كتبه الأخ أسد الله الغالب
الروايات المتظافرة ليست فيها هذه العبارة فهي زيادة غير محفوظة ثم سند هذه الزيادة ضعيف وهي مع ذلك يمكن فهمها بما سيأتي ثم بماذا سيجيب المخالفون عن مثل هذه الروايات.
الروايات المتظافرة :
عاصم بن الأحول عن زر بن حبيش عن سلمان
الثاقب في المناقب - ابن حمزة الطوسي - ص 296 – 300 (253 / 3 - عن عاصم بن الأحول ، عن زر بن حبيش ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه ، قال : خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله فلقيني علي بن أبي طالب ، فقال لي : " يا سلمان ، جفوتنا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ " فقلت : حبيبي يا أمير المؤمنين ، مثلك لا يخفى عليه ، غير أن حزني على رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي منعني من زيارتكم . فقال لي : " يا سلمان ، ائت منزل فاطمة فإنها إليك مشتاقة ، وتريد أن تتحفك بتحفة قد أتحفت بها من الجنة . قال سلمان : قلت : يا أمير المؤمنين أتحفت بتحفة من الجنة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ! " قال : " نعم يا سلمان " . قال : فهرولت هرولة إلى منزل فاطمة عليها السلام ، وقرعت ‹ صفحة 298 › الباب ، فخرجت إلي فضة فأذنت لي ، فدخلت وإذا فاطمة جالسة ، وعليها عباءة قد اعتجرت بها واستترت ، فلما رأتني قالت : " يا سلمان ، اجلس واعقل واعلم أني كنت جالسة بالأمس مفكرة في وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ، والحزن يتردد في صدري ، وقد كنت رددت باب حجرتي بيدي ، فانفتح من غير أن يفتحه أحد ، وإذا أنا بأربع جواري ، فدخلن علي ، لم ير الراؤن بحسنهن ونظارة وجوههن ، فلما دخلن قمت إليهن مستنكرة لهن ، فقلت : أنتن من أهل المدينة أم من أهل مكة ؟ فقلن : لا من أهل المدينة ، ولا من أهل مكة ، ولا من أهل الأرض ، نحن من الحور العين ، أرسلنا إليك رب العالمين يا ابنة رسول الله لنعزيك بوفاة رسول الله صلى الله عليه وآله . قالت فاطمة عليها السلام : " فقلت لإحداهن : ما اسمك ؟ قالت : ذرة . قلت : حبيبتي لم سميت ذرة ؟ قالت : سميت ذرة لأبي ذر الغفاري ، صاحب أبيك رسول الله صلى الله عليه وآله . فقلت للأخرى : وأنت ما اسمك ؟ قالت : أنا سلمى . فقلت : لم سميت سلمى ؟ قالت : لأني لسلمان الفارسي ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله . وقلت للأخرى : ما اسمك ؟ قالت : مقدودة . فقلت : حبيبتي ، ولم سميت مقدودة ؟ قالت : لأني للمقداد بن الأسود الكندي ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله . فقلت للأخرى : ما اسمك ؟ قالت : عمارة . قلت : ولم سميت عمارة ؟ قالت : لأني لعمار بن ياسر ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله . فأهدين إلي هدية ، أخبأت لك منها " ثم أخرجت لي طبقا " ‹ صفحة 299 › أبيض ، فيه رطب أكبر من الخشكنانج ، أبيض من الثلج ، وأذكى من المسك ، وأعطتني منها عشر رطبات ، عجزت عن حملها ، فقالت : " كلهن عند إفطارك ، وعد إلي بعجمهن " . قال سلمان : فخرجت من عندها أريد منزلي ، فما مررت بأحد ولا بجمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلا قالوا : يا سلمان ، رائحة المسك الأذفر معك . قال سلمان : كتمت أن معي شيئا حتى أتيت منزلي ، فلما كان وقت الافطار أفطرت عليهن ، فلم أجد لهن عجما " فغدوت إلى فاطمة ، وقرعت الباب عليها ، فأذنت لي بالدخول ، فدخلت وقلت : يا بنت رسول الله ، أمرتني أن آتيك بعجمته ، وأنا لم أجد لها عجما ! فتبسمت ، ولم تكن ضحكت عليها السلام . ثم قالت : " يا سلمان ، هي من نخيل غرسها الله تعالى لي في دار السلام بدعاء علمنيه أبي رسول الله صلى الله عليه وآله كنت أقول غدوة وعشية " قلت : علميني الكلام سيدتي . قالت : " إن سرك أن تلقى الله تعالى وهو عنك راض غير غضبان ، ولا تضرك وسوسة الشيطان ما دمت حيا " ، فواظب عليه " . وفي رواية أخرى : " إن سرك أن لا تمسك الحمى ما عشت في دار الدنيا ، فواظب عليه ، " فقال سلمان : فقلت : علميني . قالت عليها السلام : " بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله النور ، بسم الله نور النور ، ‹ صفحة 300 › بسم الله نور على نور ، بسم الله الذي هو مدبر الأمور ، بسم الله الذي خلق النور من النور ، الحمد الله الذي خلق النور من النور ، وأنزل النور على الطور ، في كتاب مسطور ، في رق منشور ، والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور بقدر مقدور على نبي محبور ، الحمد لله الذي هو بالعز مذكور ، وبالخير مشهور ، وعلى السراء والضراء مشكور " . قال سلمان : فتعلمته ، وقد لقنت أكثر من ألف نفس من أهل المدينة ومكة ممن بهم علل الحمى ، وكلهم برئوا بإذن الله تعالى . وفي رواية أخرى : في شكوى ووسوسة الشيطان ، وقد نزل عليها السلام الرزق من السماء ، وكثيرا " ما تدور الرحى في بيتها وهي نائمة أو مشتغلة بأمر آخر ، والرواية فيها متظافرة ) والمصدر في الأغلب تذكرها بدون ذكر هذه الزيادة .
