يقول علماء من أنحاء مختلفة من العالم إنهم نجحوا في تحقيق بعض التقدم في النظريات والتجارب المتعلقة بالتخفي، ومن بينها رداء يخفي الأشياء التي يغطيها.
ومن الناحية النظرية، كل ما يحتاجه الأمر لإخفاء شيء صغير هو "نوع من العدسات" superlins قادر على تجاوز انحراف الضوء عند مروره خلالها بزاوية معينة، كما يقول العالم الرياضي في جامعة يوتاه، غرايمي ميلتون.
فقد وضع ميلتون وزملاء له في أستراليا هم نيكولاي نيكوروفيتشي وليندساي بوتن وروزا ماكفيردان، نماذج رياضية تبيّن أن شيئاً صغيراً يمكن أن يختفي إذا وضع على بعد معين من "العدسة" المعنية.
وهذه العدسة المعنية superlins تتمتع بعامل انكسار سلبي، ما يعني أن الضوء الذي يسقط على العدسة ينعكس ويعود إلى الاتجاه المعاكس (الذي جاء منه).
وكان العالم الفيزيائي والأستاذ في "إمبريال كوليدج لندن"، جون بندري، من بين أوائل من أشاروا إلى مثل هذه العدسات في العام 2000.
ويقول ميلتون إنه إذا ما وضعت الأشياء على بعد معين من هذه العدسة فإنها تصبح خفية لأن الضوء الصادر عنها يزول جراء الضوء المنعكس عن العدسة.
وأوضح أن الأمر أشبه بأجهزة إلغاء الضوضاء مثل سماعات الأذن.
وقال: "لقد شاهدنا هذا الأمر رقمياً، وليس عملياً.. وحصلنا على إثبات نظري بأن مجموعات من الجزيئات أصبحت خفية."
وأضاف ميلتون أنه في هذه المرحلة لن يذهب بعيداً ليعد بأن "رداء الإخفاء" سيعمل بصورة عادية مع الأشياء كبيرة الحجم مثل شاحنة، أما مع الأشياء الصغيرة، مثل حفنة من جزيئات الغبار، فإنها تعتبر من الأمور الجيدة المرشحة لإخفائها بواسطة مثل هذا الرداء.
وقال أستاذ الفيزياء بجامعة برينستون، ديفيد هيوز، إنه متأكد من أن هذا العلم شرعي "رغم أن المرء يحتاج، كما درجت العادة، إلى أن يكون متشككاً حيال القدرة على الاستقراء الذي يتجاوز ما تم إثباته حالياً."
وقالا هيوز، الذي كان زميلاً لميلتون إنه يؤمن بأن العدسة يمكن أن تخفي الأشياء.. ولكنه تساءل متشككاً "ولكن هل يمكن إخفاء العدسة نفسها؟"