[الجندي]

خلافة العصر وانقطاعها

بسمه تعالى
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

لا يخفى على ذوي الالباب ان الخلافة باتت لغير اهلها , كما ان هذا الغير هو مقر بانه ليس باهلا لها ,فخليفة المسلمين ابا بكر اقرّ بذلك واليك نص اقراره : ( اقيلوني ولست بخيركم وعليّ فيكم ) , لا ريب ان هذه الاقالة هي الاقالة من الخلافة , وبعبارة اخرى : ان الخليفة ابا بكر نوه بقوله هذا الى المسلمين : ( فان كنتم قد بايعتموني على اني افضلكم وخيركم فاقيلوا البيعة , وذلك لاني لست كذلك , ولست بخيركم وافضلكم وهذا عليّ عليه السلام فيكم ) اخرجه ابو حامد الغزالي وابن روزبهان الشيرازي وهو من متكلمي اهل السنة , ولتوضيح المراد انقل للقارئ ما ذكره متكلم اهل السنة العلامة القوشجي في بيان اقرار ابي بكر فانه قال : ( وليتكم ولست بخيركم وعليّ فيكم ، قال القوشجي : فهذه العبارة صريحة في مسألة الخلافة كما ترى ) شرح تجريد الاعتقاد : 371 .
وايضا لا ننسى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب فان له حظ بالاعتراف , حيث اخرج العلامة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني وغيره من الحفاظ والمحدثين باسنادهم عن الخليفة عمر بن الخطاب , قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه واله لما عقد المؤاخاة بين اصحابه : هذا علي اخي في الدنيا والاخرة وخليفتي في اهلي ووصيي في امتي , ووارث علمي , وقاضي ديني له مني ما لي منه , نفعه نفعي , وضره ضري , من احبه فقد احبني ومن ابغضه فقد ابغضني ) انظر المناقب المرتضوية : 129 , والكوكب الدري : 134 . هكذا يكون الموقف حاسما وصريحا صادقا , اخذت حقك واقولها بوجهك ..
وما دامت الخلافة قد اخذت بالقهر والقوة فمن المؤمل ان الباطل لا يدوم وحبله قصير جدا , وايامه منتهية , لانه كما عرفت حق انتزع من اهله ظلما وجورا فلا يبقي الله له اثرا مهما امتد به الزمان ..
لكن قد يسأل سائل من اهل السنة موجه سؤاله لعلمائه : اين تلك الخلافة التي سقطت رؤوس المسلمين لاجلها , لما لم تبقى لعصرنا الحاضر ؟
هل انقطعت الخلافة وظلت الامة الاسلامية بدون خليفة في هذا العصر ولماذا ؟
اين الشورى واين الاجماع واين الذين تصارعوا على حق ليس لهم ليروا الان المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ليس لديهم خليفة لا بالشورى ولا بالاجماع ؟
هل بات اهل السنة وليس في اعناقهم بيعة لامام ؟
اخي القارئ الكريم :
بدأت الخلافة كما عرفت بالنصب والاحتيال .. بالقهر وبالاستيلاء كما صرح بذلك التفتازاني .. ارادوا بذلك ملك الدنيا وتوارثوها الواحد بعد الاخر وانتهت النتيجة الى لا شيء وذلك يدلك على بطلان هذه الخلافة وعدم رضا الله تعالى عنها والا لاستمرت الى عصرنا الحاضر ولسمعنا بالخليفة الفلاني والخليفة الفلاني واخيرا بقي اهل السنة بلا خليفة ولا خلافة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته