[عشق فاطمي]

المملكة العربية السعودية بلد غني ومتعدد الثروات، ومن أهم هذه الثروات البترول الذي يتمركز غالباً في المنطقة الشرقية من البلاد التي يتواجد فيها أيضاً غالبية الشيعة في المملكة. ومنذ عقود يحاول شيعة السعودية أخذ حقوقهم بأساليب وأنشطة ومبادرات متعددة على الصعد الثقافية والاجتماعية والسياسية. والناشطون السياسيون الشيعة عملوا بجهد ومثابرة للتعريف بقضيتهم وطموحاتهم التي لا تتعدى الحصول على حقوقهم المشروعة في مختلف المجالات.
وتعتبر وثيقة «شركاء في الوطن» التي أصدرها الشيعة ووقع عليها أكثر من أربعمائة شخص من رجالاتهم في مختلف القطاعات والمجالات، من أهم الوثائق التي توضح مشروع الطائفة الشيعية السياسي، ورؤيتهم إلى ذواتهم والمحيط الذي يعيشون فيه. وبفعل النشاط السياسي والإعلامي المتميز الذي تقوم به النخبة الشيعية اهتمت وسائل الإعلام الغربية بهذه الأنشطة وعملت على تغطية جميع هذه الأحداث. ونظرا للظروف الحساسة التي تعيشها المنطقة على أكثر من صعيد وبالذات بعد أحداث العراق وتطوراته الهائلة، ازداد الاهتمام الإعلامي الغربي بالمنطقة، وعملت وسائل الإعلام الغربية على التعرف على أهم الرؤى والأفكار التي تحملها النخب الشيعية تجاه أحداث وتطورات المنطقة.
واهتم هؤلاء الصحفيون بالخروج إلى الشارع السعودي ومحاورة المواطنين الشيعة، والسعي للوصول إلى الرموز الشيعية المعروفة للتعرف على آراءهم واكتشاف تصوراتهم عن الأحداث والتطورات.
وفي هذا الملف حاولنا جمع بعض هذه الكتابات والتغطيات الإعلامية التي قام بها الإعلام الغربي عن الشيعة في المملكة العربية السعودية في الفترة ما بين عام 2001م إلى يومنا الحالي. بعض هذه الكتابات وجدت مترجمة من اللغة الإنجليزية إلى العربية والبعض الآخر قمنا بترجمتها. جميعها مأخوذة من صحف أو مواقع إلكترونية غربية مهتمة بهذه المسألة.
ويهدف هذا العمل إلى حفظ هذه الكتابات والمواد الإعلامية، وإطلاع القارئ العربي على ما دار في أوساط المؤسسات الصحفية والإعلامية الغربية حول موضوع الشيعة في المملكة العربية السعودية.
وتم تقسيم هذه الكتابات إلى ثلاثة أقسام وهي:
1- المقالات.
2- الحوارات.
3- الأخبار والتقارير الصحفية.
وقد رتبت هذه المواد في هذا الملف على حسب تاريخ كتابتها في الإعلام الغربي.
مقالات:
الحرية الدينية في المملكة العربية السعودية – تركيز على المواطنين
الاثنين 15 أكتوبر 2001م – 28 رجب 1422هـ
لقد شهدت المملكة العربية السعودية هذا العام الكثير من الأحداث حول التعصب الديني من الحكومة وبعض الشخصيات الدينية. أبرز هذه الأحداث كان الاعتداء على المسجد الاسماعيلي العام في المنطقة الجنوبية في مدينة نجران، وإغلاق العديد من مساجد الشيعة وقاعاتهم (الحسينيات)، وإعتقال بعض رجال الدين الشيعة، وتكاثر المواقع الالكترونية الدينية المفعمة بالكره التي تزيد الكره الطائفي. يناقش هذا التقرير حالة السنة والأقلية الدينية الشيعة في المملكة العربية السعودية والتقييد المفروض من الحكومة على حريتهم في التعبير وممارسة معتقداتهم.
أ- الأقلية - نظرة شاملة:
يوجد في المملكة العربية السعودية العديد من الأقليات الدينية. المذهب الحنبلي هو المذهب الرسمي الذي تؤيده الحكومة سائد فقط في المنطقة الوسطى. الشافعي والمالكي والحنفي مذاهب سائدة في المنطقة الغربية من البلاد. الشيعة الجعفرية سائدون في المنطقة الشرقية مع بعض الشافيعين والحنابلة. المنطقة الجنوبية بها مزيج من الشيعة الاسماعيلية والشيعة الزيدية والحنابلة.
المذهب الرسمي الحنبلي:
على الأرجح هذا هو الأكبر من بين المذاهب في البلاد والأكثر قوة. هو المذهب الرسمي للبلاد والمؤسسة الدينية. يتركز في المنطقة الوسطى (نجد) وعددهم بالملايين. المفتي العام وجميع القضاة يتم إختيارهم من المذهب الحنبلي. ومع أن الحكومة تؤيد هذا المذهب فهو سلطة رسمية أقوى من أي مذهب آخر.
