قال تعالي ( يسالونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم واطيعوا الله ورسوله ان كنتم مؤمنين )
جمع تكسير لكلمة نفل والنفل في اللغة يعني الزيادة والفضل
لذا تسمى الصلاة المستحبة نافلة لانه صلاة زائدة على اصل الفريضة والاتيان به فضل وزيادة
وقد قال الله سبحانه عند ذكر لنبية ابراهيم (ع) من ذرية
قال تعالي ( ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين )
لان يعقوب عليه السلام كان ابن اسحاق فكانا الله تعالي زاد ابراهيم فوق الولد ولد الولد فهو فضل وزيادة
الانفال هي مجموعة من الامور التي تفضل الله تعالي به على نبيه (ص) اعطاه له خصصاه بها وخصصاه به هي امور زائدة عن استحقاق المسلمين وسائر الناس في الموارد المجعولة لهم لذا سميت بالانفال اي الزيادة والفضل فهي امور بذاتها زائدة عن استحقاق الناس واستحقاق المسلمين سواء المقاتلة منهم وغيرهم وزائدة عما يستحقونه فعطيت وخصصت لرسول الله وأله
من تلك الامور الزائدة الارض التي صولح اهله عليها سلموها طوعا لم يوجب عليها بخيل ولا ركاب مثل هذه الارض من مختصات رسول الله (ص) وبكلمه اوضح واوسع نقول هناك اراضي تفتح عنوه بالقتال مثل هذه الاراضي تعتبر ملك لسائر المسلمين الى يوم القيامة وجل بلاد المسلمين فتحت عنوه فلذا صارت ملك للمسلمين عموما ياجره ولي الامر الشرعي وياخذ قسطها او اجراتها ويصرفه في مصالح المسلمين
هناك اراضي موات من احياه تصبح له هكذا قررت الشريعة من احيا ارض موات تصبح له وهناك اراضي اسلم اهله عليها طوعا اسلم يعني اصبحوا مسلمين اقروا بالدين الاسلامي من دون قتال كالمدينة المنورة والبحرين وبعض مناطق اليمامة مثل هذه الاراضي تكون ملك لاأربابه ولمن كان ساكن فيه
وهناك اراضي لاتفتح عنوه لا يقاتل على تحصيله وبنفس الوقت لايسلم اهله وانما يبقون على كفرهم ويطلبون من الرسول او الامام او ولي الامر الشرعي المصالحة على بقائهم فيه
تلك الاراضي التي لم يوجب عليها بخيل او ركاب تكون ملك مطلقا للنبي وللامام من بعده ان صار الصلح في عهده ومن جملة تلك الاراضي بهذه الصفة يعني لم يسلم اهلة وفي نفس لم يوجب عليها بخيل او ركاب وهي منطقة فدك وهي تبعد عن منطقة خيبر بالمسافة ليست كثيرة ولما فتح الله تعالي لنبيه ( ص) خيبر بيد امير المؤمنين (ع) كما هو الحال في سائر الفتوحات حيث كانت علامات النصر واعلامة واسبابه بدايته ونهايته كلها بيد امير المؤمنين وكان من ضمنه فتح خيبر بلغ خبر فتح خيبر منطقة فدك وكان فيه اناس من اليهود خاف هؤلاء عندما علموا بكيفية فتح خيبر فجاؤا الى النبي الاكرم وطلبوا منه الصلح وسلموا له منطقة فدك من بدون قتال فصالحهم الرسول الاكرم على ان يبقوا فيه ويعطيهم نصف حاصلة وهذا ذكرته الروايات اجمالا .
فيقول التاريخ والروايات ان جبرائل نزل على الرسول الاكرم فقال يا رسول الله ان الله تعالي يامرك ويقول (واتي ذا القربي حقه ) قال ما المقصود في ذلك قال اعطي فدك لفاطمة عليه السلام بدل ما انفقته السيدة خديجة في نصرة الدين فعطاه الرسول الاكرم منطقة فدك نحله هدية تبرع بامر الله استلمت السيدة الزهراء (ع ) ووضعت عليه عماله يشتغلون فيه وياتي له في كل سنة من واردتها بامول طائلة توزعه على المستحقين والمساكين والفقراء هذه فدك الذي يقول فيه امير المؤمنين كما يروي له الشريف الرضي في نهج البلاغة في خطبة طويلة
( 00000بلا كانت في ايدينا فدك من كل شئ اظلته السماء فشحت عليه نفوس قوم وسخت عليه نفوس قوم اخرين )
فدك اخذت لا لانه ذات اثر كبير في اقتصاد الدولة ان ذاك انما اخذت كسر لشوكت اهل البيت عليها السلام ثم بعد اخذت وبعد ان خرجت السيدة الزهراء مطالبة به علمت السلطة القائمة ان ارجاع فدك انه بداية النهاية بالنسبة لها لان الناس حين اذن سوف تتسال اذا كانت فدك للزهراء لماذا صودرت واخذت وان لم تكن له فلماذا اعطيت لها كان الوضع يستدعي ان لاترجع فدك للزهراء لان فدك تعني الدولة لذا لما سأل هارون في يوم ما .
كما في الرواية سأل الامام الكاظم ان يحد له فدك لكي يرجع الى اهل البيت ذكر الامام الكاظم في الرواية حدود تستوعب رقعة الدولة الاسلامية باجمعا من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها وكان هذا يعني ان هذه اشارة ليست من حيث انه محور وانما هي الحكومة الخلافة خلافة الله في ارضه.
ولذا عندما نسمع ان الحاكم الفلاني ارجع فدك ثم جاء الفلاني واخذها ثم جاء فلان وارجعا كانت القضية تحصر على المنطقة بحد ذاتها وليس الامر كذلك.
قلت قضية فدك مفتاح للدولة مفتاح لتبيان القضية للناس وان هناك ظلم فادحا وسيطرة غير شرعية على صاحب الحق الشرعي لذا نجد تلك الشدة التي استعملت مع للسيدة الزهراء ولا فما الذي يدعوا هؤلاء القوم لهذه الاعتداءات الفاحشة والشديدة لماذا يتجرون على سيدة نساء العالمين فيضربونها على وجهها لطم يقول الراوي ندر منه قرطها كانت لبسه في اذنه قرط من شدة الضربه طار ذلك القرط ثم استعملوا السياط مع من مع سيدة نساء العالمين والسيدة الاعظم في هذه الدنيا كل هذا لاجل كرسي يدوم لايام قليلة وينتهي .
اذن قضية فدك وقضية الزهراء قضية للدين وحق شرعي حيث قامت الزهراء يومئذ للدفاع عن الدين الاسلامي فاذا لم تتحرك في ذلك الحين لبقي الناس الى اليوم يحتجون بانه اذا كان هناك شئ خطا لتحرك السيد الزهراء وناصرة الناس الا انها تحركت نعم نعم انها قامت ولكن خذلوه خذلهم الله .
فالنهاية ننتظر سيدي ومولاي الامام الحجة (عج ) لايأخذ بثائرة منهم .