السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله على إكمال الدين واتمام النعمة بولاية أمير المؤمنين عليه السلام
هذه قصة طريفة أرجو أن تنال اعجابكم
صديقان (أحدهما شيعياً والأخر سنياً)
الروح بالروح وزميلان في الدراسة لا يفترقان من أيام الابتدائية إلى المتوسطة إلى المرحلة الثانوية وهي مرحلة النضج والعقلانية والتفكر ، كل واحد منهما يريد الخير لصاحبه ويريد له الهداية إلى طريقته هما يعيشان في منطقة الأحساء حيث الاختلاط بين السنة والشيعة ففي بعض الأحياء تجد بيتاً سنياً بجانبه بيتاً شيعياً وهم يعيشون في محبة وسلام بحيث لا يثار النقاش العقائدي حيث يعيشون على الحكمة
(لكم دينكم ولي دين)
أما بطل قصتنا ذلك الشاب السني وصل به الحال مع صديقه الشيعي حيث أراد له الهداية (على حسب اعتقاده) فذات يوم جلس الصديقان لوحدهما فانتهز السني الفرصة وفتح نقاش
(السنة والشيعة) وجاء الحديث التالي (السني : س ، الشيعي : ش)
س :
صديقي وعزيزي يشهد الله أني احبك في الله ونحن لم نفترق منذ كنا في الابتدائية ونحن الآن في المرحلة الثانوية وأسأل الله أن لا يفرق بيننا إلا الموت وحتى بعد الموت لا نريد الافتراق ولكن كيف ؟ فحسب اعتقادي واعتقادك بأن أحدنا على هداية والآخر على ظلال وذلك استناداً إلى حديث رسول الله (ص) المعتمد عندنا وعندكم (ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعون فرقة كلهم في النار إلا واحدة في الجنة) والكل منا يعتقد أن فرقته هي الفرقة الناجية ، فإما أن تهديني إلى سبيلك أو أهديك إلى سبيلي .
ش :
(فرحاً ومغتبطاً بهذه المبادرة الطيبة) نعم أنت أخي وصديقي ، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتعقل والحوار الهادف وترك التعصب جانباً .
س :
ولكن من منا على الحق
ش :
لمعرفة ذلك عندي فكرة أرجو أن تنال اعجابك
س :
بسرعة ما هي
ش :
أن أختار لك مسجداً من مساجدكم السنية ونصلي فيه على أني واحد منكم وبعد الصلاة تقدمني إلى إمام المسجد وتقول له هذا صديقي وعنده بعض الأسئلة وسوف أقوم بسؤاله عدة أسئلة فإذا استطاع الاجابة عن كل أسئلتي بكل روية وبدون أي عصبية سوف أعلن تسنني ، والعكس عليك أن تختار أي مسجد من مساجد الشيعة ونصلي فيه على أنك واحد مننا وبعد الصلاة سوف أقدمك إلى إمام المسجد وعليك بسؤاله أي سؤال يخطر ببالك فإذا أقنعك بحجته عندها لا أجبرك بالتشيع بل تفكر بكل عقلانية
س :
إنها حقاً فكرة جيدة ، أيش رايك نجتمع اليوم بعد صلاة المغرب
ش :
ما عندي مانع حيث نصلي العشاء في مسجدكم وبعدها ثاني يوم نصلي المغرب في مسجدنا
س :
ماشي الحال
اجتمع الصديقان في الوقت المحدد وذهبا مع أذان العشاء إلى جامع كبير اسمه جامع أم القرى في نفس الحي وبعد انقضاء الصلاة تقدما إلى إمام المسجد وبعد التحية قام الصديق الشيعي بسؤال الشيخ السني وجاء هذا الحوار :
ش :
عندي عدة أسئلة يا شيخ أرجو الإيضاح من سماحتكم
الشيخ :
تفضل
ش :
ماذا تقول في حديث الغدير
الشيخ :
أي غدير عفاك الله
ش :
غدير خم يا شيخ
الشيخ :
ما سمعت فيه
ش :
غدير خم عندما رجع الرسول (ص) من حجة الوداع وفي الطريق أقام الرسول ومعه الصحابة قرابة مائة وعشرون ألف صحابي في مكان اسمه غدير خم ..
الشيخ :
مقاطعاً - هذا كلام الروافض ونحن لا نعتد به
ش :
هذا ليس كلام الروافض وحدهم بل معظم كتب السنة سجلوا تلك الحادثة
الشيخ :
مقاطعاً - هذا كله تلفيق على كتبنا وعلمائنا من الروافض وأنصحك بأن لا تقرأ الكتب القديمة
ش :
لم تطبع تلك الكتب إلا لقراءتها والاستفادة منها
الشيخ :
- بدأ يشيط غضباً - لا تجادل جزاك الله خير وخذ دينك من معلميك في المدرسة وبس
ش :
يعني يا شيخ ...
الشيخ :
مقاطعاً - خلاص خذت من وقتي الكثير وانصحك بأن لا تجالس الروافض ولا تكلمهم وتجنبهم ما استطعت لذلك سبيلا
بهذه الكلمات انتهت تلك المقابلة والأخ السني جالساً وكأن على رأسه الطير لا يحير جواباً مندهشاً مما حدث بينما على ابتسامة الرضا على محيا وجه الأخ الشيعي قائلاً لصديقه موعدنا غداً .
ذهب الأخ السني إلى فراشه وقد جفا النوم عينه وصورة الشيخ المهزوم لا تفارق خياله وفي المقابل وفي المقابل ابتسامة النصر على وجه صديقه الشيعي ، يالها من ليلة قضاها الأخ السني
الآن اترككم في حفظ الله ورعايته وسوف اكمل لكم القصة غداً