5ـ لك أن تقول أن الإفراد أو مراعاة اللفظ إنما كان ليفهم روحي فداه أنهما في الحقيقة شيءٌ واحدٌ وأنه لا يصح الفصل بينهما فهي على حد كقوله تعالى مثلا { والله ورسوله أحقّ أن يرضوه} ولم يقل يرضوهما لذلك وهذا أقوى في الدلالة على أهمية أهل البيت وضرورة الأخذ عنهم عليهم السلام والتمسك بهم فتنبه يرحمك الله ويقيل عثرتك فما زعمه الدمشقية قرينة على مراده هو دليلٌ صارخٌ على ما نريد!!!! والحمد لله على نعمة الهداية والتمسك بتعليم رسولنا الأكرم وامتثالنا لأمره صلوات الله عليه وآله.
هـ- قال ابن حجر في الصواعق في معرض الكلام على الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم (وعطف الأزواج والذرية على الآل في كثير من الروايات يقتضي أنهما ليس من الآل وهو واضح في الأزواج) (38)
و – قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( أول من يلحقني من أهل بيتي أنت ِ يا فاطمة وأول من يلحقني من أزواجي زينب )) . (39) دليل على وجود الفرق بين أهل البيت والأزواج و أنهن لسن من أهل البيت كما هو واضح .
14ـ اختلاف الضمائر في السياق تذكيراً أو تأنيثا ً إذ كانت قبل آية التطهير بضمير المؤنث وهو نون النسوة ( ... كنتن ... تردن ... وقرن ... ) ثم أصبحت الضمائر عند الخطاب بالتطهير بضمير جمع المذكر ( عنكم ) و ( يطهركم ) ثم عاد بعدها السياق إلى الخطاب بنون النسوة ( واذكرن ... في بيوتكن ... ) وذلك يدل بوضوح على أن المخاطب بالتطهير غير المخاطب بنون النسوة ( علماً أن الخاطب بضمير نون النسوة كان لعشرين مرة) وتوجيه الاختلاف في الضمائر بالقول بالتغليب فاسد جدا ً لأنه إنما يصار إليه حيث لا يحرز عدم الخصوصية لأي من الطرفين أو الأطراف عند المتكلم وأنه يريد شمول الحكم أو الدلالة للجميع ناصبا ً قرينة دالة على إرادة التغليب وفي المورد لسنا فقط لا نحرز إرادة شمول الحكم والدلالة للأزواج أي الزوجات بل الدلائل والشواهد والقرائن على بطلان القول بالتغليب المزعوم واليك بعض منها:
1ـ الروايات المصرحة باختصاص وانحصار المراد من أهل البيت بأصحاب الكساء وخروج الزوجات .
2ـ وجود المباينة في لون الخطاب في الآيات المباركة كما تقدم مضافا ً إلى إشكاليات صحة إطلاق أهل البيت عليهن وغير ذلك من القرائن التي لا يمكن حصرها و تعدادها .
3 – ثم التغليب سماعي لا قياسي عند جمهور النحاة و من رأى أنه قياسي ( وهم القلة القليلة من النحاة ) فقد اشترطوا ما يلي :ـ
1- وجود قرينة دالة على التغليب .2- أن لا يُوقع التغليب في لبس (40) وعليه فالقول بالتغليب من الناحية النحوية ها هنا فاسد إجماعاً لوقوع اللبس وعدم وجود القرينة الدالة بوضوح على إرادة التغليب .
5 - ثم إننا لو قلنا بالتغليب لتبقى وحدة السياق فإن ذلك يقتضي دخوله صلى الله عليه وسلم في السياق أو الخطاب السابق واللاحق لآية التطهير فيكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم مأموراً بالقرار بالبيت وعدم التبرج ... وهو واضح الفساد للقطع بعدم دخوله فالسياق إذاً مختلف وهو المطلوب .
6ـ و القول بالتغليب يقتضي أن التطهير استعمل على نحوين مختلفين تمام الاختلاف إذ لم يكن تطهيره صلوات الله عليه وآله وسلم بمثل تلك الأوامر قطعاً أعني عدم التبرج ..... كما هو الحال في نسائه وهذا ممنوع وإن جاز فيحتاج إلى دليل وأين الدليل؟؟؟
احتراز// امتنع جريان التغليب في حق الزوجات ( زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ) لما تقدم و ما سيأتي لا يمنع بالضرورة من جريانه في حق الزهراء عليها السلام لعدم وجود الموانع السابقة في حق الزوجات و لتظافر الأدلة وتكاثر القرائن على إرادة هذا التغليب ( كأحاديث الكساء وأحاديث الوقوف على باب الزهراء عليها السلام وغيرها مما أعجز عن حصره أو ذكر أكثره ) فانتبه .
