاً، مؤمناً أو كافراً لأن هناك جدلاً حول مسألة الإيمان والكفر، والشرك والتوحيد وما إلى ذلك..
ولذلك فإن النظرة العامة حتى الآن لدى الكثير من مشايخ السّنة في العالم انعكست على الواقع الشعبي هو أن الشيعة ليسوا بمسلمين، حتى أنه من الطريف جداً أن هناك عالماً في كندا، افتى بحرمة ذبائح الشيعة، لأنهم يذكرون عليها اسم الحسن والحسين ، وهذا أمر كاذب لا نعرف له أساس عند أيّ فرد شيعي، كلّ هذا ترك تأثيره على الواقع الشعبي، خصوصاً وأنّ إيران دخلت في الجوّ السياسي من خلال العنوان الشيعي الكبير الذي تتميّز به..
وقد لاحظنا في البداية أن ثورة الإمام الخميني «رحمه الله» استطاعت أن تكسر هذا الحاجز في العالم الإسلامي، باعتبار أنها الثورة التي هزّت قواعد الاستكبار الأميركي، التي كانت المنطقة تُعاني منه معاناة كبيرة جداً، ولكن المخابرات الدولية من جهة والمخابرات المحلية، وخصوصاً العربية من جهة، والجهات الطائفية المذهبية التي تعيش المشكلة في مسألة الشيعة، حاولت أن تحاصر هذه الثورة بالطريقة التي تجعلها ثورة شيعية، بدلاً من أن تكون ثورة إسلامية، وبهذا استطاعت أن تعبّأ العالم العربي في الحرب الإيرانية ـ العراقية على أساس أنها الحرب العربية ـ الفارسية، بحيث أدخلت الجانب القومي في حساباتها السياسية.
وبذلك برزت هناك مشكلة بين إيران وبين العالم العربي، وخصوصاً أن بعض الشيعة دخلوا في هذه المسألة، باعتبار أن الذين لجأوا إلى إيران من الشيعة، وخصوصاً من الشيعة العراقيين، ولم يجدوا ما كانوا يأملون فيه من الرعاية الكاملة في إيران، لأنّ لإيران ظروفاً صعبة كانت تعيشها، وخصوصاً أنه عندما قدم إليها اللاجئون من أفغانستان بنسبة أكثر من 2 مليون، واللاجئون من العراق بنسبة أكثر من نصف مليون وما إلى ذلك، مما يجعلها لا تخطّئ المسؤولين الصغار فيها، ما أوجب مشكلة في داخل العالم الشيعي، فأصبح الكثيرون من العراقيين ضد الجمهورية الإسلامية وأصبحوا يعتبرونها كأنها تنطلق من الجانب القومي.



المشكلة الشيعية أصبحت مشكلة مذهبية في العالم الإسلامي، وخصوصاً عندما أثيرت المسألة بأنّ الشيعة بدأوا يعملون لتشييع السّنة، في كلام قد يكون له واقعية في بعض المناطق، ولكن قد يكون بشكل جزئي، وليس له واقعية في أكثر المناطق


