إذا كان غالبية الصحابة منافقين وكان هؤلاء المنافقين من الموصى إليهم في علي . فما هي الحكمة من تولي علي رضي الله عنه للخلافة .
هل هي أن ينجح في تربية من لم تنفعهم تربية النبي صلى الله عليه وسلم لهم ؟
فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم نفسه وهو رسول الله . أعظم الخلق طرا . أحب خلق الله إلى الله . خير من وطئ بأقدامه الثرا . بأمي هو وأمي صلى الله عليه وسلم . إذا كان لم ينجح في تربية الصحابة بحيث تقلد أكثرهم النفاق في حياته والردة بعد موته صلى الله علية وآله وصحبه وسلم . فهل أن النبي صلى الله عليه وسلم ولى علي بن أبي طالب من بعده من أجل أن ينجح في أمر لم ينجح فيه النبي صلى الله عليه وسلم ( حاشاه بأبي هو وأمي غير أنها مجرد ادعاءات شيعية ) .
هذا هو سؤالي الذي وددت طرحه عليكم .
ان وظيفة الرسول ( ص ) هي التبليغ وانذار المخالفين وتبشير الموالين لدين الله ( مبشرا ونذيرا ) ووظيفة الامام هي المحافظة على الدين من تاويل المتاوليين ولذلك نسمي الائمة ( ع ) الاوصياء لانهم اوصياء على دين الله الحق من التاويل والتحريف
واما وظيفة الهداية للطريق الصحيح والسراط المستقيم فهي امر بيد الله جل جلالة ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
وهذه الهداية انما تتم بحسب اسبابها ومسبباتها الطبيعبة وليس بالاجبار او الاكراه
( لا اكراه في الدين ) ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ليتم على اساسها اعطاء الجزاء على الافعال من الثواب اوالعقاب
ثم من قال لك ان الرسول فشل في ظيفته ؟! والله يشهد له من اكمال الدين واتمام النعمة بانه قد ادى وظيفته على اكمل واتم ما يكون (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا ) فسؤالك الذي طرحته انما بنيته على اساس هش وافتراض باطل الا في بعض العقول السارحة في الاوهام لان الاساس في سؤالك انك تفترض ان الرسول قد فشل في وظيفته وهذا باطل ومارتبت على ها الفرض ايضا باطل لانه وكما يقولون مابني على الباطل فهو باطل
ومن كان في عهد الرسول ( الصحابة ) هم اناس عاديين ( وليس معصومين ) يجوز عليهم الخطاء وارتكاب المحرم واتباع النفس الامارة بالسوء ووجود المنافقين امر واضح وضوح الشمس ومنتشر في الكثير من السور القرءانية يكفي في بروزه ان احدى سور القرءان الكريم تسمى باسم ( المنافقين )
وللتوضيح ساذكر لك حادثة وقعت عند وفاة الرسول ( ص ) ينقل ابن سعد في طبقاته
( أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن بن شهاب أخبرني أنس بن مالك قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى الناس فقام عمر بن الخطاب في المسجد خطيبا فقال لا أسمعن أحدا يقول إن محمدا قد مات ولكنه أرسل إليه كما أرسل إلى موسى بن عمران فلبث عن قومه أربعين ليلة والله إني لأرجو أن يقطع أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات )
فهذا كلام من يجعله اهل السنة ( شبه نبي ) وان الله لوكان متخذا نبيا لاتخذ عمر!! لولا ان يتداركه ابو بكر
( فقال أبو بكر اجلس يا عمر فأبى عمر أن يجلس فكلمه أبو بكر مرتين أو ثلاثا فلما أبى عمر أن يجلس قام أبو بكر فتشهد فأقبل الناس إليه وتركوا عمر فلما قضى أبو بكر تشهده قال أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال الله تبارك وتعالى وما محمد إلا رسول قد خلت منقبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرينفلما تلاها أبو بكر أيقن الناس بموت النبي صلى الله عليه وسلم وتلقاها الناس من أبي بكر حين تلاها أو كثير منهم حتى قال قائل من الناس والله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية أنزلت حتى تلاها أبو بكر فزعم سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر يتلوها فعقرت وأنا قائم حتى خررت إلى الأرض وأيقنت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات )
فهذه هي تصرفات عمر الفاروق فكيف ببسطاء المسلمين
وكمحصلة نهائية لماقلناه اعلاه فان على الانبياء والاوصياء توضيح الدين الحق للناس فقط ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر لانه لااكراه في الدين والله اعلم بالمهتدين