[رامي العكراتي]

جلست في غرفتي يوم صيف احدق بمكتبة امامي لعلي ابدا بقراءة كتاب ينفعني اجول في المكتبة لم اجد كتاب يشدني اليه فتذكرت ان احد اصدقائي قد اهدى لي كتاب بعد ان ودعني للسفر خارج العراق خوفا من بطش الدكتاتور صدام حسين بالعلماء والمفكرين ومعارضي الحكومة فلقد كان يمنع وجود الكتب الدينية في البيوت فاعطاني صديقي كتاب –معركة الطف للامام الخميني – وانا قمت بوضعه بعيدا عن الانظار فاقفلت باب غرفتي وبدات اقرا بتاني كتاب معركة الطف كان الجو حار جدا فنحن في شهر تموز في العراق ودرجات الحرارة تتجاوز 45 درجة مؤية
راودني شعور وانا اقرا المقدمة وعلى ذكر صديق لي بان هذا الكتاب كان سببا لهداية زوجة احد اصدقائنا فقد كانت هذه الزوجة من المخالفين وكانت دائمة التعليق عن سبب هذا البكاء واللطم والمواكب الحزينة للحسين وكان زوجها شيعيا كاتب طابعة يكتب القصص ويطبع وكان في حينها عنده مسودة لكتاب معركة الطف فكان يطبع بالكتاب وانتابته وعكة صحية فاذا يستعين بزوجته المخالفة بطباعة الكتاب فهو محل رزقهم الطباعة وعليه تسلبمه باليوم القادم فاوكل المهمة بالطباعة لزوجته وذهب للنوم لعدم مقدرته على الكتابة فبدات الزوجة بسرد تفاصيل معركة الطف واذا بها تجهش بالبكاء في بداية الطباعة واستمرت الى الصباح تطبع الكتاب باكمله وعبونها لاتفتا ولا تنقطع عن البكاء وعند الصباح ايقضت زوجها وقالت له والله ان واقعة الحسين فطرت قلبي والله اني من الان من الموالين لابي عبد الله
هذه الحادثة راودتني عند قراءة المقدمة فبدات بالقراءة من بداية رحلة الحسين ع من المدينة الى مكة ومنها توجهه مع عائلته الى كربلاء وانا اقرا بالكتاب واجهش بالبكاء والدمع لاينقطع فكل سطر يفطر القلب وعند وصولي الى نزول علي الاكبر ع بدات ازداد بكاءا .فاذا بضوء الشمعة يخفت ويجيء نسيم لم اعهده من قبل واذا برفرفة تحيط حولي بدا المكان يكتظ بالنانس لااراهم ولا اسمعهم الا اني احس بهم بدات وكان مئات الملائكة ترفرف حولي واحس بمن يقرا معي وانا اقترب من فاجعة استشهاد علي الاكبر لم استطع ان اكمل القراءة لوقعها الشديد علي وللوصف الكبير للامام لها فاذا بي اقوم بسد الكتاب لهاجس خوف انتابني واذا بالضوء يعود كما كان والحرارة للغرفة ترجع وكان الملائكة رحلت عني انها رحلة الطف مع ابي الاحرار حصلت معي وانا نقلتها لكم