لذلك فالقضية المطروحة الآن في المسألة الشيعية هي أن العالم الإسلامي السني في هذا المقام، سواء على المستوى الديني أم على المستوى السياسي أصبح يخشى من هذه الانطلاقة الشيعية التي تمثلت في المقاومة الإسلامية في لبنان والتي تركت تأثيرها من الناحية الشعورية في العالم الإسلامي بحيث أنهما اجتاحت الجوّ السني، حتى أن بعض السّنة انتقلوا إلى التشيع من خلال الانتصار الذي حصلت عليه المقاومة الإسلامية، كما أن العالم السني الذي كان هو المسيطر من الناحية السياسية أصبح يخاف من سيطرة الشيعة على العراق، ومن تقدم الشيعة، ومن حركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواقفها الصلبة، وخصوصاً من خلال الحركة الأمريكية السياسية الإعلامية والمخابراتية التي حاولت الإيحاء إلى العالم العربي، وإلى أكثر من العالم العربي في العالم الإسلامي كباكستان، وفي غيرها بأن إيران أصبحت تمثل خطراً في شيعيتها..
ولذلك انطلقت الحملة على الشيعة من خلال الحملة على إيران، والحملة على المقاومة الإسلامية فيما تتحرّك به أميركا في لبنان من خلال رعايتها لأمن إسرائيل والتزامها بأمن إسرائيل، وهذا هو الذي يفسّر ما انطلق به الملك عبدالله الأردني الذي تحدّث عن الهلال الشيعي، في الوقت الذي لا يمثل هذا العنوان أيّ واقعية في العالم، لأنه ليست هناك أيّ فرصة لإيجاد اتحاد بين الشيعة في لبنان والشيعة في سوريا والشيعة في العراق والشيعة في إيران، بل إن هناك مزقاً متناثرة هنا وهناك.
لذلك نحن نقول في هذا المجال إن المشكلة الشيعية أصبحت مشكلة مذهبية في العالم الإسلامي، وخصوصاً عندما أثيرت المسألة بأنّ الشيعة بدأوا يعملون لتشييع السّنة، في كلام قد يكون له واقعية في بعض المناطق، ولكن قد يكون بشكل جزئي، وليس له واقعية في أكثر المناطق. وأيضاً من الناحية السياسية الخوف من سيطرة الشيعة بفعل بعض المواقع السياسية، التي استطاعوا أن ينجحوا فيها خصوصاً في الموقف الإيراني من خلال الملف النووي، الذي تحاول أميركا وأوروبا أن تثير الخطر منه باعتبار أن إيران تحاول صنع السلاح النووي، الذي يشكل خطراً على العالم كما هي النكتة السياسية التي يعتبرونها كما أثاروها بالنسبة إلى العراق الذي كان لا يملك أيّ قوة هناك.

