[أبو نوح]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد.
يقول تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً﴾
[الأحزاب:58]
ويقول:
﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾
[البقرة:114]
إن كان تحويل غزة إلى عراق ثانية هدفًا لجهة أو كانت الحرب الأهلية مطلبًا لأحد أو كان سفك الدماء الزكية الطاهرة وهدم بيوت الله التي لا يذكر إلا اسم الله فيها رغبة البعض، فنحن لا نقبل بذلك ونعتبر الراغبين فيه الفاعلين له عونًا للشيطان الرجيم وخدمًا لليهود الغاصبين علموا أو لم يعلموا، وقد صرحنا بذلك في بيانات عدة، وإننا نصرح بذلك اليوم على إثر المحاولة الظالمة لتفجير مسجد التقوى بالشوكة التابع لجماعة المسلمين، فقد قامت الليلة الماضية في تمام الساعة الثانية والربع بتوقيت غزة أيد لا تخاف الله وأبت إلا خدمة المخطط الصهيوني وإطفاء نور الله في هذا البلد المنكوب بتفجير عبوة ناسفة زرعت قريبًا من المسجد ما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة فيه، وليعلم أولئك المعتدون المحاربون أنهم لم يحاربوا بفعلهم هذا إلا الله تعالى فهم قد اعتدوا على بيت من أشهر بيوته في الدعوة إلى الحق وعلى معلم من معالم الدين الحنيف في الأرض، والذي يحارب الله تعالى لن يفلح ولن ينتصر بل هو مهزوم لا محالة، يقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ "إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب"، ولو بحث أولئك الجناة عن قياداتهم التي ورطتهم في هذا الذنب الكبير لوجدوها مأجورة لدولة من دول الشر لأننا لا عدو لنا إلا هذه الدول التي تحارب الإسلام وتصد عن سبيل الله ليل نهار طاعة لليهود والنصارى ومشاركة في تحقق العلو والإفساد الإسرائيلي في الأرض، وإنني لأنصح أولئك المتهورين الذين لم ولن يستدرجونا أو يجرونا إلى إشعال نار الحرب الداخلية مع أننا لسنا عاجزين عن ذلك وعن رد الصاع صاعين وإن لم نعرفهم اليوم فسنعرفهم في الغد القريب إن شاء الله تعالى، قبل أن يتحقق فيهم وعيد الله تعالى وانتقامه:
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾
[الشعراء:227]
﴿إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ﴾
[السجدة:22]
أنصحهم بالتراجع عن هذا المنهج الخاطئ والعمل المدمر للإسلام ولو زعموا الخلاف الفكري مبررًا لذلك فليأتوا إلى طاولة الحوار للوصول إلى اتفاق لا إلى ساحة الحرب والقتال، لأن نقل الخلاف الفكري إلى ساحة الحرب القتال ليس منهج الله وإنما هو المنهج الفرعوني الطاغوتي الفاسد، يقول تعالى:
﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ﴾
[غافر:26]
الذي لا يلجأ إليه إلا المحاد للحق وفاقد الحجة والسلطان.
أمير جماعة المسلمين الشيخ محمود جودة الثلاثاء 27 جمادى الآخرة موافق 1/7/2008م

منقول من موقع سماحته اضغط هنا