[ابو مرتضى]

عندما نتحدث عن الواجب الشرعي والأخلاقي الذي يلزمنا إلى مستوى الأعداد المناسب للتشرف بالسماع والنظر والخدمة والنصرة للمعصوم صاحب الطلعة البهية المباركة بقية آل محمد صلوت الله وسلامه عليه وعلى آله أرواحنا له الفداء ,ولتحديد ذلك علينا معرفة الطريق والمنهاج الصحيح الذي نسلكه ومعرفة الشخص الواجب أتّباعه والأخذ منه , والمجتهد الجامع للشرائط الأعلم هو المؤمّن لنا والحجة علينا , والحجة علينا هو الأمام المعصوم صاحب العصر عليه السلام وعجل الله تعالى فرجه الشريف وهذا يعني أن مرجع التقليد هو الصراط والمنهاج والنجاة والسلوك والظاهر والباطن لأنه يمثل الأمام والمعصوم عجل الله تعالى الشريف , فالبحث عن مرجع التقليد الأعلم هو بحث عن النجاة والأستقامة والرقي والتكامل , لأنه الطريق والمنهاج الموصّل إلى المعصوم عجا الله تعالى فرجه الشريف والاستعداد المطلوب بالوصول إلى التكامل التام , الروحي والأخلاقي والنفسي والتضحوي والأيثاري والفكري , ولا يخفى أن التكامل الفكري هو أفضل والمفتاح لتحقيق باقي التكاملات لأن العقل والفكر والمميز بين الحق والباطل , فإذا ميز الحق وتقبّل القضايا الصحيحة الصالحة الحقة وانطبعت في ذهنه وتركزت فيه وتعمقت , فإنها تتحول ‘لى مشاعر وأحاسيس وهكذا عندما تشتد المشاعر والأحاسيس وتصل إلى النضوج الضاغط على الجوارح فتتحول إلى تصرف وسلوك صالح موافق للشرع والأخلاق الفاضله , وبخلاف ذلك عندما يتقبل العقل القضايا الباطلة المنحرفة ويتمسك بها فعند أشتدادها وتركزها فإنها تتحول إلى مشاعر وأحاسيس شاذة منحرفة وأذا أشتدت ونضجت وضغطت على العضلات والجوارح وتحولت إلى تصرف وسلوك منحرف شرير سقيم فيحصل الظلام القلبي والنجاسة النفسية والقذارة الأخلاقية , والعقاب الإلهي توجه إلى العقل ودخول الجنة والنار على العقل , ويشهد لتلك المعاني مــا ورد :
1-عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إذا بلغكم عن رجل حسن حاله , انظروا إلى حسن عقله فإنما يجازى بالعقل )
2-عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما آدمي إلا وله ذنوب , ولكن ولكن من كانت غريزته العقل وسجيته اليقين لم تضره الذنوب , لأنه كلما أذنب ذنباً تاب عليه واستغفره وندم , فتكفر ذنوبه ويبقى له فضل ويدخل الجنة ).
3- عن الإمام الباقر عليه السلام لما خلق الله العقل استنقطه ,ثم قال له : أقبل فأقبل ,ثم قال له :أدبر فأدبر....ثم قال :وعزتي وجلالتي ما خلقت خلقاً هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن أحب , أما أني إياك آمر , وإياك أنهى , إياك أعاقب وإياك أثيب ).