أما موقفنا نحن، فنحن أمام هذا الوضع الذي نعيش فيه وهذا الإرباك المنطلق من التراكم التاريخي من جهة، ومن خلال المشاكل الحاضرة من جهة أخرى، نحن علينا أن لا ندخل في حركية الفتنة، في هذا المقام، لأنه ليس لنا أيّ مصلحة في فتنة سنية ـ شيعية، ولذلك فإنّ علينا أن نصرّ على مسألة الوحدة مع إصرارنا على مواقعنا السياسية القوّية، ومع إصرارنا على شعاراتنا السياسية التي تنفتح على كلّ العالم الذي يقف ضد أميركا، وهذا الاستكبار العالمي، نحن علينا أن نبقى في مواقعنا الإسلامية، أن لا نقدّم التنازلات في مبادئنا، بل أن نؤصّل مبادئنا، وأن لا نفسح المجال للخرافة والغلو والتخلف أن يعطي العنوان الكبير للتشيع، أي أن نقوم بحركة داخلية في تأهيل المذهب الشيعي ليكون منفتحاً على تراث أهل البيت الذين يمثلون التراث الحضاري الذي يمكن أن نقدّمه إلى العالم كله.
وفي الوقت نفسه، فإننا ندعو إلى الحوار الإسلامي ـ الإسلامي حتى مع السلفيين، وعلينا أيضاً أن نندمج، وأن نقيم تحالفات سياسية مع الحركات الإسلامية السّنية، بغض النظر عن طبيعة العلاقة بها، كما في الجماعة الإسلامية، وكما في الإخوان المسلمين، وكما في الجبهة الإسلامية، وأن ننفتح على الواقع السّني من خلال الشعارات الإسلامية الكبيرة والشعارات السياسية الكبرى، خصوصاً التزامنا بالقضية الفلسطينية، والتزامنا بمواجهة الاحتلال في العراق وفي أفغانستان، خصوصاً بمواقفنا السياسية ضد أميركا وضد حلفاء أميركا في داخل لبنان، يعني أن لا تقوم بعملية ردّ فعل انفعالي، بحيث نتحرّك على أساس أن نعيش الفتنة، بل أن نهرب من الفتنة إلى العقلانية وإلى الموضوعية وإلى الصبر على هذه المسألة.
نحن لا نشعر بأن هناك عالماً شيعياً موحّداً يملك سياسة واحدة ويملك خطاً ثقافياً واحداً في المقام، ولكننا نحاول أن نجمع الطلائع المثقفة الواعية المنفتحة الحضارية التي تنطلق من خلال أصالة تراث أهل البيت ومن خلال أصالة الإسلام في الكتاب والسّنة لنعيش على القيادة الإسلامية، أي علينا أن نعمل كي لا نكون على الهامش وخصوصاً الهامش الثقافي بل علينا أن نصرّ على أن نقود الحركة الإسلامية، من الناحية الثقافية كما من الناحية السياسية، وخصوصاً داخل البيت الشيعي بحيث نعمل على التخطيط لمحاربة كلّ الخرافيين وكل المتخلفين وكل الغلاة في هذا المجال، حتى نستطيع أن نصنع جيلاً شيعياً إسلامياً منفتحاً في خط الحضارة الإسلامية.
محمد شري:
• سيدنا المشكلة غالباً تكمن في التفاصيل، واليوم خصوصاً ونحن في موقعنا الإخباري الذي نتحرك من خلاله موجّه في الأغلب منه نحو العراق، والعراق اليوم قضية القضايا في المنطقة والمسألة الشيعية هي مسألة أساسية، وهناك نسمع عن توجّهات من يقول إننا علينا أن نتحرك كشيعة، بمعزل عن الأبعاد الإيديولوجية، وعلينا أن نستفيد من خطأ ثورة العشرين التي حصلت، والتي ضيّع الشيعة فيها الكثير، فهم الذين ثاروا وهم الذين سلموا الحكم، وهناك من يدعون الآن إلى فيدراليات على أساس مذهبي سني وشيعي وقومي، ما وجهة نظركم بهذا الشأن؟

علينا أن نبقى في مواقعنا الإسلامية، أن لا نقدّم التنازلات في مبادئنا، بل أن نؤصّل مبادئنا، وأن لا نفسح المجال للخرافة والغلو والتخلف أن يعطي العنوان الكبير للتشيع، أي أن نقوم بحركة داخلية في تأهيل المذهب الشيعي ليكون منفتحاً على تراث أهل البيت الذين يمثلون التراث الحضاري الذي يمكن أن نقدّمه إلى العالم كله


