اللعن ثقافة قرانية
بسم الله الرحمن الرحيم
رايت الكثير من الاخوة المخالفين لنا في العقيدة لا تطيب نفوسهم باللعن وهؤلاء على قسمين :
الاول : من يستنكر لعننا لاشخاص معينين يقدسهم هو ولا يظهر من هؤلاء رفض لفكرة اللعن ,وهؤلاء قلة .
القسم الثاني : من يستنكر اللعن فكرة وممارسة , وما اكثر هؤلاء .
بل الغريب ان يستجيب لهذا الاستنكار من هو منا ! فيقول لا يصح ان نكون لعانين او انه لا يلعن احدا وما شابه ذلك .
الى هؤلاء اوجه كلامي هذا فاقول لهم وبصراحة واستدلال واضح .
اللعن ثقافة اسلامية بل تعليم الهي فعله الله تعالى ورسله .
واليك هذه الايات الكريمة :
1ـ ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا . الاحزاب اية 64.
2ـ لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم . المائدة اية 78.
انظر ان اللاعن لبني اسرائيل اثنان من الانبياء عليهم السلام .
3ـ أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعينآل عمران 87 .
4ـ - إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا . الاحزاب 57 .
وقد تقول ان اللعن هو للكافر فقط فمن ثبت كفره جاز لعنه ومن لعنته فانت معتقد بكفره ونقول خذ هذه الاية الكريفة تنسف دعواك .
5ـ إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم . النور 23 .
اذ ليس قذف المؤمنات المحصنات كفر فالقاذف مسلم ملعون .
بل ورد في حكم شرعي بنص قراني ان يدعو المسلم على نفسه باللعن ان كان كاذبا فهل طاب الباري سبحانه وشرع لعباده ان يدعو على انفسهم بان يكونوا كفارا ليستحقوا اللعن بذلك فيما لو كانوا كاذبين وبعبارة اخرى هل الكذب كفر يستحق فاعله اللعن ؟ فاقرء الاية الكريمة :
6ـ والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين النور 6 والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين [ النور 6ـ 7 ]
وقد يقول البعض ااننا نهينا ان نكون لعانين والجواب من وجهين :
الوجه الاول : ان لعان صيغة مبالغة فلعل النهي عن المبالغة في لعن الاخرين لادنى سبب , ويؤيده ما ورد عن عائشة انها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فلعنت بعيرا لها فامر به النبي صلى الله عليه وسلم أن يرد وقال لا يصحبني شئ ملعون. مسند احمد - ج 6 ص 72 . حيث نرى ان الرسول الكريم صلى الله عليه واله لم ينه عائشة عن اللعن .
اما لعن من يستحق اللعن فلم يرد نهي عنه .
كيف وقد امتلئ الكتاب المجيد باللعن وحكاه الله تعالى عن نفسه و انبيائه عليهم السلام وملائكته والناس .
الوجه الثاني : المطالبة بالنصوص الناهية عن اللعن مطلقا .
هناك نص اضعه بين يديك :
وروى نصر عن عبد الله بن شريك قال : خرج حجر بن عدي وعمرو بن الحمق يظهران البراءة من أهل الشام فأرسل علي ( عليه السلام ) إليهما أن كفا عما يبلغني عنكما فأتياه فقالا : يا أمير المؤمنين ألسنا محقين ؟ قال : بلى . قالا : فلم منعتنا من شتمهم ؟ قال : كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين تشتمون وتبرؤن ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم : من سيرتهم كذا وكذا ومن أعمالهم كذا وكذا كان أصوب في القول وأبلغ في العذر و [ لو ] قلتم مكان لعنكم إياهم وبراءتكم منهم : اللهم احقن دماءهم ودماءنا وأصلح ذات بينهم وبيننا واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق منهم من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان منهم من لج به لكان أحب إلي وخيرا لكم .
بحار الأنوار العلامة المجلسي ج 32 ص 399 .
وهذا النص بالاضافة الى ارساله معارض بنص اخر ليس فيه لفظ العن بل نهاهم عن السب .
النص الاخر هو :
ومن كلام له عليه السلام وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين إني أكره لكم أن تكونوا سبابين ، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر ، وقلتم مكان سبكم إياهم . اللهم احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به . نهج البلاغة - خطب الامام علي عليه السلام ج 2 ص 185 .
وهذا النص وان كان مرسلا لكنه اوثق من رواية نصر بن مزاحم لانه من روايات نهج البلاغة الذي جمعه السيد الشريف الرضي مما اشتهر عن امير المؤمنين عليه السلام .
ثم ان النص الاول يمكن فهمه بالتفسير السابق اعني النهي عن المبالغة .
ثم هم معارض للقران وقد عرفت ان القران مملوء باللعن وقد مر بيانه .