[غدير_خم]

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




أوجه التشابه بين وصي موسى (ع) ووصي سيدنا محمد (ص)




يعتبر أمير المؤمنين (ع) من المميزين بين سائر أفراد الأمة الإسلامية أو بالأخص بين الصحابة وذلك
في عمق وجوده في كيان الدعوة المحمدية فهو المؤمن الأول بالدعوة وهو أول من صلى مع النبي دون منازع
وهو المجاهد الأول في تاريخ الإسلام والسبّاق للدفاع عن النبي الأعظم (ص) ، وهكذا كان يوشع بن نون (ع)
فقد جاء في الحديث المروي عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله (ص) [ السبّاق ثلاثة فالسابق إلى موسى
يوشع بن نون والسابق إلى عيسى ياسين ، والسابق إلى محمد (ص) علي بن أبي طالب (ع) ]

يراجع المعجم الكبير للطبراني ج 11 ص 77 ، الصواعق المحرقة ص 125 ، كنز العمال ج11 ص 601



رد الشمس للوصيين



كلنا يعلم أنه قد ردّت الشمس لأمير المؤمنين (ع) مرتين ، مرة في حياة النبي الأعظم (ص) وذلك حينما تغشى
الوحي رسول الله (ص) فتوسد فخذ أمير المؤمنين (ع) ففاتته صلاة العصر ، ومرة أخرى في زمان خلافته لما
أراد أن يعبر الفرات ببابل حينما عاد من قتال الخوارج فاشتغل كثير من أصحابه بتعبير دوابهم ورحالهم ففاتتهم الصلاة
معه (ع) فشكوا ذلك إليه فسأل الله أن يرد الشمس فأجابه الله تعالى إلى ذلك
[ يراجع : الصواعق المحرقة ص 128 ، ترجمة علي بن أبي طالب (ع) من تاريخ دمشق ج 2 ص 283 المناقب لابن المغازلي
ص 96 – 98 ، الرياض النضرة ج 3 ص 121 ، الإرشاد للمفيد ج1 ص 346 ، بحار الأنوار ج 41 ص 171 وغيرها من المصادر ]

وردّت الشمس ليوشع بن نون وصي موسى (ع حينما فاتته الصلاة في وقتها ، وقيل بل ردت له حينما خرج لقتال الجبّارين
في مدن الشام فأدركه المساء وبقيت منهم بقية فدعا الله تعالى فرد عليه الشمس

[ يراجع : الكامل في التاريخ ج1 ص 154 –155 ، البداية والنهاية ج6 ص 281 ، قصص الأنبياء لابن كثير ص 441 ،
البدء والتاريخ للمقدسي ج 3 ص 96 وغيرها من أمهات كتب التاريخ ]



قتال الجبّارين


لقد أوكل موسى (ع) إلى يوشع بن نون بأنه يقاتل الجبّارين في بلاد الشام ، فقاتلهم في بيت المقدس وأريحا والبلقاء حتى مكنه
الله منهم ، وعهد رسول الله (ص) لأمير المؤمنين علي (ع) بأنه يقاتل المارقين والناكثين والقاسطين ، فقاتل الجبابرة وأئمة الضلال
وجائت بالرواية عن أمير المؤمنين (ع) أنه قرأ هذه الآية يوم الجمل } وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا
أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون { ثم قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة واصطفى محمد ( ص ) بالنبوة إنهم لأصحاب هذه الآية
وما قوتلوا منذ نزلت


خروج الصفراء على يوشع بن نون والحميراء على علي (ع)


عندما قام يوشع بالأمر بعد موسى (ع) خرجت عليه صفراء أو صفوراء بنت شعيب زوجة موسى (ع) فقالت أنا أحق منك بالأمر
وتبعها منافقي بني إسرائيل ، فقاتلهم يوشع (ع) وظفر بهم وقتل مقاتليهم وهزم الباقين وأسر صفراء وعفا عنها وأحسن صونها
وأوصلها مع حرس من النساء إلى بني قومها ،
وهكذا كان الأمر مع عائشة حينما خرجت على أمير المؤمنين علي (ع) ، وقد كانت بنت شعيب الخارجة على إمام زمانها صفراء
فإن إبنة أبي بكر كانت حمراء وهما لون كانتا علامة بينهما