- أنا أتصور أن مشكلة الشيعة في العراق هي أنهم عاشوا ردّ فعل لأن الشيعة عزلوا عن المسؤوليات الحكومية في العراق بشكل عام، وكانوا يعيشون تحت تأثير هذا النوع من العزلة، في حالة نفسية خانقة قد لا تتحرّك من خلال التعبير عن نفسها بشكل قوي، أو بشكل ثائر وما إلى ذلك، حتى أنه عندما بلغ بعض سياسي الشيعة، ووصل إلى مستوى أعلى، مثل «صالح جبر» حاولوا إسقاط وزارته باعتبار معاهدة «بورتوسموث» الذي كان نوري السعيدي وراءها، وكانوا السنة وراءها، ولكن كانت الخلفيات شيعية ـ سنية، ولذلك بقي الشيعة يخلصون للجو العام في العراق، بالرغم من أنهم كانوا مضّطهدين وكانوا مظلومين..
وعندما سقط الحكم الملكي الذي جاء به الشيعة، لأنّ علماء الشيعة هم الذين ذهبوا إلى مكة وجاؤوا بالملك فيصل الذي انطلق سنياً، مع أنه هو من العائلة الهاشمية، ثم تطورت الأمور في انقلاب عبد الكريم قاسم، والسيد عبد السلام عارف، والمدّ الشيعي الأحمر، إلى أن تسلم حزب البعث في الستينات الحكم، وبذلك انطلق هذا الحزب من خلال العمليات الشيعية المعارضة في هذا المجال، وخصوصاً المسألة الإسلامية التي كان يقودها حزب الدعوة الاسلامية بقيادة السيد محمد باقر الصدر، بحيث أن الحكم الجديد البعثي شجّع على الاضطهاد، وبكلّ وحشية، كما عمل أيضاً على اضطهاد الأكراد، هذه المسألة استطاعت أن تفسح المجال لتحالف كردي ـ شيعي، والتي كان الضغط فيها إلى أن تعترف المعارضة الشيعية بالحكم الفيدرالي، وهذا كان منشأه، ومن المعلوم أن الفيدرالية كانت واضحة بالنسبة إلى الإقليم الكردي، ولكن لم تكن واضحة بالنسبة للواقع الشيعي ولكنها أخيراً انفتحت من خلال الطروحات الأخرى في وجود فيدرالية في المناطق الجنوبية، والمنطقة الوسطى للسنة، ومنطقة إقليم كردستان، والواقع أن الشيعة انطلقوا من خلال ذلك، فهم يخافون الآن من الحكم المركزي، لأن الحكم المركزي الذي عانوا منه كثيراً في الماضي وفي التاريخ، ربما يتحوّل أيضاً إلى اضطهاد الشيعة بحسب التطوّرات السياسية التي قد تفسح المجال للسنة.
كما نلاحظ ذلك الآن في الخطوات الأميركية الأخيرة في هذا المجال، ولذلك كانت المسألة بنظر الذين أثاروا المسألة الفيدرالية من هذا الجانب، لا من خلال مواجهة الوحدة الإسلامية بمعناها الثقافي ومعناها السياسي العام، ولكن طبيعة ردّ الفعل الذي حدث في العراق، سواء من خلال دخول القاعدة التي هي واجهة سنية، وانخراط الكثيرين من جيش صدام ومن السنة معهم، للإفتاء بقتل الشيعة وهذا ما نلاحظه في أن الشيعة واجهوا عملية القتل المنظم اليومي في المقام، وأما ما يُثار بأن الشيعة يقتلون السنة فهذا ليس واقعياً بل هو عملية ردّة فعل جزئية تخرج من هنا وهناك، ونجد أن الاحتلال الأميركي يحاول أن يشجع بعض هذه الأوضاع.
ولذلك فإن المسألة الشيعية في العراق ليست مسألة منفصلة، أي أن المثقفين الشيعة لا يعيشون الحالة الطائفية المنخنقة، بل نجد أن هناك كثيراً سواء من مرجعيات الشيعة يدعون إلى الوحدة الإسلامية في العراق وكذلك بالنسبة إلى بعض الحركات الشيعية من «حزب الدعوة» مثلاً، وحتى المجلس الإسلامي الأعلى وحتى حركة مقتدى الصدر، يحاولون أن يخاطبوا السنة وأن يحاوروا السنة، وأن ينطلقوا من خلال الوحدة الإسلامية في العراق، لكن هناك حالة فوضى في العراق، فوضى ثقافية وسياسية، خصوصاً أن دخول إيران إلى العراق أيضاً أوجب نوعاً من أنواع الفوضى في التصوّر للدور الإيراني في العراق الذي ربما انطلق بعض الشيعة ضده، كما ينطلق السنة أيضاً ضده، ومن الطبيعي أن لأميركا دوراً في هذا المجال، لذلك نحن لا نستطيع أن نقول بأن هناك خطاً شيعياً في العراق في مواجهة الحالة الإسلامية أو القومية أو ما إلى ذلك، بل هناك فوضى، وهناك حلقة مفرغة ونوع من الدوامة، التي تلف الجميع مما يجعل من الصعب جداً أن يُعطي الإنسان الواقع في العراق، صورة واضحة في هذا المجال.
فاطمة شحيمي:
• إلى أي مدى ترون مشروع العالم الشيعي الموحّد يمكن أن يحقق نجاحاً؟
- أنا لا أتصوّر أنه من السهل جداً إيجاد عالم شيعي موحّد، أولاً من الناحية الدينية فهناك تعددية في المرجعيات، وهذه التعددية في المرجعيات حوّلت قصة الانتماء المرجعي إلى حالة عصبية، ولذا نجد أن أتباع كلّ مرجع يحاولون أن يتدخلوا لإبعاد الآخرين عن مرجعياتهم لحساب هذه المرجعية، وهذا ما نلاحظه الآن، لذلك فإن تعدّد المرجعيات الشيعية يمنع وجود مرجعية شيعية واحدة، يمكن أن يلجأ اليها جميع الشيعة.

اما بالنسبة إلى تعدّد الخطوط السياسية الشيعية بين الخطّ الذي ينطلق من إيران التي ربما يتداخل فيها مسألة الدولة مع المسألة الشيعية لأن إيران تتحرك كدولة تريد أن تحمي نفسها بقطع النظر عن المسألة الشيعية ولكنها تستفيد وتشجع الجانب الشيعي، ولذلك من الصعب جداً أن تكون هناك وحدة شيعية مرجعية على المستوى الديني أو السياسي.

رشا رسلان:
• ما هو تأثير الحوزات الشيعية في قُم والنجف على سياسة الشيعة في العالم العربي؟


أنا لا أعتقد أن الشيعة أصبحوا غير مخلصين لأوطانهم فالشيعة مشكلتهم أنهم مخلصون لأوطانهم أكثر من إخلاصهم لخصوصياتهم الذاتية


- أعتقد أن هناك مشكلة صراع بين النجف وبين قم، فالنجف كانت هي الحوزة الوحيدة والكبرى التي مضى عليها أكثر من ألف سنة. والتي تخرّج منها أكثر علماء الشيعة في العالم الذين كانوا يهاجرون إلى النجف، ولكن المشاكل التي أحاطت بحوزة النجف والتهجير الذي حصل من قبل صدام حسين وما إلى ذلك، أضعف حوزة النجف وبذلك استطاعت «قُم» التي كانت حوزة محدودة أمام حوزة النجف، استطاعت أن تتوسّع خصوصاً مع رعاية الدولة لها والتي أصبحت هي الحوزة الأولى الكبرى في العالم، بينما حوزة النجف لا تزال محدودة لا تملك الكثير من عناصر القوة.

حسن زراقط:
• في العراق يعتبر القادة السياسيون الشيعة، أن الحكومة التي تمثل الواجهة السياسية إنما هي تمثل المشروع الأميركي في العراق؟
ـ لا أتصور القضية كذلك، الحكومة العراقية تضمّ جماعة من الشيعة، جماعة من السنة، ولذلك فإنه من الطبيعي جداً أن أي حكومة داخل منطقة محتلة، لا يمكن أن تحصل على أيّ حرية في عملها. وهذا ما نعرفه في الحكومة العراقية فإنهم لا يملكون الكثير من الحرية لإدارة الواقع سواء في إدارة الواقع القانوني أم في الواقع الإداري في العراق.

