قد ينسى الشخص منا كل شيء في حياته ولكن تبقى لبعض الذكريات الأليمة منها أو المفرحة بقاية في حياته يتذكرها بين الحين والأخر وقد تبقى ملازمة له طوال الحياة لما تحمله هذه الذكرى من ألم او فرح أثرت على حياته
بينما كانت حرب العراق والكويت مستعرة تجمع شراذمة العالم ب 33 دولة حاقدة وبينهم دولة عربية وإسلامية
تجمعت بإسم تحرير الكويت ولكن كان في نيتها تدمير العراق الحبيب مستهدفةً أرضه وشعبه ومافيه من خيرات وإمكانيات
تجمعت هذه الجيوش الحاقدة بما فيها جيوش أكبر دول العالم في عام 1991مــ حول العراق كما ذكرت بحجة إخراج القوات العراقية مما يُسمى بالكويت
قامت هذه القوات بإستهداف الأخضر واليابس في العراق ودمرت كل بناه التحتية غير مستثنية من ذلك أبسط أغراض المواطن العراقي
ومن بين هذه الجرائم التي قام بها هذا التحالف اللعين قصف ملجأ العامريه
هرب المواطنون في بغداد من جحيم الحرب والقصف الذي رأوه في الأيام الأولى من الحرب على عاصمتنا الحبيبة ليختبئوا في هذا الملجأ ظناً منهم بعدم إستهدافهم من قبل جيوش الكفر هذه
وتوافد العشرات بل المئات على هذا الملجأ والكل ينعم براحةٍ نفسية وإستقرار بعدم توقع مهاجمة هذه الجيوش لهذا الملجأ كونه يحوي ناس آمنين ولا يوجد فيه أي شيء عسكري أو حتى سياسي
وفي الثالث عشر من شباط من عام 1991 بينما الجميع بهذه الراحة وهذا الإطمئنان إذا يقوم غربان القوات المجتمعة لتدمير العراق بإستهداف هذا الملجأ
فقد قرر المجرم الجنرال غلوسوم قصف ملجأ العامرية لإيقاع الرعب في نفوس العراقيين، فانطلقت طائرتان من نوع (أف – 117) مزودتان بقنابل صنعت خصيصا لهذه العملية، من نوع (جي بي يو/27)، المخصصة لحرق الأهداف الكونكريتية والموجهة بأشعة الليزر، من قاعدة (خميس مشيط) في السعودية، مع تشكيل من طائرات الحماية والحرب الالكترونية، لتصل إلى ملجأ العامرية، وتطلق عليه صاروخين صمما خصيصا لهذا الغرض، من خلال فتحة التهوية الخاصة بالملجأ، وكان هدف الصاروخ الأول أحداث خرق يولد عصفا، يؤدي إلى إغلاق الأبواب، فيما يقوم الصاروخ الثاني من خلال الخرق، ليحقق النتيجة المطلوبة للعدوان.
هكذا خططوا لبث الرعب بتدمير ملجأ آمن على من فيه وهكذا أرادوا لشعب العراق وأهل العراق أن يموتوا حرقاً في الحريق الذي سببه هذا القصف البربري
مات أكثر من في هذا الملجأ وكان عددهم مايزيد عن 1500 شهيد عدا الإصابات بالحروق التي طالت باقي المتواجدين في المكان
بقي الملجأ هذا على الحالة التي قُصف وكان طوال السنوات التي تلت القصف الى إحتلال العراق هو بمثابة متحف وضعت فيه صور الشهداء وبقايا من لحوم الأجساد التي تناثرت على الجدران ولم يستطع أحد نزعها منه وبقيت هناك الذكريات الأليمة التي سببتها هذه الجريمة لأهل العراق الجريح
كان كل من يدخل هذا المكان الأليم لا يجد إلا أن يبكي ويبكي ويبكي حرقةً وألماً على هذه الجريمة الحاقدة المستهدفة لشعب العراق
زاره الكثير من مسؤولي العالم الشرفاء وشخصيات عالمية فكانت لا تجد أقل من الدموع تنزلها على هذه الحادثة الأليمة