أكدت مصادر أمنية لشبكة الملتقى أن إدارة المباحث بمحافظة القطيف دشنت العمل مؤخراً لإعادة تجديد المبنى الأمني الواقع في شارع الجزيرة مقابل مقر الكلية التقنية (الثانوية التجارية سابقاً) ويتضمن المخطط الجديد مباني تمتد لتحت الأرض، وقدر رجال أمن أن العمق كبير بحيث يمتد لعدد من الطوابق الأرضية، تتضمن ـ على الأرجح ـ مساحات واسعة للتوقيف والتعذيب.
وتحاول السلطات السعودية التستر والتمويه وأن لا تلفت الأنظار لأعمال البناء الجارية، جاعلة الوضع شبه طبيعي، فحتى مبنى المباحث لم تعلق عليه لوحة رسمية تدل على أنه مبنى تابع لجهاز المباحث في القطيف.
وذكرت المصادر أن بإمكان أي مواطن ملاحظة ما يتم العمل عليه خصوصا أن السلطات لم تضع الحواجز الكثيرة كي لا تلفت لها الأنظار.
جدير بالإشارة أن هذا المبنى يعد واحداً من ثلاثة مقرات أمنية تابعة للاستخبارات وللمباحث الإدارية في المحافظة حيث تم الانتهاء قبل فترة وجيزة من تشييد المقر الجديد في شارع الخليج على ناصية مدخل مدينة عنك، فيما يقع المبنى الآخر بجوار بمنى المرور مقابل بلدية المحافظة في شارغ الجزيرة.
ويتخوف شيعة في محافظة القطيف من المرحلة المقبلة التي يتوقع مراقبون أن تتسم بالشدة والصعوبة عليهم إن لم يتصرفوا بمستوى تطورات الأحداث التي تميل لصالح الشيعة، خصوصاً بعد الانتصارات التي حققها شيعة على المستويين الإقليمي والعالمي.
من جانب آخر يرى مهتمون سياسيون أن الوقت ملائم جداً للمطالبة الجادة بالحقوق بما في ذلك حق تقرير المصير، مستدلين بذلك بجملة من التغييرات العالمية التي تصب لصالح الشيعة سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي.
فعلى النطاق العالمي جاء الرجل الأسود للبيت الأبيض، وهو الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما الذي يعتزم إلقاء خطاب في دولة عربية لم يحددها بعد، ويتوقع أن يتحدث أوباما عن تعزيز الحريات في الدول العربية بما فيها السعودية، ما يحتمل معه تخفيف قبضة السلطة على الوضع المحلي.
أما على صعيد شرق أوسطي فقد حقق العراق وإيران ولبنان وحتى فلسطين انتصارات جعلت من دول الاعتدال (بينهم السعودية) أضعف حالا، وهو ما يجعل الباب مفتوحا لنمو متصاعد للمعارضة بشكل عام والشيعية في المنطقة بشكل خاص، الأمر الذي تتخوف منه السلطات السعودية وتحسب له ألف حساب في هذه المرحلة الحساسة التي تبدو فيها أضعف من أي وقت مضى.
ويرى المحللون أن المسؤولين السعوديين يعيشون حالة من القلق، بسبب الظروف المحلية الخاصة، والصراع المتفاقم بين أجنحة العائلة المالكة مع احتمال غياب الأمير سلطان عن الساحة السياسية قريباً.. كما أن الظروف الإقليمية والدولية لا تنبيء عن تغيير لصالح الحكم السعودي الذي فشل حتى الآن في دفع الإدارة الحالية بواشنطن لانتهاج خط متشدد وصدامي مع ايران.