أغلقت السلطات المغربية مدرسة عراقية تعمل في الرباط منذ ثلاثين سنة بتهمة نشر المذهب الشيعي، واستدعت الخارجية القائم بالأعمال في السفارة العراقية لإطلاعه على القرار.
وقد تظاهر عشرات من أولياء أمور التلاميذ والأساتذة للتنديد بهذه الخطوة.
وقال مراسل الجزيرة في الرباط محمد فاضل إن والد أطفال في المدرسة فوجئ بأسئلة من أطفاله في التاريخ الإسلامي لا يملك أجوبة عليها، وهي في رأيه مخالفة لمذهب الإمام مالك والعقيدة الأشعرية ومذهب الجنيدي الذي عليه أهل المغرب السنة.
وأشار المراسل في تقريره إلى أن إغلاق المدرسة أثار غضب أولياء الأمور والأساتذة الذين اتهموا السلطات المغربية بتسييس الموضوع ( بتمزيق العلم العراقي).
من جهته أكد الأستاذ في المدرسة العراقية علي محسن أن مدرسته تتبع المنهج العراقي المقرر من وزارة التربية العراقية والخالي من أي دس أو طائفية أو تشيع، بينما قالت وزارة التربية المغربية إنها أوفدت لجنة للمدرسة اتضح لها أن مناهجها مخالفة للمناهج المغربية.
وأوضح المراسل أن وزارة الخارجية المغربية استدعت القائم بالأعمال العراقي ومديرة المدرسة وأطلعتهما على قرار الإغلاق.
وأضاف إن إغلاق المدرسة يثير تساؤلات حائرة حول المد الشيعي أو كل ما له علاقة بإيران، وهل أن خطر المد الشيعي بهذا الحجم أم أن في الأمر تضخيما؟
وختم بالقول إن الأزمة بين المغرب وإيران بدأت سياسية وأصبحت فكرية وتربوية عبر سحب المطبوعات وإغلاق المدارس، ويخشى المراقبون أن تنتهي كذلك سياسية
وكانت وزارة الخارجية المغربية أعلنت في بيان لها أوائل الشهر الجاري أن المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران وذلك عقب احتجاج من المغرب على تصريحات إيرانية اعتبرتها الرباط غير مقبولة إثر تضامنها مع البحرين في الأزمة السياسية التي نشبت مع طهران الشهر الماضي.
وأشارت الوزارة في بيانها إلى "نشاطات ثابتة للسلطات الإيرانية، وبخاصة من طرف البعثة الدبلوماسية بالرباط، تستهدف الإساءة إلى المقومات الدينية الجوهرية للمملكة والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي" وذلك في إشارة إلى اتهامات إعلامية سابقة للبعثة بالتورط في دعم التشيع بالمغرب.
المصدر : الجزيرة