|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 10779
|
الإنتساب : Oct 2007
|
المشاركات : 649
|
بمعدل : 0.10 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
هذا التيار الذي ارعب امريكا وسياسي العراق العملاء
بتاريخ : 26-09-2008 الساعة : 11:27 PM
حمل المشروع الأمريكي في أجندته صناعة مناطق رخوة في عموم مناطق الشرق لاستكمال نفوذه والسيطرة على العالم برمته ، فقد استبعد النفوذ الأمريكي من منطقة صراعاته المفترضة هيمنة الدول الاوربية وذلك من خلال اضعافها ليرسم معالم القطب الواحد المهيمن وان كانت الواحدية بدأت تظهر معالمها مع سقوط الاتحاد السوفيتي المنافس الاقوى لامريكا ، لكن ذلك لم يكن كافيا في لعبة السيادة الامريكية ولذلك فانها لجأت الى اضعاف حلفاءها تمهيدا لصناعة المناطق الرخوة التي تقع ضمن الهيمنة الامريكية فلا يمكن احتلالها ولا تمتلك القوة على الاحتلال .
سار المشروع الأمريكي بنجاح مع أحداث 11 أيلول ومع فرض الهيمنة على مناطق أفغانستان وتقديم صورة الاسلام في اطار المصدر للارهاب ، وبذاك كانت افغانستان منطقة الانطلاق لصناعة هذه المناطق الرخوة من جهة ولاضعاف ايران التي تهدد الوجود الامريكي من جهة اخرى ولذلك فان اميركا راحت تضع سيناريو خاصا من خلال التلويح بالخطر الاسلامي الايراني وتصديره للارهاب وظل المنافس الاقوى في المعادلة الامريكية هو العراق ولذلك فانه وجد الحل مقدما على طبق خصوصا مع انهيار النزعات الوطنية التي تتصدى للوجود الامريكي .
لكن المفاجأة الكبرى كانت بعد سقوط صدام وبسط النفوذ الامريكي على العراق وتمثلت بظهور تيار وطني لم يكن في الحسبان الامريكي واجندته باعتبار احداثه للارباك في الحسابات السياسية الامريكية ، فقد كان متوقعا لديها ظهور تيارات بالامكان تصنيفها على التيارات الارهابية او البعثية المنحلة لكن وجود تيار لا يقبل الطابع التصنيفي كان بمثابة احراج للسياسة الامريكية من جهة ان التيار الذي ظهر هو تيار يدين بولاءه لمرجعية الشهيد ( محمد صادق الصدر) وهي مرجعية تتمتع بشعبية كبرى في الوسط العراقي ولذلك فانها لم تقبل التصنيف الجاهز ومن جهة اخرى فان قيادة السيد مقتدى نجل الشهيد لم تحد عن اهداف الشهيد مما سمح بتجذير التيار بقوة في الواقع السياسي العراقي واكسابه صفته الوطنية ، بيد ان الاحراج الاكبر الذي سببه التيار للسياسة الامريكية كان مجسدا بانجاح العملية السياسية في العراق والمشاركة بها ، وبالتالي الانسحاب منها ما لم تحقق شروطها الوطنية وهذا انما يسلط الضوء على مدى وطنية التيار الذي لا يمكن ان يسعى الى أي مكسب سلطوي او محاصصة سياسية .
ان ادراك الشارع ووعيه لضرورة الدور الوطني وانسحاب التيار من دائرة الصراع على السلطة والمطالبة بجدولة الانسحاب الامريكي كان عاملا مهما في تكوين القاعدة الشعبية العريضة التي تمتع بها التيار ، وازاء واقع تدركه السياسة الامريكية جيدا فانها لجأت الى ضرب القاعدة الصدرية بتحميلهم اسباب سيادة الاستبداد الاجتماعي بعد ان فشلت بتصنيفهم ضمن خانة الارهاب ، وطبعا ، استطاعت اميركا النجاح في استخدام حيلة التسقيط الاجتماعي من خلال دس عناصر تهريجية تنفذ عمليات باسم التيار ، وهي العناصر ذاتها التي اعلن التيار براءته منهم مرارا وتكرارا ، طبعا دون ان ننسى ان هناك عناصر محسوبة على التيار ضمن القاعدة اندرجت في خانة التخريب للقاعدة الصدرية وهي ايضا مشمولة بالقطيعة والبراءة التي أكدها التيار من خلال قيادته .
ان خطوات من قبيل حل العناصر المسلحة في التيار هي خطوة استراتيجية لافراغه من عناصره المضرة وربطه بقيادات ولجان تم تسميتها في البيان الاخير من قبل السيد مقتدى ، بيد انه لم تتم قراءة هذه الخطوات من قبل ساستنا بوصفها تمثيل لانجاح مشروع الوطنية ، خصوصا وان الساسة منهمكين بانجاح المشروع الاميركي وبسط هيمنته وتطبيق فكرته الشرق اوسطية .
اليوم وبعد تضييق الخناق على التيار الصدري واقصاءه من الدائرة السياسية ، كيف يتم قراءة الواقع الاجتماعي العراقي ، خصوصا وان الشارع بدأ يعلن نوعا من التمرد الفاجر وكأن خصيصة القمع والارهاب الملصقة بالتيار تتمثل بمحاربة كل فساد اجتماعي يتعارض مع القيم الدينية وألا فكيف يمكننا قراءة انتهاكات الاجهزة الحكومية وهي تجاهر بالفساد الاجتماعي من خلال ترويج الاغاني الخليعة ونشر الخمور في عموم المناطق التي فرضت مايسمى خطة فرض القانون .
ندرك الان جيدا طبيعة الصفات الملصقة بالتيار وهو ما أجملناه بمحاربة الفساد الاخلاقي الذي بدا يتسيد على الواقع الاجتماعي الذي لم يسجل للان خرقا يصنف تحت يافطة الارهاب على التيار ، الامر الذي يجعلنا نقرأ واقع سياسة التسقيط بوصفها ستراتيجية في الاجندة الامريكية لوقف زحف التيارات الوطنية التي تهدد وجودها في المنطقة
|
|
|
|
|