طعن الحافظ الذهبي في المحدثين ( حال رواة الحديث ) !!
بتاريخ : 01-03-2009 الساعة : 01:31 AM
عنوان الكتاب : بيان زغل العلم والطلب
مؤلف الكتاب : الحافظ الكبير مؤرخ الاسلام شمس الدين ابي عبد الله محمد بن احمد بن عثمان الذهبي
تاريخ وفاة المؤلف : سنة 747 هـ . رحمه الله
المطبعة : مطبعة التوفيق
مكان الطبع : دمشق
سنة الطبع : 1347 هـ
[ صفحة 6 ]
/ علم الحديث /
وأما المحدثون : فغالبهم لا يفهمون ولا همة لهم في معرفة الحديث ولا في لدين به بل الصحيح والموضوع عندهم بنسبة وأنما همتهم في السماع عن جهلة الشيوخ وتكثير العدد من الاجزاء والرواية لا يتأدبون بآداب الحديث ولا يستفيقون من سكرة السماع ، الآن يسمع الجزء نفسه تحدثه متى يرويه أبعد خمسين سنة ! ويحك ما اطول أملك وما أسوأ عمك ، معذور سفيان الثوري يقول فيما رواه احمد بن يوسف الغلبي حدثنا خالد بن خداش حدثنا حماد بن زياد قال سفيان الثوري : لو كان الحديث خيرا لذهب كما ذهب الخير . صدق والله وأي خير في حديث مخلوط صحيحه بواهيه وأنت لا تفليه ولا تبحث عن ناقليه [1].
[1] مجرد الرواية قليل الجدوى في الاعصار المتأخرة . بل قالوا : الحديث شطران احدهما معرفة احوال رواته على الوجه والآخر معرفة معانيه على ما هي عليه عند اهل الفقه الدين فمن كان مقصرا في احدهما فقد قصر في الحديث بقدر ذلك ولو دى ما سمعه كما سمعه . وقل من يفي الشرط في جميع الطبقات ، والجمع بين الشطرين صعب المثال إلا لا قذاذ من الرجال ، وقد نقل ابن طولون في كتابه " الفلك التحون " عن الامام الشافعي رضي الله عنه انه قال لبعض اصحابه : أتريد ان تجمع الفقه والحديث هيهات " بل كثيرا ما تراد نفسه يروي في " الأم " حديثا ثم يقول : وبه آخذاذا صح و ان ثبت ونحو ذلك ولا يجزم بشيء من طرفي النفي والتيات ، وهذا غاية التأني والورع في دين الله فلا تغترن بمن تسبق فتراهم الاستفتاءات ولم يقابروا نعال اولئك الأئمة الفقهاء .