الأقليات السنية:
1- المذهب الشافعي:
المذهب الشافعي أحد المدارس الأربع الأساسية عند المسلمين السنة. كان الشافعيون يمثلون الأغلبية في المملكة حتى العقود الأخيرة. إنهم يشكلون الأغلبية في المنطقة الغربية (الحجاز). ويعتقد أن عددهم في الملايين.
لقد تم طمس المؤسسات الدينية الشافعية ببطئ على يد المذهب الحنبلي السائد في نجد. في الماضي كان المشهورين من رجال الدين الشافعيين أمثال زيني دحلان يجذبون الأتباع من أنحاء العالم الإسلامي. الآن المتحمسون من الحنابلة يلقبون الشافعيين بالصوفيين. الصوفية محظورة في البلاد. ولا يسمح للشافعيين بإمامة الصلاة في مكة والمدينة كما كانوا يفعلون سابقاً. أحد أبرز الشخصيات الشافعية هو وزير المعارف السابق الدكتور محمد عبدو يماني.
2- المذهب المالكي:
كما هو الحال مع المذهب الشافعي والحنفي فإن المذهب المالكي يتركز في الحجاز خصوصاً في مكة المكرمة، حيث يقيم زعيمهم الشيخ محمد علوي المالكي. هم أيضاً يواجهون هجوم من المتحمسين من المذهب الحنبلي. العديد من الكتب المكتوبة على يد الحنابلة والمطبوعة على نفقة الحكومة تهاجم الشيخ المالكي وتتهمه بالصوفية والردة. لقد قام الشيخ عبد الباقر الجزائري، المولود في الجزائر الذي عمل كخطيب في المسجد النبوي ومعلم في الجامعة الإسلامية في المدينة، بمهاجمة الشيخ المالكي في خطابات عديدة وفي كتاب واحد على الأقل. كما أطلق الشيخ عبد الله بن مانع، وهو قاض من الدرجة الرفيعة وعضو في مجلس العلماء، في كتاب له على المالكي بالمرتد ومنحرف عن الدين. المفتي العام السابق الشيخ عبد العزيز بن باز كتب مقدمة الكتاب.
عندما حاول المالكي أن يقوم بإعطاء الخطب في المسجد الحرام في مكة كما فعل والده وجده، منعه مجلس العلماء من ذلك. ليس لديه مسجد ليصلي ويضطر لطباعة كتبه في الخارج غالباً في مصر. لا يسمح للمالكيين بإمامة الصلاة ولا إلقاء الخطب في المسجد الحرام والمسجد النبوي كما كانوا يفعلون سابقاً. أحد أبرز الشخصيات المالكية هو وزير البترول السابق أحمد زكي يماني.
3- المذهب الحنفي:
الحنفيين هم الأقل من بين المذاهب السنية، ومؤسساتهم الدينية لم تعد موجودة. بسبب التقارب الجغرافي والديني بينهم وبين المذهب الشافعي والمالكي فهم يعتمدون عليهم في التعليمات الدينية. لا يوجد رجال دين حنفيين معروفين.
الأقلية الشيعية:
1- المذهب الاسماعيلي:
يتمركز الشيعة الاسماعيليون في المنطقة الجنوبية في نجران. تقريباً جميع قبيلة يام يعتبرون إسماعيليون. زعيمهم الحالي الشيخخ حسن بن إسماعيل المكرمي المعروف أيضاً بالداعي. أعدادهم تتفاوت بين 200,000 والمليون على حسب المصادر المختلفة. لقد زاد التمييز ضدهم في السنوات الأخيرة بعد تعيين أمير المحافظة الجديد الأمير مشعل بن سعود. يمنع الاسماعليون من إستخدام أذانهم الخاص المختلف في أي مكان حتى في مساجدهم.
2- المذهب الجعفري:
يشكل الشيعة الجعفرية الأغلبية في المنطقة الشرقية. لديهم أيضاً تجمعات كبيرة في المدينة ووادي فاطمة وتجمعات أصغر في جدة والرياض. هناك جدال في مسألة عددهم فهو ما بين 900,000 ومليونين. وعلى الأرجح فإنهم الأقلية الأكثر نشاط في البلاد في مصارعة الحكومة من أجل حقوقهم. يتم إعطاء وضعهم أكبر مقدار من الانتباه المعطاة للأقليات في المملكة.
3- المذهب الزيدي:
يتمركزون في المدن الجنوبية مثل عسير، نجران، جدة، وينبع. لا يوجد أي مساجد زيدية معروفة ولا حتى مؤسسات دينية منظمة. يعتمد الزيديون السعوديون على الزيديين اليمنيين في الإرشاد الديني. عددهم غير معروف وهم يخفون إيمانهم في المدن التي يسود فيها المذهب السني. لقد أستولت الحكومة على مسجد زيدي في نجران منذ ثلاث سنوات ونصبت إمام حنبلي ليأم الصلاة فيه.