هاني عبد الله:
• ثمة أكثر من مشكلة تواجه الواقع الشيعي، فهناك مشكلة يقال إن الشيعة غير مخلصين لكياناتهم الذاتية، وإنهم أصبحوا مستغرقين في مشاكلهم الذاتية على حساب الفهم الإسلامي العام كما يجري في العراق، الإشكالية الأولى: هل الشيعة مخلصون لأوطانهم وإلى أيّ مدى هم كذلك بمعنى أنه إذا أصبح هناك فتنة فنحن سنكون بعيدين عن السياسة.
- أنا لا أعتقد أن الشيعة أصبحوا غير مخلصين لأوطانهم فالشيعة مشكلتهم أنهم مخلصون لأوطانهم أكثر من إخلاصهم لخصوصياتهم الذاتية، ولكن كما قلنا فإن المسألة في العراق هي مسألة فوضى بحيث أنك لا تستطيع أن تميّز بين موقع وموقع آخر، لأن المشاكل الأمنية المطبّقة على الواقع الشيعي من جهة وعلى الواقع العراقي بشكل عام، وفقدان الخدمات الضرورية أو ما إلى ذلك أوجد القضية من قبيل الفوضى التي لا تستطيع أن تحدد فيها خطوطاً واضحة مستقيمة، الشيعة هم أكثر الناس إخلاصاً لوطنهم، والدليل على ذلك ثورة العشرين، والدليل على ذلك المقاومة الإسلامية في لبنان.

نعمت شاهين:
• السؤال الاول: سماحة السيد، حضرتك تحدثت عن تكفير الشيعة، من قبل السنة واستباحة قتلهم، وخاصة ما نراه في العراق من انتهاك للأماكن المقدسة، اليوم أين دور تجمع علماء المسلمين والأحزاب في ردّ هذه النقمة؟


أظن أن الشيعة لم يدخلوا السلطة من جهة الاحتلال الأميركي ولكن لأنهم الأكثرية


• السؤال الثاني: على مستوى لبنان، وفي ظل الأجواء السياسية المشحونة، هل يعتبر دور الشيعة اليوم في مرحلة ذهبية؟

- أما بالنسبة لقضية الفتاوى التي تكفر الشيعة والتي لا تزال موجودة فقد يستعمل العلماء السنة التَّقية من الشيعة في هذا المقام، أما بالنسبة لتجمع العلماء فيوجد نوعاً من أنواع المناخ النفسي الذي قد يُوحي ببعض الجوّ الإسلامي، ولكن تجمع العلماء المسلمين لا قوة له، كما أنه لم يدخل هؤلاء دخولاً فاعلاً قوياً في الواقع الشيعي، أما أن يُقال بأنّ الشيعة يعيشون في فترة ذهبية فأظن أن هذه الفترة فيها شيء من النحاس والفضة والذهب والألماس، ليس هناك ذهب خالص في هذا المجال.

محمد شري:

• البعض يقول إن موقف الشيعة في العراق واستلامهم السلطة عن طريق الاحتلال الأميركي، أساء للموقف الشيعي العام؟
- أظن أن الشيعة لم يدخلوا السلطة من جهة الاحتلال الأميركي ولكن لأنهم الأكثرية، فمثلاً رئاسة الوزراء أصبحت للشيعة، حيث كانت من قبل لأياد علاوي، بعد ذلك أصبحت بيد الجعفري، بعدها بيد المالكي، ومن جهة فإن كتلة الائتلاف هي أقوى الكتل في المجلس النيابي، ولذلك انطلقت بطريقة ديمقراطية، كما أن الحكومة التي تتألف من وزراء، فيها سنة وشيعة، وأكراد، ولذلك فإننا نلاحظ أن رئيس الجمهورية كردي، ووزير الخارجية كردي، ونائب رئيس الوزراء سني، فلذلك ليس هناك حكومة شيعية إلا من خلال إذا ما اعتبرنا العراق مثل لبنان، بطريقة طائفية، لأن المعارضة مثلاً تتكلم عن السنيورة مع أن الحكومة اللبنانية حكومة ائتلافية، والمعارضة أيضاً ائتلافية، ولذلك ليس الشيعة هم الذين يحكمون العراق بشكل أساسي، بل إن هناك الكثير من المواقع الكبرى في العراق بشكل أصبحت بيد السنة.

توقيع : عاشق الزهراء
من مواضيع : عاشق الزهراء 0 ميزات الرجال
0 روايات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حول الصحة
0 التوسل بأبو الفضل العباس وليلة مولده الشريف
0 أعمال شهر شعبان
0 فضائية قطرية جديدة للاستشارات العائلية
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:02 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية