--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيعة موقفهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونظرتهم لهم هو موقف القرآن الكريم منهم ونظرته لهم إن القرآن الكريم يصنّف الصحابة إلى أصناف مختلفة فهو يتكلم عن السابقين الأوّلين والمبايعين تحت الشجرة والمهاجرين المهجّرين عن ديارهم وأموالهم ، وأصحاب الفتح ، إلى غير ذلك من الأصناف المثالية الذين يثني عليهم ويذكرهم بالفضل والفضيلة ، كما يذكر القرآن الكريم في مقابل هؤلاء مجموعات أخرى من الصحابة كالمنافقين المعروفين عند النبي صلى الله عليه وآله وسلّم الواضح نفاقهم عنده وعند المؤمنين وهؤلاء أنزل الله سبحانه وتعالى في حقهم سورة كاملة ذمّهم وفضحهم فيها وهي سورة المنافقون .
ومنهم – أي الصحابة – المنافقون المتسترون الذي لا يعرفهم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يقول تعالى عن هؤلاء في سورة التوبة في الآية 101 : { وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرّتين ثمّ يردون إلى عذاب عظيم } .
ومنهم ضعفاء الإيمان الذين إذا سمعوا أي نبأ دنيوي عن تجارة أو غير ذلك يسارعون إلى الخروج من المسجد والرسول الكريم قائمٌ خطيباً على المنبر يقول تعالى في سورة الجمعة الآية 11 : { وإذا رأواْ تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً } .
ومنهم من قال عنه تعالى : { سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم } الفتح : 11 .
ومنهم من قال عنه تعالى : { ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرماً ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء } التوبة : 101 .
ومنهم من قال الله في حقه : { يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهمّوا بما لم ينالوا } التوبة : 74 .
فقد أخرج البخاري عن أبي وائل قال : قال عبد الله : قال النبي صلى الله عليه وسلّم : ( أنا فرطكم على الحوض ، ليرفعن إليّ رجال منكم ، حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني فأقول : أي ربِّ أصحابي ! يقول : لا تدري ما أحدثوا بعدك ) (1) . (1) صحيح البخاري ج 9 ص 58 كتاب الفتن ، الباب الأول ، ج 8 ص 148 ، 149 كتاب الرقاق باب في الحوض.
وعلى هذا نحن نحب الصحابة الذين مدحهم الله في القرآن ونبغض من بغضهم الله في القرآن
(( تحياتي ))