15ـ ثم الخطاب في حقيقته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا لنسائه إذ يقول الله سبحانه وتعالى " يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها ... " (41) وما بعدها أيضاً مقول القول أي يا أيها النبي قل لأزواجك " وإن كنتن تردن الله ورسوله ..." (42) وما بعدها كذلك أي : " يا أيها النبي قل لأزواجك ومن يقنت منكن لله ورسوله ... " (43) وهكذا فيما تبقى وتستمر الآيات إلى أن تقول :" إذ تقول للذي أنعم الله عليه ... " (44) وقد حذفت جملة " يا أيها النبي قل لأزواجك " لدلالة ما قبلها عليها . ولك أيضاً تخريج ذلك على الالتفات أو على أنها جملة اعتراضية وهذا وارد في القرآن الكريم والكلام العربي كثيراً شعراً ونثراً" (45) ومثاله في القرآن الكريم قوله تعالى { حرمت عليكم الميتةُ والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به و المنخنقة و الموقوذة والمتردية و النطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسوقٌ ( ثم قال ) اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً( ثمَّ رجع ) فمن اضطرَّ ( إلى تناول تلك المذكورات سابقاً) في مخمصةٍ غير متجانفٍ لإثم فإن الله غفور رحيم } ثم أن نظم القرآن الكريم لم يجري على أساس من التسلسل الزمني بحسب النزول " فرب آية مكية وضعت بين آيات مدنية وبالعكس فضلاً عن إثبات أن الآيات المتسلسلة كان نزولها دفعة واحدة ... والظاهر من روايات أم سلمة وهي التي نزلت في بيتها هذه الآية أنها نزلت منفردة كما توحي به مختلف الأجواء التي ترسمها رواياتها لما أحاط من جمع أهل البيت وإدخالهم في الكساء ومنعها من مشاركتهم في الدخول إلى ما هنالك من القرآن .
وأخيراً إن نفس الخطاب في السابق واللاحق لآية التطهير خطاب عادي لا يدل على أي تميز . – ليس فيه ذلك التميز البارز والباهر الموجود في آية التطهير كما تقدم ، ثم أن السياق لا يكافئ الأدلة لو قلنا بدلالة السياق على ما يزعمون وقد وضوح بطلان دلالة السياق على ذلك .
16ـ منع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كل أسلوب أو وسيلة قد تستغ
ل للتزييف و التحريف من خلال أسلوب علمي وعملي إذ قد بقى ستة أشهر كلما خرج إلى الصلاة يأتي باب فاطمة عليها السلام و يقول الصلاة يا أهل البيت ثم يقرأ الآية (46) . و قيل 19 شهراً و بعضها نجدها لم تحدد وقتاً و بعضها إلى وفاته صلى الله عليه و آله وسلم ، وسبق وارد هنا أعني حادثة الكساء وووو وهو صلوات الله عليه و آله وسلم أعرف من كل أحد بالقرآن و مراداته و معانيه و إشاراته ومراميه و هو المرجع والملاذ إذا اشتبهت الأمور .
17ـ الألف واللام في كلمة ( البيت) في الآية الشريفة عهدية ومما يؤكد كونها كذلك الروايات من قبيل روية الإمام أحمد بن حنبل من أن أم سلمة قالت : (كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيتي وكنت في مخدعي إذ نزلت آية التطهير فأدخلت رأسي في البيت (تأمل كلمة البيت فيها) فقلت : أنا معكم يا رسول الله ؟؟..) ج1 ص 177 ح2657 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج3 ص 492 وكما في رواية جابر بن عبد الله ( نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليس في البيت إلا فاطمة والحسن والحسين وعلي (ثم قرأ آية التطهير) فقال النبي : اللهم هؤلاء أهلي ) فالألف واللام في كلمة( البيت ) للعهد أي البيت الذي اجتمعوا فيه بدلالة الرواية ولذلك ترى الآيات التي سبقت آية التطهير أو لحقتها جاءت بصيغة الجمع المحلى بنون النسوة (( بيوتكن)) وهذا شاهد آخر يؤكد هذه الحقيقة ولو كان المراد مجرد بيت السكنى لم يكن لطلب أم سلمة وغيرها الدخول تحت الكساء أي معنى و لو كان كذلك فلماذا خصوا الآية بنسائه والبيت يسكنه غيرهن أيضاً ؟؟؟!!!!! .
