صبيحة الأربعاء الثاني والعشرين من شباط /فبراير من العام الفين وستة كان الحدث جللاً في مدينة سامراء العراقية..
فزمرة من صناع الفتن تقتحم فجراً المقام الشريف لحفيدي رسول الله (ص) الامامين علي الهادي والحسن العسكري وتزرع فيه عبواتٍ ناسفة وتفجرها لتحيل قبة المرقد الى هيكل من الركام وتلحق اضراراً هائلة في ارجائه.
وقعُ الجريمة كان مُهْولاً وأرجع صداً واسعاً جداً من السخط والادانة من شيعة العراق وسنته ومن دول العالم الاسلامي ومختلف دول العالم، لكن موجة الاحتقان الداخلي في العراق عَلَتْ على ما عداها من محاولات التهدئة فوقع المحظور وكان لمخططي الاعتداء ومنفذيه ما اردوا.
موجة العنف التي تلت تفجيرَ المرقد المقدس راقت لمنفذي الجريمة فكرروا الفعلة منتصف حزيران/يونيو من العام الفين وسبعة والهدف كان مئذنتي المقام المقدس اللتين هوتا من عليائهما لتواسي حجارتُهما حجارة القبة الذهبية المتناثرة على الارض.
بعد عامين على الاعتداء الآثم الأول في سامراء بدأت رسمياً عملية اعادة اعمار المرقد الشريف على مرحلتين.
الأولى تشمل عمليات تنظيف الركام وتجميع القطع الذهبية والأثرية وحفظها، يشارك فيها مئات العمال من أرجاء العراق كافة من أربيل وبغداد والنجف الأشرف وطبعاً من سامراء في رسالة معبرة بأن أهل المدينة لم يغيروا مشاعر المودة تجاه حفيدي رسول الله (ص) وهم الذين احتضنوا مرقدهما منذ ما يزيد على ألف ومئتي عام.
مرحلة العمل الثانية تشمل اعادة الاعمار وتتولاه شركة تركية متخصصة في فن العمارة الاسلامية ستعمل تحت اشراف منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "الاونيسكو" التي ادرجت المقام الشريف في لائحة الآثار العالمية.
أما التمويل فله طابعه الخاص حيث قررت حكومة بغداد أن الهبات الدولية التي قُدمت لاعادة بناء المقام ستخصص لتأهيل مدينة سامراء بمبلغ يزيد على خمسين مليون دولار. أما شرف الإنفاق على اعادة اعمار المرقد الشريف فتم حصره بأبناء الشعب العراقي.