إلى أأين أنت ذاهب أيها الإنسان اعظيم...؟
أتتركنا بعدما جعلت منا صوتا ترتجف له أعماق الفضاء ... وفي الماضي كنا فكراصامتا مختبئا بين زوايا النسيان .
أتهجرنا ونحن نسير متحمسين الى قمم الجبال بعدما كنّا ندب متحذرين كالأشباح بين أهوال الليل ومخاوف النهار .
أتفارقنا في هذه الطريق الوعرة المنسابة بين الصخور المليئة بالأشواك المتصاعدة بنا من الى الأعالي الهاربة بنا من الأعماق.
لقد سرت خلفك طويلا وتمسكت بعباءتك كطفل صغير يلاحق أباه , متناسيا مابي من الألم , محدقا الى مافيك من الهيبة , متجاهلا صراخ الحاقدين حولرأسي مجذوبا بقوة الإيمانالكامنة بين ضلوعك .
قف قليلا أيها السد المهيب ولا تذهب سريعا , قف بي هنيهة لأرى وجهك , أنظر اليّ دقيقة لعلي أرى في عينيك آلام جسدك , وأفهم من ملامحك مخبآت نفسك .
لقد كنت فكرا علويا يسير في مشارق الأرض ومغاربها , تعاميت عن محاسن الحياة وملذاتها ,واستقصيت خفايا الوجود وأسراره .
فجعلت من نفسك شجرة زرعتها في حقل بعيدعن سبل الزمن . وسقيتها بدمك ودموعك ..... ومازال يتردد في ذهني رجع كلماتك .... إن للدم نكهة النصر .. وللدموع حلاوة العسل .
ولما جاء الخريف جمعت ثمارها ووضعتها بين يدي الناس ..... ولكن أحدا لم يمد يده.
فأخذت أنا واحدة وتذوقتها فألفيتها حلوة كالشهد ...لذيذة كالكوثر ... طيبة كرحيق الأرجوان , عطرة كأنفاس الياسمين ..
ولكن أكثر الناس لا يريدون البركة في أفواههم ولا الحق في أجوافهم ...لأن البركة ابنة الدموع والحق ابن الدماء.
صحيح أنك ماعشت طويلا .... ولكنك عشت أفضل من الملوك ونظرت الى الكون من وراء عيون المؤمنين ...وسمعت همس الأثير بآذان الجبال ولمست ثنايا لنور بأوراق الورود.
فانظر الى خصومك اليوم ... فهذا كالأرنب بضعف قلبه وذلك يضاهي الثعلب بمكره ...وذلك يضارع الأفعى بخبثه ....وليس فيهم من لديه وداعة الأرنب وذكاء الثعلب وحكمة الأفعى .
يفديك قلبي وعيني وروحي سيدي محمد رضا ......إن الموت فتح شفتي لأبوح لك بأسرار أعمق من الموت ...وأطلق الألم لساني لأكشف لك أمورا أشد من الألم ..فاسمع صراخ روحي أيها الأمل المرفرف بين الأرض والسماء .
واصغي الي الى أنين نفسي المليئة بالأحزان المتدفقة .... وتأمل في روحي الساهرة .ز. المليئة بالعيون الباكية على أمل مفقود ...ياالله....كيف أصبح الأمل جرحا .
لقد متّ وفي نفسك مالم تكنه نفس انسان من قبل .....متّ وأنت عالم بماوراء المحيط المحدود اللذي ولدت فيه ....وهذا هو القصد من الحياة ....وهذا هو الجوهر الكامن وراء غرضيات الأيام والليالي.
فإلى اللقاء أيها الفقيه الحبيب ... لقاء بعيد عن هذا العالم الغريب ....لقاء في دار الآخرة عندما تجتمع أرواح الأولياء والأنبياء والشهداء والمؤمنين.