18ـ الأحاديث الصريحة التي تحصر أهل البيت في الخمسة عليهم السلام (أخرج أحمد بن حنبل عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت في خمسة ، النبي و علي وفاطمة و الحسن والحسين عليهم السلام و أخرجه ابن جرير مرفوعاً بلفظ أنزلت هذه الآية في خمسة فيَّ وعلي وفاطمة و الحسن والحسين و أخرجه الطبراني(47) ومن مصادر حديث أبي سعيد مضافاً إلى ما سبق الحاكم في المستدرك وصححه والذهبي كما في تلخيص المستدرك ج 3ص146 وصححه و ابن أبي حاتم كما في الدر المنثور الذي بهامشه تفسير ابن عباس المجلد الخامس ط دار المعرفة بيروت وجامع البيان في تفسير القرآن للطبري المجلد العاشرة ج22ص5 ط دار المعرفة بيروت لبنان وكشف الأستار عن زوائد البزار ...تأليف نور الدين الهيثمي ج3 ص221 ح2611 والبزار في زوائد المسند ج2 ص 332 ح 1962 وابن عدي في الكامل ج 7 ص 204 برقم 1602و الأنوار المحمدية من المواهب اللدنية ليوسف النبهاني ط مؤسسة عز الدين ج2ص134 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج1 ص107 و وشواهد التنزيل للحسكاني ص482 ح659 و660 وتفسير ابن كثير ط دار الفكر بيروت ج 3م ص486 وينابيع المودة ج2 ص118 وقال أخرجه احمد و الطبراني وابن جرير وذخائر العقبى لمحب الدين الطبري ط دار الباز مكة المكرمة ص24 ومجمع الزوائد للهيثمي المجلد الخامس الجزء التاسع ص167 ط دار الكتاب العربي وفي بعضها 169 وقال رواه أحمد و البزار والإحسان في تقريب صحيح ابن حبان تأليف علاء الدين علي الطبعة الأولى المجلد 15 ط ص432و433 ح 6976 وكتاب حياة فاطمة ص24 ومحمد علي البار في كتابه الأمم الرضا ورسالته في الطب النبوي ط دار المناهل ص16 وأبو بكر القاضي في المجالسة ج 8 ص 287 ح 3554 وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ج9 ص264ح14977 وأبو الحسن علي بن أحمد النيسابوري الواحدي في الوسيط مخطوط والعلامة علي بن سلطان محمد القارئ في مرقاة المفاتيح ج 11 ص 371 ط ملتان والعلامة باكثير الحضرمي في وسيلة المآل ص76 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق والشيخ محمد رضا المصري المالكي أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول المتوفى قبل سنة 1372 بقليل في كتابه الحسن والحسين سبطا رسول الله ص 6 ط دار الإحياء الكتب العربية بالقاهرة والمعجم الأوسط ج2ص491 ح 1847وج4ص272 ح3480 مع تفاوت وفي المستدرك للحاكم :حدثني أبو الحسن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني حدثنا جدي : حدثنا أبو بكر بن شيبة الحزامي حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي طالب عن أبيه قال : لما نظر رسول الله إلى الرحمة هابطة قال : ادعو لي فقالت صفية من يا رسول الله؟؟ فقال أهل بيتي علياً وفاطمة والحسن والحسين فجيء بهم فألقى عليهم كساءه ثم رفع يديه ثم قال : اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد وآل محمد وأنزل الله عز وجل {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} ثم قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه ج3 ص 147 من كتاب المعرفة وقال ابن عساكر الشافعي أخو ابن عساكر المشهور في كتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين ص 105و 106ح 36 ذكر ما ورد في فضلهن جميعاً ( .... إنك إلى خير إنك من أزواج رسول الله قالت : وأهل البيت رسول الله وعلي والحسن والحسين ) وقال هذا حديث صحيح وأخرج أبو يعلى أيضا عن أم سلمة بسند جيد رجاله ثقات ج 12 ص 313 ح 6888 مسند أم سلمة ( لا خلاف في رجاله سوى عطية وقد وثقه ابن حبان ) والحديث هو { .... ثم قال هؤلاء أهل بيتي إليك لا إلى النار قالت أم سلمة : فقلت : يا رسول الله وأنا منهم قال : لا وأنت على خير } وهناك أحاديث تصب في نفس المضمون من قبيل ما أخرجه البيهقي ج7ص65 باب دخول المسجد جنباً من كتاب النكاح { .....وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين }وما أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ج4ص479ح3811 في من اسمه علي وما أورده الشعراني في كتاب كشف الغمة ج1ص219 فصل في الأمر بالصلاة على النبي ط مصر 1327المطبعة الميمنية وفي المقابل وردت أحاديث تخرج نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل البيت كما هو مروي عن أم سلمة و عائشة(48) و زينب (49) ).