لاحظ العبارة المذكورة غير موجودة في النصوص المتظافرة
لنعد الآن للرواية التي بها العبارة المزيدة عن الروايات الأخرى ونفقه حيثياتها السندية ونعرف المراد منها بعلم الدراية :
الرواية محل الشاهد الضعيفة السند :بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 43 - ص 66 ( مهج الدعوات : عن الشيخ علي بن محمد بن علي بن عبد الصمد ، عن جده ، عن الفقيه أبي الحسن ، عن أبي البركات علي بن الحسين الجوزي ، عن الصدوق ، عن الحسن ابن محمد بن سعيد ، عن فرات بن إبراهيم ، عن جعفر بن محمد بن بشرويه ، عن محمد بن إدريس بن سعيد الأنصاري ، عن داود بن رشيد والوليد بن شجاع بن مروان ، عن عاصم ، عن عبد الله بن سلمان الفارسي ، عن أبيه قال : خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعشرة أيام فلقيني علي بن أبي طالب ( ) ابن عم الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله ) فقال لي : يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقلت : حبيبي أبا الحسن مثلكم لا يجفى غير أن حزني على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) طال فهو الذي منعني من زيارتكم ، فقال ( ) : يا سلمان أئت منزل فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فإنها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قد أتحفت بها من الجنة ، قلت لعلي ( ) ، قد أتحفت فاطمة ( عليها السلام ) بشئ من الجنة بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : نعم بالأمس . قال سلمان الفارسي : فهرولت إلى منزل فاطمة ( عليها السلام ) بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها ، فلما نظرت إلي اعتجرت ثم قالت : يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي ( صلى الله عليه وآله ) قلت : حبيبتي أأجفاكم ؟ قالت : فمه اجلس واعقل ما أقول لك ....).
السند :
(عن الشيخ علي بن محمد بن علي بن عبد الصمد ، عن جده ، عن الفقيه أبي الحسن ، عن أبي البركات علي بن الحسين الجوزي ، عن الصدوق ، عن الحسن ابن محمد بن سعيد ، عن فرات بن إبراهيم ، عن جعفر بن محمد بن بشرويه ، عن محمد بن إدريس بن سعيد الأنصاري ، عن داود بن رشيد والوليد بن شجاع بن مروان ، عن عاصم ، عن عبد الله بن سلمان الفارسي ، عن أبيه )
1ـ الحسن بن محمد بن سعيد :
لم يرد فيه توثيق وقال عنه الشيخ محمد الجواهري في كتابه( المفيد من معجم رجال الحديث ) ص 154 (مجهول ) وفي الهامش علق ( إسناده ضعيف )
2ـ جعفر بن محمد بن بشرويه :
مجهول قال عنه الشيخ علي النماري الشاهرودي ج 2 ص 191 ( لم يذكروه )
هل يكفيك هذا في ضعف سند الرواية أم تريد المزيد ؟ فإن لدي مزيد لمن أراد
دراية الرواية :
هذا وصف للملبوس الذي اعتجرت به الزهراء عليها السلام لا لحال الزهراء عليها السلام أي أن الزهراء عليها السلام بعد أن سترت جميع جسدها المبارك اعتجرت بلباس لمزيد من الاحتشام كان هذا صفته أنه إن غطا الرأس لم يغط الساق ـ المغطى بشيء آخر ـ وإن غطا الساق لم يغط الرأس ـ المغطى بشيء آخر ـ وليس المراد به أن تلك المواضع غير مستورة أصلا فافهم بارك الله فيك !
