زينب
حفيدة الرسول، المشعل الذي أنار الدرب للثائرين من أجل العقيدة.
زينب
ابنة علي، البطلة التي أجّجت الثورة في وجه الباطل، ومزّقت دنيا الظالمين.
زينب
بضعة الزهراء، التي تحمّلت المسؤولية كاملة بصمود وإخلاص في أداء الرسالة الخالدة.
وزينب
شقيقة الحسنين، التي شاركت في الدّور القيادي للدعوة وامتداد كلمتها.
نسبها
جدها لأمها, سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم, وجدتها لأمها عليها السلام, أم المؤمنين وزوجة الرسول الأمين السيدة خديجة بنت خويلد, وأمها السيدة فاطمة الزهراء بنت أكرم الخلق على الله تعالى, وأبوها الامام علي بن أبي طالب عليه السلام, وهي شقيقة السبطين الكريمين الحسن والحسين عليهما السلام, وعموها جعفر ابن أبي طالب المعروف بجعفر الطيار, وزوجها عبد الله بن جعفر, رضوان الله تعالى عليهم اجمعين.
ولادتها
كان ذلك في السنة الخامسة من هجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم الى المدينة المنورة حيث عاش بها عشر سنين ينشر دعوته الى الله تعالى, عندما كانت المدينة كلها وأهلها ينتظرون في شغف ولهفة ذلك المولود السعيد المرتقب, بعد أن قرت أعينهم بمولود السبطين الحبيبين الحسن والحسين عليهما السلام. وما أن وضعت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وليدتها الكريمة, حتى قالت السيدة أسماء بنت عميس زوجة جعفر بن أبي طالب وقد حملتها بين يديها: ـ يا ابنة رسول الله, انها شبيهة بك في جمال الخلقة وحسن التكوين, بل ان جمال النبوة لمجسم في هذه المولودة الصغيرة, وما أشبهها بأخيها الحسين. فحمدت الزهراء, الله تعالى وشكرته على نعمته, ثم جاءت بها الى أبيها الامام علي عليه السلام وقالت له: ـ سم هذه المولودة, فقال: ـ ما كنت لأسبق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وكان الرسول عليه الصلاة والسلام في سفر, فلما عاد صلوات الله وسلامه عليه, سأله الامام علي عليه السلام عن اسمها, فقال: ـ ما كنت لأسبق ربي تعالى. فهبط جبريل الأمين يقرأ السلام من الله تعالى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم, وقال له: ـ سم هذه المولودة زينب. ثم أخبره بما يجري عليها من المصائب, فبكى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال:"من بكى على مصائب هذه البنت كان كمن بكى على أخويها الحسن والحسين عليهما السلام". وقد تنبأ لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنها ستكون مولودة سعيدة طاهرة مباركة, وأنها ستكون من فضليات النساء المؤمنات من أمته. وأقبل المهنئون من بني هاشم والصحابة يباركون هذه الزهرة المتفتحة في بيت الرسول الكريم, تنشر في المهد عبير المنبت الطيب, وتلوح في طلعتها المشرقة ووجهها الصبيح ملامح آباء وأجداد لها كرام. سماها جدها صلى الله عليه وآله وسلم باسم خالتها زينب, كبرى بناته من أم المؤمنين السيدة خديجة رضوان الله تعالى عليها, والتي كانت محببة اليه. درجت الوليدة المباركة زينب ابنة الزهراء والامام علي رضوان الله تعالى عليهم اجمعين, في بيت النبوة, ونشأت نشأة كريمة طيبة يرعاها الله تعالى برعايته, ويحوطها جدها العظيم وأبواها بعنايتهم وشفقتهم, فلقيت في صغرها حنان جدها صلى الله عليه وآله وسلم وحدب ابيها ورؤومة امها عليها السلام , حتى اذا ميزت وانطلق لسانها, أخذ أبوها يعلمها ويثقفها ويهذبها, شأنها في ذلك شأن كل من درج وترعرع في بيت النبوة, فلقنها العلم والحكمة والخلق والدين والفقه والأدب, ورواها الأحاديث والاخبار, وبث فيها من روحه الاعتداد بالنفس والشجاعة والاقدام وقوة اليقين, فتهيأ لها العقل الراجح والرأي الناصح وقوة الجنان والثبات والايمان. فالسيدة الزينب عليها السلام قد نشأت وترعرعت في مثل هذا البيت الكريم. فهي من شجرة النبوة المباركة التي آتت أكلها والتي أصلها ثابت وفرعها في السماء. فقد نشأ الاسلام بينهم, وتفرع الدين على أيديهم, وهم الشجرة الطاهرة. وهم أول الناس إسلاما وأمسهم برسول الله صلى الله عليه وآله.