لقد قال رسولنا الكريم (ص) يكون في هذه الأمة كل ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة

الفتى


كان يوشع بن نون فتى موسى (ع) وقد جاء بالذكر الحكيم ( وإذ قال موسى لفتاه ) وأيضا ( فلما جاوزا قال لفتاه ) وقد قيل سمي فتى لأنه
كان يلازمه في السفر والحضر وأنه كان يخدمه

وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فتى محمد (ص) وقد ورد بالروايات الثابتة ، أن جبرائيل (ع) نادى يوم أحد مرارا
لاسيف إلا ذو الفقار ولا فتــــــــى إلا عــــــــــــلي

وهذا عندما قتل الإمام علي (ع) أصحاب الألوية يوم فر الجمع عن رسول الله (ص)


الأعلمية في الوصيين بعد النبيين (ص)


لقد ورد في الحديث أن موسى (ع) أوصى إلى يوشع بن نون لأنه كان أعلم أمته بعده وأن النبي محمد (ص)
أوصى إلى علي (ع لأنه أعلم أمته بعده

روى الطبراني عن سلمان المحمدي ( رض ) قال : قلت يارسول الله لكل نبي وصي فمن وصيك ، فسكت عني
فلما كان بعد رآني ، فقال : يا سلمان فأسرعت إليه ، قلت لبيك قال : ( تعلم من وصي موسى ؟ ) قلت : نعم ، يوشع بن نون ، قال :
لم؟ ، قلت : لأنه كان أعلمهم ، قال : ( فإن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب
[ يراجع المعجم الكبير للطبراني ج6 ص 221 ، أمالي الصدوق ص 63 ]

وقد ثبت بالقطع والإجماع أن عليا (ع) أعلم الأمة وأقضاها بعد رسول الله (ص) ولم يسبقه أحد في هذا أبدا



شيعته وأتباعه هم الفرقة الناجية



جاء في الحديث عن علي (ع) [ إفترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة ، سبعون منها في النار وواحدة ناجية بالجنة وهي التي
إتبعت يوشع بن نون وصي موسى (ع) وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة اثنان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة
وهي التي إتبعت وصي محمد (ع) وضرب بيده على صدره ] يراجع كتاب سليم بن قيس ص 175 ، أمالي الطوسي ص 523 ،
والإحتجاج للطبرسي ص 263


ليلة الإستشهاد


في العشر الأخير من شهر رمضان المعظم وتحديدا في ليلته الأولى تقريبا قام الإمام الحسن (ع) خطيبا في ليلة إستشهاد أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب (ع) وقال : ( لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولايدركه الآخرون ولقد توفي في الليلة التي عرج فيها
بعيسى بن مريم للسماء والتي توفي فيها يوشع بن نون ) يراجع البداية و النهاية لابن كثير ج7 ص 333 الذرية الطهارة للدولابي ص 115
الكامل في التاريخ ج3 ص 265

وروى أبو بصير عن أبي الإمام أبي عبد الله عن أبيه الإمام الباقر (ع) قال : ( لما كانت الليلة التي قتل فيها علي (ع) لم يرفع
عن وجه الأرض حجر إلا وجد تحته دم عبيط حتى طلع الفجر وكذلك الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون ) يراجع بحار الأنوار ج13 ص 268

وروى ابن شهاب عن عبد الملك أنه لم يرفع حجر من بيت المقدس إلا وجد تحته دم وذلك صبيحة الليلة التي قتل فيها علي (ع)
المستدرك للحاكم النيسابوري ج3 ص 113




الحمدلله أولا وآخر والعاقبة للمتقين