الشيعة المخفيون:
شعور كبير بالكره والتمييز في يتحكم – في المدن السنية يُجبر الكثير من الشيعة من جميع المذاهب على إخفاء إيمانهم. المجتمع الشيعي النجدي الأصلي في الرياض ليس معروف لدى شكان المدينة. حصلت على فرصة لمقابلة رسام مشهور من ذلك المجتمع.
الكثير من الشيعة من المدينة المنورة وعسير ونجران يعيشون في جدة ومدن أخرى ولا يظهرون عقيدتهم. لقد قاد هذا الوضع إلى بعض حالات التحويل إلى المذهب السني. هناك أيضاً الكثير من التقارير عن سنة ينتقلون إلي المذهب الشيعي بالسر. أحد أفراد العائلة الحاكمة تبنى المذهب الشيعة بالسر مؤخراً.
سيطرة الحكومة على المؤسسات الدينية:
المساجد:
لدى البلاد 37,850 مسجد بناء على ما أقرته وزارة الأوقاف. معظم المساجد تبنيها الحكومة. والمساجد التي تبنى على حساب المواطنين الخاص يجب أن يسلم إلى سيطرة الحكومة. قامت الحكومة أيضاً بالتموييل إلى بناء أكثر من 1600 مسجد في بلاد في أنحاء العالم بما فيها الولايات المتحدة.
لا يسمح للشيعة الاسماعيليين والجعفريين والزيديين ببناء مساجد. معظم مساجدهم الموجودة تعود إلى الحكم التركي ويتم بنائها على نفقات خاصة. لا يوجد هناك أي مساجد للزيديين. كما أنه لا يوجد مساجد محصورة للشافعيين والمالكيين.
تقوم الحكومة بتعيين الإمام في جميع المساجد السنية وتسيطر على معظم نشاطاتهم. يعتقد أن جميع الخطب المعطاة في المساجد السنية تأتي من وزارة الشؤون الإسلامية. الخطب المقدمة في الحرمين الشريفين في مكة والمدينة المنورة أيضاً يجب مراجعتها في وزارة الشؤون الإسلامية.
الشيخ سعود الشريم كان أحد الخطباء في المسجد الحرام وتم إيقافه عن إعطاء الخطب بعد أن أنتقد الجهود المبذولة لتوسيع الإرهاب في البلاد. أيضاً يُجبر الإمام على الدعاء إلى الملك. في هذا العام تم الحظر على القنوت، الدعاء برفع اليد أثناء الصلاة، بعد أن قام العديد من الأئمة بالدعاء إلى نصر Chechen على الروسين.
أما عن الشيعة الجعفرية في المدينة المنورة، وهم أقلية حقيقية في المدينة، ليس لديهم أي مساجد. لقد هدمت الحكومة مسجدهم والحسينية منذ عقود. ما زالوا يحتفظون بمساجد تحت الأرض في الغابة التي تقع خارج المدينة أو يصلوا في أقبية المنازل الخاصة.
في شهر أبريل، تم إغلاق مسجد الإمام الحسين في البطالية في المنطقة الشرقية. يعتقد أن المسجد بني بإستخدام ترخيص منزل. معظم المساجد الشيعية التي بنيت منذ تأسيس السعودية بنيت على أساس أنها منازل ولكنها شيئا فشيء تحولت إلى مساجد.
مساجد الشيعة الاسماعيلية تغلق على يد الشرطة في يوم العيد عندما يختلف يوم العيد عند الاسماعيلية عن عيد الحكومة. يستخدم الاسماعيليون طرق مختلفة عن المؤسسة الدينية الرسمية لتحديد العيد.
الحسينيات:
الحسينية هي مؤسسة دينية وإجتماعية شيعية التي تمارس عمل مركز لطائفة. في العادة تقام الخطب الدينية والأعراس والجنازات في الحسينيات. تعتبر الحسينيات غير رسمية في البلاد وفي العادة تبنى بإستخدام تراخيص للمنازل.
لقد تم إغلاق سبع حسينيات في منطقة الأحساء أثناء إحياء ذكرى محرم. من ضمنها حسينية القائم والمجتبى في المبرز، الرسول الأعظم في البطالية، المرتضى والزهراء في القرن، والعسكري في الأندلس. كان هناك أيضاً إغلاق لمنازل تعطى فيها خطب دينية في الأحساء والجش، وتم إعتقال العديد من أصحاب هذه المنازل لعدة أشهر بسبب إقامة هذه المناسبات في منازلهم. أحد الأمثلة ناصر المري من الأحساء.


سأعود لأكمل الموضوع لاحقاً
لنسمع تعليقاتكم في البداية :rolleyes: