[السيد عبدالجبار]

فعن المرتضى عليه السلام قال : أيها الناس ، اعلموا أن كمال الدين طلب العلم .. والعمل به .. وأن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال ، إن المال مقسوم بينكم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه .. وسيفي لكم به ، والعلم مخزون عليكم عند أهله ، قد أُمرتم بطلبه منهم .. فأطلبوه .. واعلموا أن كثرة المال مفسدة للدين مقساة للقلوب .. وأن كثرة العلم ، والعمل به .. مصلحة للدين ، سبب الى الجنة .. والنفقات تنقص المال ، والعلم يزكو على إنفاقه ، وإنفاقه بثه الى حفظته ورواته ..

قال الامام : المال مقسوم اشارة الى قوله تعالى :

نَحنُ قسَمْنَا بينهم مَعيشتهم في الحيوة الدنيا
ورفعنا بعضهم فوق بعض درجت ليتخذ بعضهم
بعضاً سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون
وقول الامام : المال ... مضمون لكم .. اشارة الى قوله تبارك وتعالى :
وما من دابة في الأرض إلا على اللّه رزقها
ويعلم مستقرها وموستودعها كل في كتب مبين

ثم قال الامام : واعلموا أن صحبة العالم ، واتباعه .. دين يدان اللّه به .. وطاعته مكسبة للحسنات ، ممحات للسيئات ، وذخيرة للمؤمنين ، ورفعة في حياتهم وجميل الاحدوثة عنهم بعد موتهم ، إن العلم ذو فضائل كثيرة .. فرأسه التواضع ، وعينه البراءة من الحسد ، واذنه الفهم ، ولسانه الصدق ، وحفظه الفحص ، وقلبه حسن النية ، وعقله معرفة الاسباب بالامور ، ويده الرحمة وهمته السلامة ، ورجله زيارة العلماء ، وحكمته الورع ، ومستقره النجاة ، وفائدته العافية ، ومركبه الوفاء وسلاحه لين الكلام ، وسيفه الرضا ، وقوسه المداراة ، وجيشه محاورة العلماء وماله الادب ، وذخيرته اجتناب الذنوب ، وزاده المعرفة ، ومأواه الموادعة ، ودليله الهدى ، ورفيقه ، صحبة الاخيار .. البحار ج1ص175 وصف الامام العلم بشخص كامل روحاً وجسداً ، وله أعضاء ، وقوى ظاهرة وباطنة ، وذكر منها 24 ، ومنها فضائل اخلاقية يجب توفرها في العالم ، خاصة الفقيه مع علمه البحت ..