معنى ( اعتجرت , المعجر)
لسان العرب المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري الناشر : دار صادر – بيروت الطبعة الأولى عدد الأجزاء : 15 [ جزء 4 - صفحة 542 ] ( والمِعْجَر ثوبٌ تَعْتَجِر به المرأَة أَصغَر من الرداء وأَكبر من المِقْنَعة ) وتاج العروس [ جزء 1 - صفحة 3159 ] ( المِعْجَرُ أَيضاً : ثوْبٌ يَمَنِيٌّ يُلْتَحَفُ به ويُرْتَدَى )
فهذه صفية بنت عبد المطلب :
تفسير البغوي - (ج 6 / ص 328) ( وقال محمد بن إسحاق عن يحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عبَّاد قال: كانت صفية بنت عبد المطلب في فارع، حصن حسان بن ثابت، قالت: وكان حسان معنا فيه، مع النساء والصبيان، قالت صفية: فمرّ بنا رجل من اليهود فجعل يطيف بالحصن، وقد حاربت بنو قريظة، فقطعت ما بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في نحور عدوهم، لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا عنهم، إذا أتانا آت. قالت: فقلت: يا حسان، إن هذا اليهودي كما ترى، يطيف بالحصن وإني والله ما آمنه أن يدل على عوراتنا مَنْ وراءنا من يهود، وقد شُغل عنَّا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأنزلْ إليه فاقتله، فقال: يغفر الله لك يابنة عبد المطلب، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا، قالت: فلما قال لي ذلك ولم أرَ عنده شيئًا اعتجرت، ثم أخذت عمودًا، ثم نزلت من الحصن إليه، فضربته بالعمود حتى قتلته، فلما فرغت منه رجعت إلى الحصن، فقلت: يا حسان أنزل إليه فاسلبه فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل، قال: ما لي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطلب .قالوا: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيما وصف الله تعالى من الخوف والشدة لتظاهرِ عدوهم وإتيانهم من فوقهم ومن أسفل منهم....) الرواية متسالم عليها عندهم .
فهل يريد السلفي أن يقول أن صفية رضوان الله عليها خرجت فقط بالمعجر وليست لاباسة لشيء آخر ؟!
مما يناسب هذا المعنى مثلا :
حلية الأولياء [ جزء 7 - صفحة 9 ] ( حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن أبي رزيق بن جامع المصري ح وحدثنا إسحاق بن أحمد بن علي ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري قالا ثنا عبدالله بن سليمان أبو محمد الثبدي ثنا محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان الثوري قال دخلت على بنت أم حسان الأسدية وفي جبهتها مثل ركبة العنز أثر السجود وليس به خفاء فقلت لها يا بنت أم حسان لا تأتين عبدالله بن شهاب بن عبدالله فرفعت اليه رقعة لعله أن يعطيك من زكاة ماله ما تغيرين به بعض الحالة التي أراها بك فدعت بمعجر لها فاعتجرت به فقالت يا سفيان لقد كان لك في قلبي رجحان كثير أو كبير فقد ذهب الله برجحانك من قلبي يا سفيان تأمرني أن أسأل الدنيا من لا يملكها وعزته وجلاله إني أستحي أن أسأله الدنيا وهو يملكها قال سفيان وكان إذا جن عليها الليل دخلت محرابا لها وأغلقت عليها ثم نادت إلهي خلا كل حبيب بحبيبه وأنا خالية بك يا محبوب )و صفة الصفوة [ جزء 4 - صفحة 45 ]
أم عن كيف يقول سلمان رضوان الله عليه وهو المعمر جدا الطعن في السن والذي هو في التقوى والورع من أروع الأمثلة حتى قال عنه المصطفى ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ( سلمان منا أهل البيت ) وقد عاتب النبي الأعظم أبا بكر عن جماعة فيهم سلمان إن أغضبهم فقد غضب عليه الله كما في رواية البخاري باب فضائل سلمان ...لابنته الزهراء عليها السلام فقالها امتثالا لأمر الله في وجوب محبة أهل البيت وامتثالا لأمر النبي الأعظم ولكي يؤكد للزهراء عليها السلام نصرته لها ومحبته فهل أذنب سلمان ؟
لكن القلوب المريضة القذرة تذهب بها مذاهب الغي وأفكار الشيطان إلى أمور لا يمكن أن تأتي على خاطر المؤمن
أعاذنا الله من الفكر الوهابي المريض :
ماذا سيقول السلفية في هذا إذن وبما سيفسرونه ؟
الجامع الصحيح المختصر المؤلف : محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت الطبعة الثالثة ، 1407 – 1987 تحقيق : د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة - جامعة دمشق عدد الأجزاء : 6 مع الكتاب : تعليق د. مصطفى ديب البغا [ جزء 5 - صفحة 2006 ]ح 4936 ( حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن هشام قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخلا بها فقال ( والله إنكم أحب الناس إلي ).