19ـ خصّهم بالدعوة و وضع الكساء بتلك الكيفية المثيرة والغريبة و تكرار ذلك (50) و الوقوف على بابهم وخطابهم بالآية الشريفة طيلة تلك الفترة كلما أراد الخروج إلى الصلاة وكونه لم يقل (من) أهل البيت بل (أهل البيت ) ثم تعريف الطرفين (المبتدأ والخبر) في حديث الكساء الأول بالإشارة (هؤلاء) و الثاني بالإضافة (أهل بيتي) في قوة الحصر ويرى بعضهم دلالته على الحصر كما قاله السيوطي في الإتقان عند عرضه لطرق الحصر قال {العاشر : تعريف الجزأين ذكر ذلك الإمام فخر الدين في نهاية الإيجاز أنه يفيد الحصر حقيقة أو مبالغة } ج2 ص 67ط دار المعرفة الذي طبع بهامشه إعجاز القرآن للباقلاني و يزيد ذلك قوة و تأكيداً اسم الإشارة (هؤلاء) لما فيه من الدلالة على التعين والتحديد .
20ـ لم تدع أي من زوجات النبي شمول الآية الشريفة لهن فضلاً عن نزولها فيهن بالخصوص مع الحاجة الماسة لدعم مواقفهن السياسية بل قد روين نزولها في خصوص أهل الكساء عليهم السلام كما فعلت أم سلمة وعائشة و زينب ونفين نزولها فيهن وإذا كانت أم سلمة رضوان الله عليها تفخر بأن الحدث كان في بيتها أما كان الأجدر أن تفخر بأنها إحدى من نزلت فيهن الآية؟؟؟!!! ولكن هذا لم يحدث من أم سلمة لعلمها بعدم دخولها في مدلول الآية الشريفة .
21ـ تراه صلى الله عليه وآله وسلم دائماً يعبر عن هؤلاء بالخصوص بأنهم (أهل بيته) في مختلف المواطن كما في حديث المباهلة الذي أخرجه مسلم و الترمذي و غيرهما عن عائشة : (... دعا علياً .... اللهم هؤلاء أهلي ) (51) و مثله حديث : (إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح …) (52) حيث اتفق العلماء و الرواة على أن المراد من أهل البيت في هذه الروايات الأئمة عليهم السلام لا زوجات النبي صلى الله عليه و آله و سلم لذا لم يخرجوها إلا في فضائلهم عليهم السلام هذا و هناك أحاديث كثيرة جداً تصب في هذا المضمون
أما ما قيل : عن عكرمة و ابن عباس ومقاتل بن سليمان من القول بنزولها في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو لا ينهض دليلاً على ما يزعمون لأنه :
1ـ اجتهاد مقابل النص إذ لم ينسبوا هذا الرأي إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
2ـ أن عكرمة من الخوارج و الناصبين العداءَ لأهل البيت عليهم السلام و هو مشهور بالكذب و قد أوثقه ابن عبد الله بن عباس لكثرة كذبه على أبيه و كان يتهم في أمر الصلاة و اللعب بالنرد و غير ذلك فراجع ترجمته (53) و الأمر نفسه تجده في مقاتل بن سليمان فهو كذاب فاسق فاجر (54) أما ما نسب إلى ابن عباس فهو عن طريق عكرمة و رواية عكرمة فاسدة كما تقدم
3ـ أنه قد روي عن ابن عباس ما يخالف ذلك ، و بسند أقوى و هو حديث اختيار الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله و سلم (... ثم جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً و ذلك قوله عز وجل " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيراً.." (55) بل وصرح به جلياً في رده على من وقع (طعن) في الأمام علي عليه السلام إذ صرح بحادثة الكساء وملابساتها ونزول الآية فيهم عليهم السلام وقد روى ذلك عنه النسائي في خصائص الإمام علي عليه السلام في صفحة 44 ط دار الكتاب الذي بذيله كتاب الحلي بتخريج خصائص على تصنيف أبي اسحق الحويني الأثري قال أبو اسحق الحويني الأثري في الهامش وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج 1ص 330و331 والطبراني في الكبيرج12 ص97ح 12593 والحاكم في المستدرك ج3 ص 132و133وأخرجه البزار{185/3} ومجمع الزوائد ج9 ص 109 وقال ورجال البزار رجال الصحيح غير أبي بلج وهو ثقة وغير ذلك من المصادر علماً أن الحديث مروي بعدة طرق ومن أراد المزيد حول هذا الحديث فعليه بمراجعة كتاب الحلي بتخريج خصائص علي رضي الله عنه لأبي اسحاق الحويني الأثري في صفحة 44 ط دار الكتاب العربي هذا و في لجوء و اضطرار عكرمة للمباهلة في الأسواق لإثبات مدعاه و مخالفة ما هو مسلم أو متسالم عليه عند أهل عصره من نزولها في أهل الكساء كما يشعر بذلك أيضاً قوله ((ليس بالذي تذهبون إليه إنما هو نساء النبي)) (56) ما يكشف عن مدى المعاناة التي يكابدها لإثبات رأيه و يؤكد الوضع و التزوير للحقائق و يظهر دخيلة أعداء أهل البيت و بعدها عن المنطق السليم . حتى جره هذا إلى القول بهذا الزعم الواهي جدا .ولا سيما أن في ثبوت نزولها في أهل الكساء إبطالا لمذهب الخوارج الذي هو واحد منهم
و قيل أن المراد بأهل البيت آل علي و آل عقيل و آل جعفر و آل العباس استناداً إلى قول زيد بن أرقم في حديث الثقلين ( ... و لكن أهله من حرموا الصدقة بعده و هم آل علي و آل عقيل ...) و قد سجل الكنجي الشافعي على هذا الحديث بعض المؤاخذات :-
1ـ (إن تحريم الصدقة ليس محصوراً بما بعد وفاته صلى الله عليه و آله وسلم . 2- ليس محصوراً في هؤلاء فبنو عبد المطلب يشملهم ذلك . 3- يخرج الرسول صلى الله عليه وآله و سلم و هو داخل بالاتفاق في آية التطهير ).
4- يضاف إلى ذلك أنه اجتهاد مقابل النص . 5- لو كان كلامه صحيحاً لكان على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يدخل آل عقيل وآل العباس وآل جعفر وغيرهم من أقاربه تحت الكساء ويمر على باب بيوتهم ويقرأ الآية الكريمة ولو على دفعات .6- أن زيد بن أرقم لم يكن في صدد بيان المراد من أهل البيت في آية التطهير وإنما في حديث الثقلين. 7- وكثير مما سبق وارد هنا .
تنبيه مهم :
وقد يسأل سائل ما سر إقحام أية التطهير بين الآيات التي تخاطب نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فنقول كان ذلك جرياً على الأسلوب البلاغي الرفيع الذي امتاز به الكتاب العزيز فإن في إقحام الآية المباركة لفتًا للأنظار للآية بالخصوص ، فإن النفس أشد التفاتاً لما غاير المألوف ومن هذا الباب كلمة ( الصابئون ) في قوله تعالى " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى ... " (57) حيث رفعت الكلمة ( الصابئون ) عطفا ً على محل إن واسمها أو على أنها مبتدأ على نية التأخير وخبره محذوف لدلالة خبر إن عليه والتقدير هو ولا هم يحزنون والصابئون كذلك أو غير ذلك من التوجيهات المذكورة في الكتب المطولة في إعراب القرآن الكريم وكان حقها أن تنصب عطفاً على اسم إن كقوله تعالى " إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله ... " (58) ومثلها الآية (15) من سورة وعليه قوله سبحانه وتعالى " و من أوفى بما عاهد عليهُ اللهَ ..." (59) بضم الهاء ( عليه ُ) بدل كسرها كما أن النفس أشد التفاتاً للون المغاير للون العام في اللوحة فتأمل !!! ولك أن تقول ليظهر الفرق بين المقامين ( مقام أصحاب الكساء ومقام زوجاته صلى الله عليه وآله وسلم ) بالمقارنة ، ولك أن تقول غير ذلك فالأسرار أكثر من أن تحصى .