هذا الموضوع قرأته فأعجبني جدا وهو للأستاذ فيصل الدويسان فنقلته دون أدنى تصرف مني ووضعته في هذا القسم لأنه تعليقا على الأحداث الأخيرة في الكويت فيصل الدويسان
فيصل الدويسان
ذكر المفكر عبدالرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد أنه يرتئي إنشاء جمعية تناهض الاستبداد فلم يجد أفضل من مناخ الكويت الفكري والسياسي لتكون مقرا لها، لما عُرف عن شيوخها وشعبها من احترام لحرية الفكر والمعتقد.
ضمن حوار تلفزيوني له في نهاية عام 2007 صرّح حضرة الأب عمانويل غريب المحترم على إحدى الفضائيات الكويتية بأن المسيح عيسى هو إله.. ورغم تسامحي الديني شخصيا فقد اقشعر جلدي عندما نطقها وسمَّ بدني بها، لكنه حر في معتقده وعلي احترامه بل وحمايته من الاضطهاد، وكما هو واضح من التصريح أنه بلا ريب يخالف ثوابت الأمة التي لا تثور ثائرتها إلا على الشيعة فتنشط لمراقبة الحسينيات وتسجيل المحاضرات فيها أما ما يحدث في الكنائس من تجسيم للرب ونسبة الولد له يبدو أنه لا يهز شعرة من لحى ثوابت الأمة، ولا يستحق أن تسجله وتعرضه على القضاء، بالطبع لا أهدف إلى توسيع دائرة الفتنة بقدر الإشارة إلى أن الطالبانيين يعلمون أن وراء المسيحيين قوى كبرى تستطيع أن تقلم أظفارهم أنى شاءت، وتجمّد أموالهم بحجة دعم لشكر طيبة المنظمة الإرهابية الباكستانية مثلا.. فالتهم التي ألصقها وكلاء طالبان في الكويت بسماحة السيد محمد باقر الفالي تهم باطلة لا يصدقها إلا من أعمى الله قلبه، فهل يجرؤ أحد من المسلمين على الإساءة للذات الإلهية جهارا نهارا؟ ألا ينبغي أن نتوقف هنا ونعمل عقولنا في هذا الأمر؟ أم نُجر كالخراف وراء زعمهم.. ماذا قال الفالي؟ لم يقل سوى ما نقله رواة أهل السنة: فقد روى العلامة أبو عبدالله محمد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب؛ الباب السابع في مولده وهو في الفصل الثالث بعد الأبواب المائة التي ذكرها في مناقب الامام علي، ضمن رواية طويلة نقتطف منها الشاهد هنا وهي الأبيات، إذ روى بسنده المتصل بمسلم بن خالد المكي عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال سألت رسول الله عن ميلاد علي بن أبي طالب، فقال: «لقد سألتني عن خير مولود ولد في شبه المسيح.. فلما أصبح (أبوطالب) دخل الكعبة وهو يقول ( شعرا ): يا رب هذا الغسق الدجيّ.. والقمرِ المنبلجِ المُضِـيِّ / بيِّن لنا من أمرك الخفي.. ماذا ترى في اسمِ ذا الصبي، فسمع صوت هاتف يقول: يا أهل بيت المصطفى النبي.. خصصتما بالولد الزكي / إن اسمه من شامخ العليِّ .. عليُّ اشتُـقَّ منَ العليِّ. والرواية كما تفيد بأن أبا طالب خاطب ربه شعرا فجاءه الجواب شعرا، فمن أجابه؟ فإذا كان ملاكا، فبالتأكيد أنه مكلف من الله وهو العلة الأولى. والمتأمل في الرواية التالية يدرك مدى الكرامة الربانية التي حظي بها علي وأبوه عليهما السلام بتفصيل أكبر في رواية العلامة الهمداني الشافعي في كتابه مودة القربى ؛ المودة الثامنة، ونقل عنه الحافظ القندوزي في كتابه ينابيع المودة المطبوع في استانبول ؛ الباب السادس والخمسين: عن العباس بن عبد المطلب قال: لما ولدت فاطمة بنت أسد عليا سمته باسم أبيها أسد، ولم يرض أبو طالب بهذا الاسم فقال: هلم حتى نعلو أبا قبيس ( جبل أبي قبيس بمكة ) ليلا وندعو خالق الخضراء لعله ينبئنا في اسمه، فلما أمسيا خرجا وصعدا أبا قبيس ودعيا الله تعالى، فأنشأ أبو طالب شعرا.. فإذا خشخشة من السماء، فرفع أبو طالب طرفه فإذا لوح مثل زبرجد أخضر فيه أربعة أسطر فأخذه بكلتا يديه وضمه إلى صدره ضما شديدا فإذا مكتوب.. (البيتان السابقان ) فسر أبو طالب سرورا عظيما وخر ساجدا لله تبارك وتعالى وعق بعشر من الإبل، وكان اللوح معلقا في بيت الله الحرام يفخر به بنو هاشم على قريش حتى غلب الحجاجُ ابنَ الزبير، انتهى كلام العلامة الهمداني. فهل كان ليفتخر الهاشميون بلوح لم يكن مصدره إلهيا ويوضع في جوف الكعبة من قبل البعثة النبوية مرورا بعصر الرسالة والخلفاء وبداية عهد بني أمية!! كما ساق الرواية HYPERLINK «http://www.shiaweb.org/books/al-manaqeb/pa1.html» الموفق بن أحمد البكري المكي الحنفي الخوارزمي صاحب المناقب: جزء2، فصل في آثار حمله وكيفية ولادته. وليس هذا فحسب فقد حفلت كتب أهل السنة بالهواتف من الأشعار التي لا يُعلم من قائلها ؛ منها ما ذكره أبو نعيم في دلائل النبوة الجزء الأول عن العباس بن مرداس السلمي الذي سمع هاتفا شعريا يدعوه للإيمان فلما رآه النبي تبسم ثم قال: يا عباس بن مرداس كيف كان إسلامك؟ فقص عليه قصة هاتف الشعر فقال: صدقت وسر بذلك، والشواهد على الهواتف كثيرة تملأ بطون كتب أهل السنة. إن الكويت منذ القدم هي محل الفخر في حرية الرأي.. فقد ذكر المفكر عبدالرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد أنه يرتئي إنشاء جمعية تناهض الاستبداد فلم يجد أفضل من مناخ الكويت الفكري والسياسي لتكون مقرا لها، لما عُرف عن شيوخها وشعبها من احترام لحرية الفكر والمعتقد.. فما بال بعض صحفنا تطالب النائب الفاضل صالح عاشور بالتضحية بإيراني من أجل الكويت بأسلوب يتنافى مع شيم الكبار وطبائع الكرام.. وعلى من سعوا للتأزيم أن يتركوا الكلمة الفصل للقضاء، أم أنهم يخشون صدور حكم ببراءته في محكمة الاستئناف فأرادوا قطع الطريق. أليس العدل ما نبتغيه؟ فدعوا الأمر للقضاء..وتخلقوا بأخلاق أهل الكويت ؛ فهل تخلت يوما عمن لجأ إليها وسكن أرضها وخالط شعبها بكل ود، ألا فاسألوا تاريخها يجبكم، وتذكروا كم كانت بلادنا جميلة قبل الانتشار السرطاني لعشاق إرهاب طالبان.