أحيا نحو “200” زائر من أتباع الطائفة الشيعية ليلة عاشوراء بطقوسهم الدينية بالقرب من مقام الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب بشكل ينذر بتحسن أعداد الزوار مقارنة مع الأعوام السابقة ويعود ذلك إلى الانفراج السياسي في العراق حيث فتحت أمامهم المقدسات الدينية في النجف وكربلاء بعد أن كانت مغلقة لسنوات عديدة.
محافظ الكرك فواز أرشيدات والذي كان على رأس المستقبلين لأضرحة الصحابة قال لـ “الحقيقة الدولية” قمنا بعمل غرفة طوارئ مكونة من الأمن العام والدفاع المدني والمركز الصحي وشركة الكهرباء وسلطة المياه من اجل تقديم الخدمة المناسبة للزائرين وتم التنسيق مع كافة الدوائر والمؤسسات الحكومية في منطقة المزار الجنوبي.
فيما رصدت “الحقيقة الدولية” تواجدا امنيا مكثفا من الساعات الأولى لفجر يوم السبت الماضي حيث انتشرت دوريات الشرطة على طول الطريق المؤدي الى مقامات الصحابي في منطقة المزار الجنوبي حيث عملت على مساعدة الزوار وإرشادهم الى المنطقة.
مدير أوقاف المزار الجنوبي فراس أبو خيط أشار بدوره الى الاستعدادات التي قامت بها المديرية مبينا انه كان يتوقع وصول أعداد كبيرة من الزائرين، لافتا إلى التعاون والتنسيق المسبق مع كافة أجهزة المحافظة من اجل استقبال الزائرين.
وأشار أبو خيط الى الإعمار الهاشمي الذي نفذت منه مرحلتان بكلفة (5.5) مليون دينار والذي جاء بهدف تطوير هذه المقامات وتوفير الخدمات لاستقبال الزائرين من كافة أنحاء العالم، مشيرا الى ارتفاع أعداد الزائرين لأضرحة ومقامات الصحابة في المزار من قبل الطائفة الشيعية خلال الأعوام الثمانية السابقة مؤكدا أن الاستعدادات خلال الأسبوعين الماضيين كانت مكثفة جدا من اجل زيارة الأضرحة رغم وجود استعداد على مدار العام بسبب وجود زيارات يومية وأسبوعية من كافة أنحاء العالم.
الزائرون بدورهم قدموا شكرهم وامتنانهم إلى جلالة الملك المعظم والحكومة الأردنية والأجهزة الأمنية على استقبالهم لهم ومساعدتهم في الزيارة إلى ضريح الصحابي جعفر بن أبي طالب.
احد أبناء الطائفة الشيعية وسام إبراهيم قال لـ “الحقيقة الدولية” إننا كطائفة مسلمة جعفرية نزور الأئمة في عاشوراء والأربعينية ولقد كانت الزيارة جيدة وتباركنا بالصحابة الأبرار.
وبين إبراهيم انه جاء من عمان كونه يقيم فيها وان عددا من أصدقائه جاءوا معه من اجل زيارة مقام جعفر بن أبي طالب لافتا الى ارتياحه للزيارة مبديا شكره وتقديره الى جلالة الملك عبد الله ملك الأردن والشعب الأردني الطيب والأجهزة الأمنية التي قدمت لهم كل مساعدة.
أبناء المزار الجنوبي أكدوا لـ “الحقيقة الدولية” ان الزوار الشيعة في هذا العام لم يمارسوا ذات الطقوس التي كانت تمارس في الماضي الأمر الذي يبعث على الارتياح لافتين الى ان الطقوس القديمة دفعت بأطفال البلدة الى تقليدها وهو أمر مرفوض بالنسبة للجميع.
وطالب السكان بتوفير البنية التحتية المناسبة في المقامات وبخاصة شبكة الصرف الصحي إضافة الى تحويل المنطقة الى إقليم سياحي ديني واستثمار المواقع الدينية بشكل ينعكس إيجابا على المجتمع المحلي.
حيث طالب أهالي المنطقة بجعل هذه المنطقة إقليما دينيا وذلك لاستثمار السياحة الدينية فيه كإقليم البتراء مثلا حيث أنها تعود بالمنفعة على السكان، وإقامة كلية شريعة في المنطقة أو كلية لأصول الدين وذلك من اجل إنعاش المنطقة اقتصادياً.
المصدر : الحقيقة الدولية ـ الكرك ـ عبد الحميد المعايطة-|23.1.2008|