التفجيرات الكثيرة التي حدثت في بغداد هي نتيجة لعوامل كثيرة بعضها داخلي وبعضها خارجي! أما الخارجي فهو الضوء الأخضر الـذي أخـذتهُ العصابات الإرهابية والقوى السياسية المؤيدة لها( وجزء منها في العملية السياسية) من مؤامرة الدوحة حيث كانت كل معطيات ذلك الإجتماع المشئوم بروتوكولياً وخلف الكواليس وفي البيان الختامي هي ضد العملية السياسية في العراق ومع عودة غير مشروطة للبعث المجرم. أما داخلياً فالأول هو تدخل القوات المحتلة وإطلاقها سراح الإرهابيين وهي على يقين من عودتهم الى الإرهاب! والثاني هو أن السيد المالكي قد حمل البيض في سلة واحدة فإذا ما وقع إنكسر كل البيض ففي الوقت الـذي ركز جهوده على نتائج الإنتخابات بينما تناسى أن الأمن في بغداد كان غير مريح لأنه يعتمد على صفقة أمريكية مريبة بين القوات الأمريكية والإرهابيين والبعثيين!! ونزع رئيس الوزراء ردائه الحكومي وإرتدى رداءه الحزبي وبات مستشاروه يخوضون حروباً وهمية مع حلفاء الأمس وإتهامات للآخرين بتقليص الميزانية ولو إستطاعوا لقالوا إن سبب الأزمة المالية في العالم هم حلفاء الأمس في الإئتلاف العراقي الموحد!! وهنالك قنبلة ستنفجر في المستقبل بسبب التحالفات الغير عقلائية في مجالس المحافظات والتي لا تنبيء بخير لأنها قائمة على أساس مصالح الفئات قبل مصلحة الشعب !! فلم يحسن المالكي ترتيب البيض بل خلط بين بيض الحزب وبيض الحكومة لـذلك عندما يصرح الدباغ بأن الحكومة كـذا وكـذا يتبادر الى ذهن المواطن أن إئتلاف دولة القانون أو الأصح فريق منه وهو حزب المالكي ( وليس حتى حزب الدعوة لأن سامي العسكري خرج من الحزب منـذ أعوام).وهنالك تناقض بين ما يقوله المالكي وما يصرح به مستشاريه او أعضاء من الحزب. فأصبح وليد الحلي وزير خارجية الظل لأنه هو الـذي يصرح بشأن معلومات أُعطيت للسعوديين.ومستشار المالكي يصرح بأن التعامل مع السعودية هو بشرط التعامل بالمثل!! وهو تصريح متأخر وهو من البديهيات إلا أللهم أن التصرفات الأخيرة للحكومة بالتهالك لمقابلة الملك السعودي قد ضجر منها الشارع العراقي فجاء المستشار ليعطينا من البديهيات ما نحن في غنى عنهُ.
إن معالجة كل القضايا بسرعة وبشكل ترقيعي قد يُربك القضايا المرتبكة أصلاً ويضيف لها من العقد ما يصعب حلها.وحل عقدة لا يكون بربط عقدة في مكان آخر فضرب المليشيات لا يقابله مجالس إسناد لا يُعلم مدى إنضباطها أو جدواها!! وطلاق من هنا مع فئة لا يقابله زواج مجهول المستقبل! وأخيراً نصيحة للجميع إفصلوا بين الحكومة وبين أحزابكم أو تياراتكم أو جهاتكم أو تحالفاتكم ولا تخلطوا البيض ببعضه! ويكون الحال مثل حال الراوي الـذي سمع من كعب الأحبار خرافات ثم عندما جاء ليروي قال: لا أدري ما أحدثكم به هو عن النبي (ص) أم عن كعب الأحبار!!
ولإئتلاف دولة القانون الحق بالتحضير للإنتخابات القادمة ولكن ليس من حقها وحتى تأريخ الإنتخابات أن تعتبر نفسها هي الفائزة وتتصرف على أساس ذلك فسفينة الأقدار كثيرأً ما تنحرف عن المسار! والغيب عند الله وأحـذر أن الأقدار دائماً تضحك للإ نسان!!. وأقدار السياسة عمياء لا ترحم!!. فلا تجعلوا الدباغ حائراً هل هو يتحدث ناطقاً عن الحكومة أم عن رئيس الوزراء شخصياً أم عن مستشاريه أم عن الوزارة أم عن أحزاب إئتلاف دولة القانون!! أم يتحدث عن نفسه! لقد إختلطت الأمور!!