ام سلمه تذكر عائشه في حكم الخروج على الامام علي (عليه )
بتاريخ : 06-02-2008 الساعة : 04:11 PM
أم سلمة تُذكّر عائشة
فقد روى كثير من أعلام السنه محدثيهم وكبار علمائهم ومنهم :
ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ج6/217 ، ط دار إحياء التراث العربي روى عن أبي مخنف ـ لوط بن يحيى الأزدي ـ قال : جاءت عائشة إلى أم سلمة تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان...
فقالت أم سلمة : إنك كنت بالأمس تحرضين على عثمان و تقولين فيه أخبث القول ، و ما كان اسمه عندك إلا نعثلا ، و إنك لتعرفين منزلة علي بن أبي طالب عند رسول الله (ص) أ فأذكرك ؟ قالت : نعم ، قالت : أ تذكرين يوم أقبل (ص) و نحن معه ، حتى إذا هبط من قديد ذات الشمال ، خلا بعلي يناجيه فأطال ، فأردت أن تهجمي عليهما ، فنهيتك ... فعصيتني ، فهجمت عليهما ، فما لبثت أن رجعت باكية ، فقلت : ما شأنك ؟ فقلت : إني هجمت عليهما و هما يتناجيان فقلت لعلي : ليس لي من رسول الله إلا يوم من تسعة أيام ، أ فما تدعني يا ابن أبي طالب و يومي !
فأقبل رسول الله (ص) علي و هو غضبان محمر الوجه ، فقال : ارجعي وراءك ! و الله لا يبغضه أحد من أهل بيتي و لا من غيرهم من الناس إلا و هو خارج من الإيمان !
فرجعت نادمة ساقطة ! قالت عائشة : نعم أذكر ذلك .
ويتابع ابن أبي الحديد رواية أبي مخنف في تذكير أم سلمة لعائشة قالت : و أذكرك أيضا.. كنت أنا و أنت مع رسول الله (ص) و أنت تغسلين رأسه ، و أنا أحيس له حيسا ، و كان الحيس يعجبه ، فرفع (ص) رأسه ، و قال : يا ليت شعري ، أيتكن صاحبة الجمل الأذنب ، تنبحها كلاب الحوأب ، فتكون ناكبة عن الصراط ؟! فرفعت يدي من الحيس ، فقلت : أعوذ بالله و برسوله من ذلك . ثم ضرب (ص) على ظهرك ، و قال : إياك أن تكونيها !! إياك أن تكونيها يا حميراء ! أما أنا فقد أنذرتك !
قالت عائشة : نعم أذكر هذا .
قالت : و أذكرك أيضا ... كنت أنا و أنت مع رسول الله (ص) في سفر له و كان علي يتعاهد نعلي رسول الله (ص) فيخصفها ، و يتعاهد أثوابه فيغسلها ، فنقبت له نعل ، فأخذها يومئذ يخصفها ، و قعد في ظل سمرة ، و جاء أبوك و معه عمر، فاستأذنا عليه (ص) فقمنا إلى الحجاب ، و دخلا يحادثانه فيما أراد ، ثم قالا : يا رسول الله ! إنا لا ندري قدر ما تصحبنا ، فلو أعلمتنا من يستخلف علينا ، ليكون لنا بعدك مفزعا .
فقال (ص) لهما : أما إني قد أرى مكانه ، و لو فعلت لتفرقتم عنه ، كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران .
فسكتا ثم خرجا ، فلما خرجنا إلى رسول الله (ص) قلت له ، و كنت أجرأ عليه (ص) منا : من كنت يا رسول الله مستخلفا عليهم ؟
فقال (ص) : خاصف النعل ، فنظرنا فلم نر أحدا إلا عليا ، فقلتِ : يا رسول الله ، ما أرى إلا عليا . فقال : هو ذاك . فقالت عائشة : نعم أذكر ذلك .
فقالت أم سلمة : فأي خروج تخرجين بعد هذا ؟!
فقالت : إنما أخرج للإصلاح بين الناس ، و أرجو فيه الأجر إن شاء الله .
فقالت : أنت و رأيك ، فانصرفت عائشة عنها .
فاعلموا ! ان عائشة ما كانت ناسية مكانة الإمام علي (ع) عند رسول الله (ص) ومنزلته منه ، بل خرجت عالمة عامدة ، ذاكرة للحق ، داعية للباطل ، عازمة على الحرب والفتنة . وهدفها وغرضها إفساد الأمر على أبي الحسن أمير المؤمنين (سلام الله عليه ) ، وهي تعلم أنه أحق الناس بالأمر وأولاهم بالخلافة للنص الأخير الذي ذكرتها به أم سلمة ( سلام الله عليها ) .
فإن حديث خاصف النعل الذي رواه كثير من أعلام السنه بطرق عديدة صريح في تعيين رسول الله (ص) عليا للخلافة والإمامة .
لذلك نحن نعتقد بدليل هذا الحديث وعشرات الأحاديث الصحيحة من نوعه وبأدلة ثابتة من الكتاب الحكيم ، بأن عليا (ع) هو الإمام المفترض الطاعة بعد رسول الله (ص) ، وهو خليفته بلا فصل ، ولكن مناوئيه وحاسديه غصبوا مقامه وأخروه بدسائس ومؤامرة شيطانية وعينوا أبا بكر للخلافة من غير نص ولا إجماع ، فإن النزاع كان قائما في السقيفة من جراء ذلك جراء ذلك الانتصاب ، والكل يعلم بأن سيد الخزرج سعد بن عبادة كان مخالفا لخلافة أبي بكر إلى آخر عمره وتبعه كثير من قومه . وكذلك الهاشميون كانوا مخالفين ، وبعد خلافة أبي بكر جاء عمر بن الخطاب بانتصاب وتعيين من أبي بكر ، فلا إجماع ولا شورى ! و مخالفة طلحة وجمع آخر من الصحابة لتعيين عمر وانتصابه للخلافة ، وأما عمر فقد أبدع طريقا آخر لتعيين خليفته ، إذ عين ستة نفر من الصحابة فيهم علي (ع) وعثمان ، وأمر أن يختاروا من بينهم أحدهم ، فإذا لم يتم الوفاق على أحد منهم خلال ثلاثة أيام ، أصدر حكم إعدامهم وقتلهم !! وقد آل الأمر إلى عثمان .
فنحن نعتقد أن هذه الطرق المتناقضة في تعيين الخلفاء الثلاثة ، قبل الإمام علي (ع) ، كلها طرق غير مشروعة ما سنها الله ولا رسوله لأنا لو فرضنا بأن النبي (ص) قال : " لا تجتمع أمتي على خطأ " فلم يلحظ إجماع الأمة في هذه الطرق الثلاثة ، ولكن خلافة الإمام علي (ع) امتازت بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة .
ومن الذين لم يبايعوا فاطمة الزهراء (ع) وهي سيدة نساء المسلمين بإجماع الأمة ، ما بايعت لابي بكر بل ماتت وهي ساخطة وناقمة ، وهذا يكفي لبطلان الإجماع الذي تدعوه .
فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي و لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم و أنتم لا تشعرون}
والسلاااااااااااااام على من اتبع الهدى .
تحياتي ............. لبيك داعي الله .
التعديل الأخير تم بواسطة لبيك داعي الله ; 06-02-2008 الساعة 04:13 PM.