أمّا مصحف فاطمة، فهو مدونة علمية من جملة المورث العلمي الخاص الموجود عند أهل البيت (عليهم السلام) ولم يطلع على هذا المصحف أحد من الشيعة، فهو من مذخورات آل محمد (عليهم السلام)، وكل هذه المذخورات أو ما أطلقنا عليه الموروث الخاص موجود الآن عند الإمام المهدي (ع).
ولأجل إتمام الفائدة ننقل لكم بعض الأحاديث الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) لتعرفكم بحقيقة مصحف فاطمة ما هو؟ وكذلك سائر الكتب والموروثات الخاصة كالجفر والجامعة .
عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله (الإمام الصادق) (عليه السلام) يقول: (تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة، وذلك إني نظرت في مصحف فاطمة (عليها السلام) قال: قلت: وما مصحف فاطمة؟ قال: إن الله تعالى لما قبض نبيه (ص) دخل على فاطمة (عليها السلام) من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلاّ الله عز وجل فأرسل الله إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي، فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين(عليه السلام) يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفاً، قال: ثم قال: أما إنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام، ولكن فيه علم ما يكون) (انظر أصول الكافي ج1/ 240).
وعن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه في حديث طويل في علامات الإمام عن علي بن موسى الرضا(عليه السلام) قال: (للإمام علامات: يكون أعلم الناس، وأحكم الناس، وأحلم الناس، وأشجع الناس، وأسخى الناس، ... إلى أن يقول: ويكون عنده سلاح رسول الله (ص) وسيفه ذو الفقار، ويكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعته إلى يوم القيامة، وصحيفة فيها أسماء أعدائهم إلى يوم القيامة، ويكون عنده الجامعة وهي صحيفة طولها سبعون ذراعاً فيها جميع ما يحتاج إليه ولد آدم، ويكون عنده الجفر الأكبر والأصغر: إهاب ماعز وإهاب كبش فيهما جميع العلوم حتى أرش الخدش وحتى الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة، ويكون عنده مصحف فاطمة(عليها السلام)) (الخصال للشيخ الصدوق ص527).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (علمنا غابر ومزبور، ونكت في القلوب ونقر في الأسماع، وإن عندنا الجفر الأحمر والجفر الأبيض، ومصحف فاطمة عندنا، وإن عندنا الجامعة فيها جميع ما يحتاج الناس إليه ـ إلى أن يقول (عليه السلام) ـ وأمّا مصحف فاطمة صلوات الله عليها: ففيه ما يكون من حادث، وأسماء كل من يملك إلى أن تقوم الساعة، وأمّا الجامعة: فهي كتاب طوله سبعون ذراعاً إملاء رسول الله(ص) من فلق فيه وخط أمير المؤمنين (عليه السلام) بيده، والله! فيه جميع ما يحتاج الناس إلى يوم القيامة...) الحديث. (روضة الواعظين ص211).