قرأت هذا الموضوع وأعجبني وأحببت أن يستفيد منه الجميععددهم قليل لكنهم كرماء*« »يشعرون بالاشياء عن بعد*« »يضحون بحياتهم دون ان* يطرحوا اسئلة عن ذلك*« ترى من تكون هذه المخلوقات* غير العادية التي* منحت حاسة سادسة عجيبة وروحا مذهلة للتضحية؟ انهم الاصدقاء كما هم او كما نود ان* يكونوا*.
هل* يتصف أصدقاؤنا بالكمال؟ لماذا لا نفتأ نثني* عليهم؟ ما من شك اننا نفعل ذلك لاننا لا نستطيع الاستغناء عنهم في* تكويننا*. فهم* يسمحون لنا منذ الطفولة بالنمو من خلال ايجاد مواضيع حميمة خارج أسرنا*. وعندما نبلغ* سن الرشد،* تساعدنا هذه الصلات الانتقائية على تعزيز نرجسيتنا دون المراهنة على علاقات الحب*. اننا لا نستطيع اختيار اسرنا،* لكن* يمكننا اختيار الاصدقاء،* فرابط الصداقة كما* يقول العالم النفسي* »جون ميزونوف*« يسهم في* اثبات الذات*.
اذا كنا نقول ان الصداقة الحقيقية لها اهمية قصوى في* حياتنا الشخصية،* فاننا نرجو من كل علاقة فائدة معينة*.
واذا كنا نحتاج الى صديق* يرافقنا خلال سهرة فنية،* وآخر نتحدث له عن أسرار حياتنا،* وثالث* يسدي* لنا النصح،* فاننا سنكون أمام خمسة انواع من الاصدقاء تختلف كفاءاتهم ووظائفهم*. هذه الوظائف والكفاءات قد تتجسد في* شخص واحد،* لكن ما نفضله اكثر في* صداقتنا هو تنوع الاشخاص الذين نلتقي* بهم،* اذ من خلالهم نبحث عن الراحة والمجازفة،* عن المعلوم والمجهول،* مما* يسمح لنا بتجاوز حاجاتنا المتناقظة*.
وفيما* يلي* الانواع الخمسة من الاصدقاء كما وردت في* مجلة بسيكولوجي*
صديق التكافل
نسعى من خلال التئامنا بالآخر الى الاحتماء من عزلتنا الوجودية*. اذ* يعتبر صديق التكافل الأنا الآخر ومرآة الذات*.
وهنا تقول الطبيبة النفسية* »جونيفييف لوفيبير ديكودان*«: »لقد* غيرت صداقتي* بـ* »مارثا*« حياتي* جذريا*. فهي* تمنحني* احساسا بالامان لا تستطيع اسرتي* ان تشعرني* به*. ففي* صداقة التكافل،* كما* يقول العالم النفسي* »باتريك استارد*« »نلتمس الطمأنينة،* وهي* علاقة ذات ميولات خاصة تبنيها روابط تبدو دائما دائمة ولا تقبل التفسير،* حيث نختزل العالم كله في* الآخر*« وهكذا* يبدو العالم اقل خطورة اذا نحن واجهنا اخطاره جميعا*.
صديق موضع الثقة
تقدم هذه الصداقة فرصة ثمينة تجعلنا لا نؤاخذ بعضنا البعض،* ونتكلم بصراحة لا تعتريها كل مظاهر الشك والنقصان*. فالصديق الحق،* في* نظر ميزونزف* » هو ذلك الشخص الذي* نستطيع ان نأتمنه أسرارنا* «. وبقدر ما تبين الأبحاث أننا نسامح أصدقاءنا كثيرا،* فإننا ننتقل من صداقة الصرامة الى صداقة الشراكة وهكذا نقبل ملاحظات من أصدقائنا ولا نقبلها من* غيرهم،* اذ* يقول الطبيب الفرنسي* »برنارد جيبيروفيتش*« انه* »يمكن ان* يكون الاصدقاء مخاطبين نأتمنهم اسرارنا لان المخاطر المترتبة عن ذلك تكون اقل مما هي* في* الحياة الزوجية او الاسرية*«.
فهم* يعبرون عن أراء* غير مغرضة وموضوعية* »ويبقى الصديق موضع الثقة من لا* يحاسبنا ولا* يكلمنا بلغة الخشب*... من قد تجرحني* صراحته*«.
الصديق التقليدي
غالبا ما* يكون الصديق التقليدي* صديق الطفولة*. نستطيع برفقته ان نقلب الذكريات وان نعيش الطفل الذي* كناه فيما قبل*. في* هذا السياق* يقول باتريك استاردس ان الحفاظ على اصدقاء الطفولة* يعني* الحفاظ على درجة القربى العائلية ونظام الماضي*. وهي* طريق تسمح لنا أن نقول* »ابي* وأمي،* كنتما حقا افضل الاباء بالنسبة لي* أما اذا مررنا بطفولة فظيعة،* فاننا نادرا ما نحتفظ باصدقاء من هذه الفترة*«.
صديق التعزية
هذا الصديق* يسمح لنا باعادة سيناريوهات الطفولة،* لكن دون حصول الغيرة التي* تشكل في* الغالب جزءا مهما من علاقة الاخوان والاخوات*. ويمثل ايضا الشخص الذي* يمنحنا كل ما نفتقد اليه،* ويسمح لنا بعلاج جراح الطفولة*. ويتيح لنا تسوية خلافاتنا العائلية*.
الصديق المنفتح
قد* يكون الصديق المنفتح شخصا مثقفا نستطيع من خلاله ان نوقظ ذكاءنا،* وان ننظر الى الكون نظرة مختلفة وان نكتشف عوالم اخرى*. فهو* يفتح لنا عوالم اخرى*. فهو* يفتح لنا افاقا على العالم من خلال نمط عيشه واصدقائه،* ويكون السبب وراء انفتاحنا الروحي،* واختيارنا وجهة حياتية مختلفة*. ويمثل الفرد الذي* كنا نود ان نصبح لو ان ظروف الحياة كانت مختلفة،* ويحملنا على اختلافنا وصدى مساءلة الذات،* ويضعنا على سكة مختلفة لكن شريطة ان* يبقى اختلافنا مصدر الاغتناء،* لا مصدر سوء التفاهم